العنف والعنف المضاد لهما انياب سامة لا احد ينجوا من مخاطرها لانها ستصيب الجميع ولاتستثني احد وهما ايضا من يهدمان اسس الشراكة والمصير المشترك ويحطمان روح التسامح ومبدأ القبول بالاخر والمواطنة العابرة للطائفة والعرق ومخاطر الانزلاق بالعنف الطائفي هو القلق الذي يخيم على العراق بكل مكوناته بسبب سعي البعض الى جر الجميع الى المستنقع الذي سيبتلع الجميع وما يشهده العراق حاليا يذكرنا بما جرى خلال سنوات العنف الطائفي التي اودت بحياة الاف العراقيين و تداعيات لعبة العنف والعنف المضاد تدعونا الى تلخيص الاسباب التي ادت الى تغذية هذه اللعبة والنتائج الكارثية المتوقعة من استمرارها على العراق ارضا وشعبا وهي:1- نظام المحاصصة الطائفية الذي كرسه الاحتلال الامريكي في الحياة السياسية الذي تحول العراق بموجبه الى كيان اسير للطائفة والعرق وشل فعاليته وانقسم على نفسه على مدى السنوات العشر الماضية2. تمرير الدستور على عجل من دون توافق جماعي على بنوده مازال موضع خلاف بين العراقيين3. مازالت تركة الاحتلال وقوانينه سارية المفعول من دون تعديل او مراجعة اوقعت افدح الخسائر بقطاعات كثيرة من العراقيين4. الم تحقق الطبقة السياسية التوافق على الية واقعية لتجسيد مفهوم الشراكة وبناء الدولة المدنية العابرة للمحاصصة الطائفية5. افشل المؤسسة العسكرية رغم الدعم المالي والتسليحي لها في تحقيق الامن والاستقرار ووضع حد للعابثين بامن المواطن واستقراره6. بقاء مشروع المصالحة الوطنية حبرا على ورق رغم اهميته في تحقيق السلم الاهلي7. انكار حق الاخرين بالقرار السياسي في تقرير مصير البلاد وادارة شؤونها8. تدني فاعلية مجلس النواب بالقيام بدوره كمؤسسة تشريعية ورقابية لضبط ايقاع الاداء الحكومي9. تغول الفساد في المجتمع وفشل الاجراءات التي تحد من مخاطره على الفرد والمجتمع10. تعامل الحكومة مع مطالب المظاهرين بعدم الجدية واستخدام العنف ضد بعض ساحاتهم 11. غض النظر عن التدخل الخارجي في شؤون العراق لمصلحة هذا الطرف او ذلك واستنادا الى ماتقدم فالمطلوب من اجل وقف دخول العراق مجددا في دائرة العنف هو اعادة النظر في القوانين الاحتلالية التي زرعت بذور الفتنة في العراق رغم رحيل الاحتلال من خلال اجراءات تصالحية تعيد الثقة والامل بتحقيق التوازن في المجتمع لسد الطريق امام من يريد ابقاء العراق في مربع الخوف والقلق والمجهول و الخطوات المطلوبة تستدعي من جميع الاطراف تنازلات متبادلة لانقاذ العراق من محنته لمنع دخوله مجددا في داومة العنف والعنف المضاد واول هذه التنازلات هي من مسؤولية الحكومة كمبادرة حسن نية تشجيعا للحوار والتهدئة مع معارضيها واي تردد او تاخير سيجر العراق الى الفوضى مجددا