سيف أحمد
يقف الدكتور صالح المطلك من خلال نشاطه السياسي اليومي على مسافة واحدة وهو يخاطب الشعب العراقي الغالي على قلبه .فلم تختل تلك المحبة رغم ردات الفعل من قبل بعض الجهات السياسية الاخرى . يقف المطلك بكل شموخ وفخر ويضع النقاط على الحروف لتعريف الشعب العراقي بحقيقة الامور وحثه على التلاحم والاطمئنان بأن العراق لازال قويا رغم الازمات السياسية المتتالية من قبل جهات متنفذة .فعندما يرفع المطلك شعار “العراق بيتي” هو ينطلق من رؤيا وطنية شاملة لدعم الاصرار على التماسك والوحدة التي تحطمت على صخرتها كل مشاريع الاعداء التقسيمية ، بالرغم من قوة وهمجية وظلامية الهجمة وما تزال .وهو عنوان جديد لمرحلة جديدة في مسيرة حياة كل عراقي ينتمي لهذا الوطن بالعقل والقلب والضمير . آن الاوان لشعبنا ان يعيشها ، ويساهم في بنائها ليكون العراق في قلب وضمير كل عراقي ، بيتاً يتألق فيه الحب ، والتقدم ، والعظمة وينعقد العزم على توفير حياة كريمة يكون فيها ” الاخاء والمحبة طبيعة ، لارغبة .. والامن والسلام ضرورة ، لاصفقة .. والعدل والحرية حق ، لامنحة .. والسعادة والرفاهية مشاع ، لا امتياز “.كل هذه المفردات هي عناوين كبيرة من مشروع “تحالف العربية” وكذلك من اجل تفعيل العمل الديمقراطي بعد ان تتوفر له الارضية الصالحة ، والسليمة ، التي تشكل نهضةً وارتقاء سياسي وانساني ، واقتصادي ، وامني . والتحرير من الجوع والحرمان ومن الجهل والتخلف وهذا يعني ان الديمقراطية التي يؤمن بها “تحالف العربية ” عبارة عن نظام متكامل يحقق احتياجات الشعب اولاً ويفتح افاق المستقبل السعيد ثانياً. والسؤال هل الشعب العراقي يمارس حقوقه الديمقراطية؟ . بالتأكيد الجواب سيكون لا .لان ديمقراطية الاحتلال ومن جاء معهم لم تبنى لاسياسيا ،ولا اقتصادياً ، ولا عقلياً ، مما حولها الى عبء كبير على عملية التقدم والاستقرار في البلاد !. فحين تجري الانتخابات وفق برنامج طائفي.أو حين تجري الانتخابات وفق برنامج عنصري قومي .أو تجري الانتخابات وفق برنامج عشائري ومناطقي وجميع هذه البرامج لا تنسجم من قريب او بعيد مع التطور الهائل لحركة الحياة ، سوى انها تعود بالبلاد الى عصور التخلف والصراع المجتمعي ، فهذا يعني اننا لم ندخل الحياة الديمقراطية من ابوابها الواسعة التي تفضي الى حالة من التنافس الواعي الذي ينطلق من برامج بناء الدولة والمجتمع ، وانما مجرد الحصول على مكاسب شخصية او حزبية .لماذا ؟لعدم وجود ايمان حقيقي بالديمقراطية ، ومن لايؤمن بالشيء لايحترمه، وهو النقص الخطيرالذي يواجه الديمقراطية في السياسة وعند السياسيين الذين مروا من تحت ردائها . بينما يثبت المجتمع العراقي دائماً انه ارقى من البرامج الانتخابية التي تطرح . مجتمع يحمل كل معاني الديمقراطية الحقيقية سواءا بالنظرية والتحليل او بالممارسة الحضارية المبدعة .وايماناً بان للشعب حقوقاً مسلوبة لاتعطى ، بل تؤخذ ، وكرامة مهدورة لايحميها ولايحفظها الا الشعب نفسه ، عليه ان يساهم بالتغيير الفعلي من خلال صناديق الاقتراع وتحقيق مطالبه المشروعة . وسوف تكشف الايام وتفضح اهل السوء الذين يتلاعبون اليوم بالحقائق ، فيقلبونها بوسائل مريضة وخبيثة قادرة على اقناع البعض بصدق كذبهم ، وعدل ظلمهم ، وحق باطلهم ، وامانة خيانتهم ، ونظافة ما سرقت ايديهم من اموال وثروات البلاد ومن اندفع خلفهم بنوايا صادقة . ومن هنا نقول ان ائتلاف “تحالف العربية” سيعمل على ما يسعد الشعب ، بكامل حقوقه ، وكمواطن بسيط أدعو دعوة صادقة لتبحثوا مع كل الائتلافات السياسية عن علاج لكل ازمات العراق بما يزيح عن كاهل الشعب متاعبه الامنية ، وينفي عن بطونه الجوع ، ويزيح عنه عوامل الاضطراب ، ويحمي وحدة الوطن ، فأن وجدتم هذا العلاج ، فضعوه تحت أي عنوان تشاؤون .واذا وجدتم هذا العلاج ، فسنقولها لكم بكل محبة وصدق : بارك الله بكم ، وسنمنحكم وسام المحبة . وهذا افضل كثيراً لكم من ردود الافعال غير المبررة التي لاتريد للشعب ان يامن ويتوحد ، ولا تريد له ان يحقق احلامه وامانيه . ان عبور الوطن كل الوطن ، والشعب كل الشعب الى شواطيء السلامة والاستقرار،شواطيء المستقبل المشرق ، بزورق جميل هادي وامين حتى لو طال زمن العبور ، هو افضل بكل المقاييس من العبور الدامي على ظهر دبابة تمر فوق الدم العراقي الطاهر البريء النازف ظلماُ وعدواناً حتى لو قصر زمن العبور .ان العراق لايقبل القسمة الا على نفسه، هكذا خلقه الله ، وهكذا يريده ، وانصح اصحاب المشاريع التقسيمية الطائفية ان يتداركوا حالهم قبل ان تحل عليهم لعنة العراق . ننصحهم ان ينتبهوا لما سيواجهون من عقوبات يعاقبهم بها الشعب ، قد تودي بسمعتهم ، التي سوف لاتقتصر عليهم ، بل ستلاحقهم جيلاً بعد جيل بما لانرجوه لا لهم ولا لغيرهم . واقول لهم دعوا الشعب يعبر عن رأيه بحرية ، دعوه ياخذ فرصته الحقيقية المشروعة في تحقيق اهدافه ، لاتستخدموه غطاءاً للمرور الى حيث تخططون حزبياً او شخصياً لتحقيق مكاسب غير مشروعة على حساب جهد وتضحية شعبنا الصابر ، واذا كانت مشكلتكم صندوق الانتخابات ، ونتائجه ، فخذوه .. نعم بلا هذا الصندوق ان كنتم تساومون عليه بكل الوطن .. خذوه واتركوا لنا وطناً واحداً موحداً حتى لو حولتموه الى خرائباً ، واطلال ، خذوا الصندوق وأملاؤه مثلما تريدون ، ودعوا الشعب يحافظ على وحدته حتى لو ابقيتموه خاوي المعدة ، فاقدً لمقومات الحياة .. فالوطن هو البيت ، وبلا بيت لامعنى للبقاء ، ولا قيمة للحياة .