بغداد – شبكة أخبار العراق: كشفت مصادر مطلعة أن ايران نقلت في الاسابيع القليلة الماضية آلاف الاطنان من الوثائق والمستندات ذات السرية البالغة من سورية. وقالت المصادر ان هذه الوثائق تتعلق بمختلف الانشطة الايرانية في لبنان وسورية العسكرية والامنية والسياسية وتحتوي على محاضر الاجتماعات السرية التي ضمت الاجهزة السورية والايرانية وقيادات من “حزب الله” في لبنان كما تتضمن التعاون الاستخباراتي بين دمشق وطهران في الخارج طيلة أكثر من ثلاثة عقود مشيرة الى ان القيادة الايرانية هي من طلبت من القيادة السورية تسليمها هذه الوثائق والمستندات السرية لدواعي امنية وستراتيجية في ظل تصاعد الازمة السورية. وأكدت المصادر أن الخطوة الايرانية تعكس مخاوف طهران من تسرب هذه الوثائق الى اجهزة استخباراتية غربية واسرائيلية أو ان يتم الاستيلاء عليها من قبل جماعات سورية معارضة اذا اتجهت الامور الى التصعيد العسكري سيما في دمشق خلال الفترة القريبة المقبلة كما ان الدوائر الايرانية بدت قلقة لأن الأجهزة السورية المعنية منشغلة تماماً في ادارة العمليات العسكرية ضد المعارضة المسلحة وبالتالي ربما تكون الوثائق المخبأة لدى مكتب الأمن القومي او جهازي المخابرات الجوية والمخابرات العامة موضع تهديد. واستناداً الى المصادر العراقية فإن النظام الايراني لا يريد ان يجد نفسه أمام كارثة امنية كبيرة في ما إذا وصلت المعلومات الخطيرة التي تتضمنها الوثائق الى دول معادية له وبالتالي يرى انه يجب العمل على تأمين هذه الوثائق ونقلها الى مواقع اكثر أمناً لأنه على قناعة ان هذه الوثائق هي جزء من الأمن القومي الايراني. وكشفت المصادر ان النظام الايراني بدأ تنفيذ خطة قد تستمر أشهراً عدة لنقل ما تسميه الجهات الاستخباراتية في ايران “أرشيف الانشطة الايرانية على الساحتين اللبنانية والسورية” الذي قد يحوي وثائق تتعلق بعمليات اغتيال او تفاصيل التعاون السوري – الايراني في العراق بعد العام 2003 والانشطة المشتركة بين الدولتين في دول مجلس التعاون الخليجي وقطاع غزة ومصر واليمن ودول اخرى. وأكدت المصادر أن نقل آلاف الاطنان من الوثائق المهمة من دمشق إلى طهران تمت بعد مفاوضات طويلة وصعبة مع نظام الاسد الذي كان يرفض البحث في هذا الملف لأنه يعني ان طهران تتعامل وكأن النظام السوري في طريقه الى السقوط علماً ان رئيس المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني سعيد جليلي هو من قاد هذه المفاوضات في زياراته المعلنة وغير المعلنة الى دمشق والتي لم تنحصر على الجانب السياسي بل كان مصير الأرشيف المشترك بين الدولين من اهم الملفات وأخطرها وأكثرها إلحاحاً التي طرحها مع المسؤولين السوريين. وإذ لفتت إلى أن طهران تستعد لكل الاحتمالات وفي مقدمها أن الأسد غير باق في سورية عاجلاً ام آجلاً شددت المصادر على أن ملف الأرشيف يبدو أكثر أهمية لطهران من أسلحة الاسد الكيماوية او أي مواقع اسلحة اخرى لأن وقوع هذه الاسلحة بيد جماعات اسلامية متشددة قد يصب في مصلحة ايران التي لديها مشكلات جوهرية مع الولايات المتحدة واسرائيل أما موضوع الأرشيف فهو ملف حساس للغاية لأنه يتعلق بشبكة واسعة من الاشخاص والعلاقات والقنوات عن الانشطة الايرانية على المستويين الاقليمي والدولي وهذا أمر خطير لو وقع بيد دول او اجهزة معادية. ويمكن لإيران ان تستعين بموالين لها داخل الاجهزة السورية لإحراق اي وثائق قد تلجأ بعض الاطراف في سورية الى الاحتفاظ بها وعدم تسليمها الى طهران سيما أن سيناريو التخلص من بعض الوثائق داخل الاراضي السورية امر مطروح في اللحظة التي تشعر بها الاجهزة الايرانية ان نظام الاسد سقط وان الوثائق المتبقية في خطر. وفي الشأن العراقي لم تستبعد مصادر ائتلاف المالكي ان يتضمن ارشيف الانشطة الايرانية في سورية ولبنان معلومات عن تعاون استخباراتي سوري – إيراني لتجنيد عملاء وجماعات مسلحة ونقل اسلحة واغتيالات غير انه من المؤكد ان الارشيف الخاص بالساحة العراقية يتضمن معلومات عن عمليات مسلحة جرت بتمويل وإشراف ايرانيين استهدفت القوات الاميركية خلال تواجدها في العراق في الاعوام السابقة.