علي الزيادي
السياسة في زماننا متلاطم المشاكل والصراعات العالمية هي عبارة عن مراوغة وغش وخداع بل وتدليس في بعض الاحيان بينما الدين هو صدق وولاء ومباديء ثابتة وايمان . فكيف يمكن ان تمتزج السياسة مع الدين ؟
ولو افترضنا جدلا ان بعض المجتمعات تسمح بهكذا معادلة أليس من البديهيات ان يكون رجل الدين او الرجل المتدين الذي دخل السياسة صادقاً وعادلاً نتيجة للتعاليم السماوية والدينية التي يدعيها والتي تشير وتلزم متبعيها ان يتصفوا بمكارم الأخلاق وحسن التصرف والعدل بين الناس ؟
هكذا اعرف الأمور حين اناقشها بين الناس ومع نفسي وماعدى ذلك انما هو تدليس لايمت بصلة للدين والتدين .
لقد عشنا في العراق معادلات غريبة وعجيبة تعج بها المتناقضات فقد ادعى من يحكمنا منذ عام 2003 على انه اسقط نظاما دكتاتوريا ظالما ورحنا نرسم احلاما على اننا سنتحول الى بشر يحترمنا العالم ونحترم انفسنا فحقوقنا المسلوبة ستعود مع عودة احزاب المعارضة التي قطفت ثمار الاحتلال – نفطنا كثير ونملك ثاني احتياطي في العالم
مدننا ستتطور لتصبح افضل من اليابان وماليزيا والامارات وسيكتب لنا دستور يحترم الناس ولايفرق بينهم ويوزع الثروات بين الشعب بالتساوي دون تمايز عرقي او طبقي وسيدخل بلدنا ضمن افضل البلدان خدمة للأنسان وسيشهد الأنسان فينا عناية خاصة يعمر خلالها اكثر من فرط ماسيحصل عليه من راحة وتقدير ورفاهية لاتشبهها رفاهية . وسنتوجه في مواسف الصيف اللاهبة الى اوربا وجزرها الجميلة للأستجمام وسيكون لنا الخدم والحشم مثلما يقولون فحكامنا مثابرون عادلون همهم الوحيد اسعاد الشعب وستكون الخدمات لدينا على افضل حال فلا نسافر الى الخارج للعلاج فلدينا مشافي عالمية ولانفكر في الدراسة الخارجية فرصانة التعليم لدينا تفوق الكثير من دول العالم . العراقي سيكون سيد في العراق ومادونه شيء ثانوي – هكذا كانت احلامنا حين رحل نظام البعث
ويوم بعد يوم تبددت الاحلام .قوانين النظام السابق لازالت باقية القيادات انشغلت بالمغانم وتركت الشعب يموت بتفخيخ البهائم الكثير من الذين شاركوا ولازالو يشاركون الحكم هم من ذوي العمائم لكنهم لايطبقوا شرف العمامة وكأنهم شهود زور على مايجري في العراق من خراب متعمد موازنات بارقام كارثية تزداد كل عام ومعها يزداد الفقر والجوع والموت والعشوائيات والظلم والمعتقلات وكاننا خرجنا من نظام دكتاتوري الى نظام كارتوني يتهدم كل شيء امامه ولايحرك ساكنا ! قيادات من احزاب اسلامية تدعي العراقة تم استيزارها فنهبت ثروات الشعب ولا من محاسب اسعار الوقود تزداد ونحن ننتج الوقود الغذاء والدواء في تناقص عام بعد عام حتى تبخرصة الحصة التموينية بالكامل .
اكثر من 1000 مليار دولار تم صرفها في ثمان سنوات حسب تصريح نائب رئيس الوزراء ! لكن اين ذهبت تلك الأموال ؟ من يحكم العراق ؟ أليست الأحزاب الأسلامية اين امانتها اين عدالتها اين احساسها بلأنسان لينتهي بنا الحال الى عراق ثلث مساحته بيد الأرهاب سلمت بدون قتال ؟
في العام الماضي خرجت علينا حكومة المالكي بلعبة اسمتها قانون البنى التحتية وهو قانون عار على من وضعه لان الموازنة التي وصلت الى 130 مليار دولار ولن تحقق شيء للبلد لايمكن لقانون ب 37 مليار دولار ان يحقق شيء لكن البعض اراد تمرير القانون في ذلك الوقت لكي يعطي شرعية لما تم نهبه من اموال على مدى السنوات الثمان الماضية لحكومتي المالكي – واخيرا خرج علينا احد عرابي هذا القانون قيل ايام ليشكر من لم يصوت عليه لانه كان سيسبب مشاكل للعراق وهنا اقول له . اخلع عمامة رسول الله وتكلم بالكذب والدجل والمراوغة ماشئت لأنك سترحل كما جئت .
كنتم تتهموننا على اننا ضد العملية السياسية عندما ننتقد قوانينكم ومنها هذا القانون لماذا اعترفت اليوم بالخطاْ ولو ان السيد المالكي قد حصل على الولاية الثالثة هل كنت ستصرح هكذا تصريح ؟
اتقوا الله فان العمامة الشريفة لايرتديها الا الشريف