حكومة السوداني:سياستنا الخارجية ضمن دائرة القرار الإيراني
آخر تحديث:
بغداد/ شبكة أخبار العراق- يواجه السوداني جملة من الملفات الشائكة، من أبرزها ملف علاقة العراق بدول العالم المختلفة، وهي مهمة شاقة ومحفوفة بالمخاطر بحسب مراقبين، خاصة في قدرته على التزام الحياد والتوازن مع إيران وأميركا في ظل التوتر الساخن بينهما، فضلا عن الحوار السعودي – الإيراني الذي ترعاه بغداد منذ العام الماضي، وانفتاح العراق على الخليجيين والمصريين والأردنيين في مجالات مختلفة.وفي هذا الشأن، يقول مستشار اللجان البرلمانية، القانوني هاتف الركابي، إن “السوداني يعمل منذ شهر تموز الماضي على منهاجه الوزاري ومن ضمن هذا المنهاج هو ملف العلاقات الخارجية الذي لديه رؤية استراتيجية متكاملة حوله، لاسيما قضية المياه مع الدول المتشاطئة (تركيا وإيران وسوريا)”.ويضيف الركابي في حديث صحفي، أنه “من ضمن تلك الاستراتيجية أيضا قانون المجلس الوطني للمياه، وكذلك سيعمل على بناء علاقات خارجية مترابطة مع دول الجوار والإقليمية”، مرجحا أن السوداني “سينجح في هذا الملف حيث يمتلك الكاريزما وفريقا متكاملا سواء بما يتعلق بالتفاوض أو التعامل مع هذه الدول”.مهمة محفوفة بالمخاطر،مع الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية التي يعيشها العراق، “هناك مجموعة من الملفات العالقة التي يتوجب على حكومة السوداني أن تواجهها، ما يجعل المهمة محفوفة بالمخاطر”، وفق المحلل السياسي السعودي، مبارك العاتي.ويرى العاتي في حديث ، أن “السيطرة على الجماعات المسلحة وجمع السلاح المنفلت خارج إطار الدولة، يجعل هذا الملف من أخطر الملفات، بسبب أن الجماعات المسلحة ستكون ممثلة في تشكيلة الحكومة المرتقبة، وهو ما سيُصعّب مهمة السوداني”.ويعرب العاتي عن خشيته “بأن يشهد العراق – في ملف العلاقات العراقية الإقليمية – تصاعدا واضحا للاستقطاب الإقليمي واستقواء التنظيمات أو الأحزاب الداخلية بقوة انتمائها للدول المحيطة بالعراق، وتحديدا الموالية لإيران”.ويتابع المحلل السعودي، “خصوصا أن السوداني مرشح من قبل تجمع الإطار التنسيقي الذي يقوده المالكي، وهذا ينذر بالفعل أن تشهد علاقات العراق بجيرانه العرب حالة من الفتور والتراجع والانكفاء، مما سيؤثر كثيرا على التقدم المسجل في التعاملات العراقية العربية”.ويكمل، “وهذا ما سيتطلب من السوداني إظهار قوة الاستقلال وإرسال رسائل إيجابية لأشقاء العراق، وأن بغداد ستهتم بعمقها العربي، وأن الاستثمارات العربية محمية ومصانة، وأن يواصل ترميم علاقاته المتصدعة مع الإقليم، ويتمسك بمشاريع البنى التحتية، مثل الكهرباء والمياه التي وقّعها العراق مع أشقاءه، وأن ينأى بالعراق عن التدخلات الإيرانية المتعددة وأن يحمي حدوده عن الضربات التركية والإيرانية”.يفتقر العراق إلى استراتيجية ثابتة تراعي عنصري التعاون والصراع في علاقاته الخارجية، حيث يعتمد على مواقف مسبقة مع الدول، ما يجعل علاقاته الخارجية متذبذبة، بحسب المحلل السياسي، محمد نعناع.ويضيف نعناع في حديث، أن “لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب ليس لديها دور محوري في العلاقات الخارجية، وإنما دور هامشي بروتوكولي يقتصر على حضور أعضاء من اللجنة في مؤتمرات غير مؤثرة، فضلا عن وجود فجوة بين عمل الحكومة ولجنة العلاقات الخارجية بما يتعلق بعلاقاتهما الخارجية”.ويوضح، أن “دور الفاعلين غير الحكوميين بما يشمل (رجال أعمال، سياسيون من طوائف مختلفة، شيوخ عشائر، رجال دين)، هؤلاء لديهم تأثير في الدول المجاورة أو ذات الاهتمام الإقليمي أو الدولي أكبر من تأثير الحكومة نفسها، وهذا خطأ”.ويؤكد، لذلك على الحكومة أن “تقر استراتيجية ثابتة، وأن تخفف من النشاط الخارجي (غير الحكومي)، وأن تقوّي الدور الحكومي المتمثل (برئيس الحكومة ومجلس الوزراء ووزير الخارجية والسفراء)، وبغير هذه الاستراتيجية والتحرك الفاعل فسوف يميل ميزان الكفة إلى الدول الأخرى في أن تستجذب من داخل العراق بما يتلاءم مع سياساتها، وهنا تخسر الحكومة نفوذها خارج العراق وتتعطل العلاقات”.وفي الختام أعرب نعناع عن أمله بأن “يكون للعراق في المرحلة المقبلة علاقات جيدة تضمن مصالحه ومصالح شعبه من خلال الثبات في السياسة الخارجية التي هي غير متحققة حتى الآن”.وظهرت تشكيلة حكومة السوداني بأنها حزبية ميليشياوي 100% وستتعرض العلاقات الخارجية للعراق الى التعثر بسبب السيطرة الإيرانية المطلقة عليها سواء من قبل نوري المالكي أو من ذيول إيران المسؤولين عن تشكيلها.