إلى أبي مسرور مع التحية

إلى أبي مسرور مع التحية
آخر تحديث:

بقلم:اياد السماوي

السيد مسعود بارزاني المحترم / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جناب الأخ أبو مسرور .. ما أكتبه لك اليوم قد لا تسمعه من أي سياسي عراقي على الإطلاق .. ومن المهم جدا قبل الحديث عن الموضوع الذي أريد التحدّث به مع جنابك الكريم أن تتعرّف على رأي السياسي بك شخصيا وبحزبك الذي تقوده وبزعامة أسرتك لهذا الحزب وارتباطاتها بالمخابرات الدولية , وهذا الرأي ليس وليد هذه المرحلة , بل يعود إلى مطلع السبعينات من القرن الماضي , عندما قام جلّاد الحزب الديمقراطي عيسى سوار باختطاف إثنى عشر طالبا شيوعيا كانوا عائدين إلى العراق عبر كردستان بعد انتهاء دراستهم في الخارج , ليلقوا حتفهم على يد هذا الجلّاد , وصديقك فخري كريم يعرف تفاصيل هذه القصّة من الألف إلى الياء , حينها كنت أحد الشباب الشيوعيين الذين ناشدوا والدك المرحوم الملا مصطفى بالعمل على إطلاق سراح هؤلاء الشباب العائدين , ولكن من دون جدوى .. جناب الأخ أبو مسرور .. لم أقتنع يوما أنّكم آل برزان عراقيون وتنتمون لتربة العراق قيد أنملة , أو يهمّكم مصير العراق وشعبه , ورأي الشخصي بزعامتك وأسرتك لشعبنا الكردي لا يقلّ عن رأي بالمقبور صدّام وأسرته , وهذا الكلام قائم على حقائق دوّنتها صفحات التاريخ ويعلمها الكرد قبل العرب .. ولا زال هذا الرأي بك وبحزبك وبأسرتك قائما حتى اللحظة , بل الأخطرمن كلّ هذا جعلتم من كردستان ملاذا آمنا لكل أعداء العراق ونظامه الجديد الذي أنتم جزء منه , وكذلك جعلتم من كردستان بؤرة للموساد الإسرائيلي الذي ترتبطون معهم بعلاقات تاريخية تعود إلى ستينات القرن الماضي , يسرح ويمرح في أرض العراق .. ومع كلّ هذا فأنا من أشدّ المعجبين بأداءك السياسي مع الغمّان الشيعة والسنة في آن واحد , خصوصا عندما تتعامل معهم بعنجهية وغرور وتعالي ..

جناب الأخ أبو مسرور .. تابعت باهتمام ردة فعلكم شخصيا وردّة فعل حكومة الإقليم على قانون الاقتراض الذي شرّعه مجلس النواب العراقي يوم أمس .. والذي أدهشني من ردّة فعلكم هو إصراركم على أنّ الشيعة والسنّة هم أعداء , وبالتالي فإنّ اتفاقهم على حماية أموال شعبهم , هو عمل مقصود وهو طعنة للشعب الكردي .. بالله عليك يا أبا مسرور ألا يكفيك سبعة عشر عاما من التسلّط والديكتاتورية على أبناء شعبنا الكردي الذي تحكمه بالنار والحديد أنت وأبنائك وأسرتك ؟ ثم ألا تكفيكم عشرات المليارات من الدولارات التي سرقتموها من أموال العرب والكرد وأصبحت أرصدة في البنوك العالمية بأسمائكم ؟ هل تريد من العراقيين أن يسكتوا على نهب أموالهم ؟ ما الذي أزعجكم في هذا القانون ؟ وهل فرّق القانون بين كردستان والبصرة ؟ ولماذا ترفضون تسليم النفط والموارد الاتحادية الأخرى إلى خزينة الدولة أسوة بكل محافظات العراق ؟ ألم يكن ما تمّ تشريعه في قانون الاقتراض قد تم الاتفاق عليه معكم من قبل مع وزارة المالية الاتحادية في شهر آيار الماضي ؟ هل سألت نفسك يا أبا مسرور هل القانون والدستور يعطيك الحق بعدم تسليم النفط والغاز والضرائب والرسوم وإيرادات المنافذ الحدودية والمطارات إلى خزينة الدولة ؟ أين هي الطعنة التي وجهها العرب شيعة وسنّة لكم ؟ أبا مسرور .. هل فكرّت يوما أن عشرات الآلاف من الموظفين الكرد الذين يعملون في الوزارات والمؤسسات الاتحادية هم عبأ ثقيل على كاهل الخزينة الاتحادية وقد آن الأوان لترحيلهم للإقليم ؟ .. أبا مسرور .. ثق واعتقد نحن العرب شيعة وسنّة أكثر حرصا على شعبنا الكردي من حكم إقطاعياتكم العائلية , ونحن على استعداد لتقاسم لقمة العيش مع شعبنا الكردي وبدون أي تمييز .. وكفى عزفا على الوتر الطائفي يا أبا مسرور .. احترامي البالغ لجنابكم ..

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *