عبد الجبار الجبوري
لا نريد أن نستبق نتائج وتداعيات عاصفة الحزم التي ينفذها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ومباركة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وتركيا وألمانيا وباكستان ومجلس الأمن والأمم المتحدة واغلب دول العالم ضد المتمردين الحوثيين الموالين لإيران والتابعين لولي فقيهها الخامنئي،والتي أنهت والى الأبد التمدد والتوسع إلا يراني في المنطقة ،ولكن علينا قبل استقراء ما سيحدث من تحولات وتداعيات إستراتيجية مهمة في عموم الشرق الأوسط يفرضها الواقع الذي فرضته عاصفة الحزم ،أن نسلط الضوء على حيثيات وأسباب هذه العاصفة المباركة ،التي اقتلعت كل التطلعات الإيرانية وتدخلاتها الوقحة من جذورها العفنة ليس في اليمن ،فحسب وإنما في العراق وسوريا ولبنان والبحرين وغيرها،والتي كانت من أهم أسباب انطلاق عاصفة الغضب العربي هذه،لقد كان التدخل الإيراني في الدول العربية منطلقا من جذوره الفارسية ،في إقامة الإمبراطورية الصفوية(كما قال المعتوه يونسي مستشار خامنئي)،وتحقيق الحلم الإيراني الهلال الشيعي ألصفوي،وعاصمته بغداد،وهكذا وبتخادم أمريكي سلمت العراق لإيران في ليلة هروبها من العراق عام 2011،لملء الفراغ ،وأصبحت إيران دولة محتلة للعراق مع أمريكا،ومن ذلك الحين وهي تعمل على تأسيس حرس ثوري عراقي،وقد تحقق هذا في ميليشياتها وعددها42 ميليشيا عراقية الاسم إيرانية الولاء والتسليح والتدريب والتمويل ،ثم اتجهت الى سوريا وأسست حرس ثوري سوري لها ليقاتل مع الجيش السوري وحزب الله ،وهكذا كانت المحطة الأخيرة قبل العاصفة في اليمن ،بتأسيس الحرس الثوري الحوثي بمباركة الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وولده،وهكذا وكما صرح احد قادة طهران وهو علي شمخاني وزير الدفاع الإيراني،ان إيران(لاحظوا كلامه)، (أصبح لديها حرس ثوري إيراني في العراق واليمن وسوريا بحجم عشرة أضعاف جيش ميليشيا حزب الله قادر على قهر أي جيش في العالم وان أربع عواصم عربية أصبحت تحت تصرف إيران)،وكلهم تحت أوامر الولي الفقيه خامنئي وتحت قيادة الحرس الثوري الإيراني،وهذا التهديد العلني يمثل خطرا مباشرا على مستقبل الدول العربية وخاصة المملكة العربية السعودية ،التي أخذت التصريحات الإيرانية تجاهر علنا في إسقاط النظام الملكي فيها من خلال التحشدات العسكرية الحوثية على حدود المملكة والميليشيات العراقية(ميليشيا حزب الله العراقي) التي ضربت العمق السعودي بصواريخ (كراد) قبل عام ،هذا الخطر الإيراني والاستفزازات والتدخلات الإيرانية الوقحة ،أصبحت لا تطاق عربيا وعالميا،وتصريحات أمريكية وفرنسية وتركية وبريطانية كلها تؤكد أن إيران أصبحت (خطر على الأمن العالمي والعربي) ،
وتقلق المنطقة وتسعى الى التوسع والتمدد على حساب الأمن العربي والعالمي،وتحاول إشعال الحرب الأهلية الطائفية من خلال ميليشياتها في العراق واليمن ولبنان،هذا القلق عبر عنه اردوغان أمس عندما قال(إن إيران تزعج تركيا )وعليها انسحاب من العراق وسوريا واليمن)، هذا الكلام لم يأت من فراغ وإنما من معاناة وهواجس حقيقية أخذت تدق ناقوس الخطر الإيراني ،لهذا جاءت عاصفة الحزم في وقتها،لتضع العرب والعالم أمام حقيقة الخطر الإيراني،وضرورة إيقافه بالحرب،وتم بمشاركة أكثر من عشرة دول عربية ودعم دولي وعالمي غير مسبوق الهجوم على ميليشيات الحوثيين ومقراتهم وقواعدهم العسكرية وتدمير مخازن العتاد الإيراني والصواريخ الإيرانية والمعسكرات الحوثية التي خرجت عن القانون وأصبح خطرها يهدد الشعب اليمني ،بعد أن انقلب على شرعية الرئيس اليمني عبد ربة منصور ،وهكذا تتواصل عمليات عاصفة الحزم بطائرات التحالف العربي لدك حصون الحوثيين وتدمير ميليشياتهم ،ولن تتوقف حتى يزال الخطر الحوثي-الإيراني على اليمن والدول العربية ،ولكن وهنا السؤال الملح ،هل ستقف إيران متفرجة على تدمير صنيعتها الحوثيين ،أم إنها ستعلن بحماقتها المعروفة الحرب على هذا التحالف العربي والدولي ،وترتكب حماقة أخرى ،كالذي ارتكبها الخميني المقبور في القادسية الثانية وحربه على شعب العراق الأبي ،وتجرعه (كأس السم العراقي)،ابتداء احتمال الرد الإيراني على السعودية ودول التحالف العربي وارد جدا،رغم التصريحات الإيرانية النارية، ضد عاصفة الحزم على لسان أبواقها العرب أمثال حسن نصر اللات وإبراهيم الجعفري وحيدر العبادي ورهط أحزابها وإعلامها وفضائياتها التي سخرتها لمهاجمة العاصفة ،ولكن طاشت سهامهم المسمومة وأظهرت عمق الهزيمة والذل والانهيار في دواخلهم ،اجزم أن إيران برعونتها لن تقف مكتوفة اليد حيال ما يحدث من قطع اذرعها في اليمن والعراق ولبنان والبحرين ،ولكن ماهو حجم هذا الرد ،حجم الرد سيكون واهيا جدا ،وستبلع الطعم وتترك اذرعها وثعابينها في اليمن والعراق ولبنان لمصيرهم المحتوم،أمام صحوة العرب،وعاصفتهم التي ستغير خريطة المنطقة كلها وتكتب تاريخا جديدا للعرب،لان إيران لا تستطيع الآن مواجهة التحالف العربي الصادم لها،إضافة الى وقوف العالم كله مع العرب ضد الخطر الإيراني،إضافة الى أن إيران تعاني من اضطرابات داخلية وخارجية مقلقة لها ومهددة لنظامها المتهالك وما انتفاضة شعبنا العربي الاحوازي إلا دليل على نهوض الشعوب لتقرير مصيرها،وكذلك معاناة إيران من العقوبات الدولية التي أضعفت قدرتها الى الصفر في مواجهة العالم ،وإعلان الحرب عليه،كل هذه الأسباب تجعل من إيران في وضع لا تحسد عليه أبدا،نعم إيران ستقوم بحماقة ،وربما حسن نصر اللات هو من ينفذها بعد أرعد وأزبد وزمجر وتوعد كالطبل الأجوف،المهم العاصفة حققت أهدافها كلها ،وأعادت الكبرياء العربي للعرب،أما إيران ستبلع الطعم وتصمت صمت القبور وتترك ميليشياتها تواجه مصيرها لوحدها…عاصفة الحزم لن تقف عند حدود اليمن الشقيق ،وانما ستطال الاذرع والميليشيات الايرانية في العراق ولبنان وسوريا والبحرين وغيرها….