في الوقت الذي تواجه فيه البشرية أسوأ كارثة صحيّة في العصر الحديث من خلال تّفشي وباء الكورونا المستجد في جميع دول العالم , وفي الوقت الذي دخلت فيه جميع دول العالم المتقدّم حالة الإنذار القصوى لمواجهة هذا الوباء الفتّاك .. لا زال العراقيون حكومة وأحزابا وأصحاب قرار نياما ويبحثون عن مرّشح بديل لرئيس الوزراء المستقيل منذ أربعة أشهر .. والمصيبة أنّ العراقيين غير مدركين لخطورة الوباء الذي أخذ ينتشر بينهم كالنار في الهشيم .. وغير مدركين للكارثة الاقتصادية التي أحلّت بهم جرّاء انخفاض أسعار النفط العالمية إلى ما دون الثلاثين دولار للبرميل الواحد .. ومشكلة اختيار بديل لرئيس الوزراء المستقيل , تعدّت حدود المعقول إلى اللا معقول بالنسبة لأصحاب القرار والشأن .. فهذه المشكلة قد سلّطت الضوء على عمق أزمة النظام السياسي القائم , فحين يعجز النظام السياسي عن إيجاد بديل لرئيس وزراء مستقيل منذ أربعة أشهر , فهذا يعني أنّ هنالك خلل ليس في طبيعة القوى السياسية الحاكمة التي هي أقرب للعصابات المنظمة فحسب , بل أنّ هذا الحلل يمتّد إلى كافة مؤسسات المجتمع الدينية والقضائية والاجتماعية , بل ويمتّد إلى المرجعيات الدينية والنخب السياسية والاجتماعية التي آثرت الابتعاد والنأي عن النفس , وكأنّ البلد ليس ببلدهم والشعب ليس بشعبهم ومستقبل هذا البلد ليس مستقبل أجيالهم القادمة .. والحقيقة المؤلمة أنّنا جميعا نعيش أزمة أخلاقية وضميرية وقيميّة …
خطابنا اليوم موّجه في ظل هذا الوضع الاقتصادي الذي ينذر بالكارثة وفي ظل هذا الوباء الذي أخذ يتفّشى في البلد .. موّجه تحديدا إلى أصحاب الضمائر الحيّة من أعضاء مجلس النواب .. اللجنة السباعية التي شّكلّتها قوى الفساد والمحاصصات , لم ولن تتفق على مرّشح بديل يخلف رئيس الوزراء المستقيل .. والحقيقة أنّ هذه اللجنة غير آبهة للمصير والكارثة الصحيّة والاقتصادية التي يواجهها الشعب العراقي .. يا نواب الشعب الغيارى .. والله ثمّ والله ثمّ والله .. إنّ بلدكم يمرّ اليوم باصعب كارثة يواجهها منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة .. فوباء الكورونا من أمامكم والكارثة الاقتصادية من خلفكم .. والمسؤولية الشرعية والقانونية والأخلاقية تقع على عاتقكم حصرا .. رّشحوا من ترونه قويا وحازما وشجاعا وقادرا على السير بالبلد إلى جادّة الأمان , ويستطيع حمل الأمانة الملقاة على عاتقه وينهض بهذه الأعباء الثقيلة .. واذهبوا به إلى رئيس الجمهورية ليقوم بواجبه الدستوري .. إرفعوا لرئيس الجمهورية قائمة بأسمائكم وتواقيعكم واعلنوا للشعب أنّكم الكتلة الأكبر .. وليذهب الفاسدون والمتحاصصون إلى الجحيم .. إفعلوها من أجل بلدكم وشعبكم الذي يواجه مصيرا لا يعلمه إلأ الله سبحانه وتعالى .. واسحبوا البساط من تحت أرجلهم .. وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون …….. صدق الله العلي العظيم ..