هل يخبرني احد عن واقع الحكومة العراقية وترتيباتها الأمنية والهيكل الإداري لها منذ الاحتلال الأمريكي والى اليوم ؟؟
هل سينكر علي احد أن الوضع في العراق امنيا وتنظيميا وخدميا وصحيا وزراعيا وصناعيا وتجاريا ” فالتون ” ومعدوم ؟ وهل يقنعني احد إن الإدارة العراقية اليوم تتورع عن أي فعل خارق لحقوق الإنسان خوفا من الشعب واحتراما للقانون المحلي والدولي ؟ وهل يخفى على احد من المتابعين للشأن العراقي اليوم أن الكثير من الملفات المفتوحة لدى المنظمات الدولية والمراكز البحثية باعتبار العراق من الدولة الأكثر ” سوءا للمعيشة ” ، من الدول المتقدمة في سلم الفساد الإداري ومن الدول المتربعة على المراكز الأولى للإعدامات التعسفية ؟ وهل بالإمكان أن ينكر احد أن إدارة الملف الأمني اليوم تحبو على أطراف كسيحة فلا خبرات أمنية ولا قادة أمنيين حقيقيين ولا خطط أمنية ناجعة ولا توازن في عملية سياسية بنيت على المحاصصة فاتجهت إلى التفرد في دوائر القرار والأمن للجهة الحاكمة ، فهل من منكر لهذا الحال ؟.. وهل من صوت يرد علي تساؤلي بأن العملية السياسية ومنذ نشوئها وهي تتحدث عن أعداء يقارعونها ويصيبون منها كل مقتل وفي كل مناسبة يتعكزون عليهم لإظهار براءة هذه العملية السياسية ونجاحها في مقارعتهم على الرغم من كل الخسائر البشرية والمادية واستمرار الفساد الظاهر للرضيع فالأعداء هم ” البعثيون ، الصداميون ، التكفيريون ، القاعدة ، عملاء الدول الجوار (باستثناء إيران طبعا )، أعداء الديمقراطية وتحرر العراق ” ؟.. وعلى الرغم من كل الموت والاعتقال والإعدامات التعسفية والتهميش والإقصاء والتفتيت لمكونات الشعب وإذكاء الشحن المذهبي والذي كان جليا في انتخاب مجالس المحافظات وعلى لسان قادة العراق الحاليين ؛ فما زال هذا العدو المختلق قوي على السن هؤلاء القادة فهل هو حقيقي إذن يا أصحاب العقول ؟ وهل من احد يستطيع أن ينكر أن العراق وللسنوات العشر الماضية لم يتقدم قيد أنملة في كل المجالات التي ذكرت ؟ .. إذن لنناقش ولنتجرد من ميولنا المذهبية المقيتة ولننظر إلى البلاد التي تحترق تحت سيوفنا : من قاتل العراقيين اليوم ؟ ومن الذي يدفع بهم للقتل والاقتتال والتفرق ؟ وإذا ما توجهنا إلى قضية اقتحام السجون وما تناولته الكثير من المواقع والتحليلات الخبرية لنسأل : هل السجون العراقية اليوم تحفل بالجناة العتاة الظالمين والقتلة فقط ، أم إنها أضحت محفلا شامخا للإقصاء والتطهير الفكري والجسدي والعرقي لمصلحة حفنة متسلطين الكل اتفق على أنهم يسعون لمصالح ذاتية وانتقامية ؟ الم يعترف المسؤول العراقي اليوم بوجود الآلاف من معتقلي المادة 4 من قانون مكافحة الإرهاب وهم أبرياء ؟ الم يخرج العراقيون ولأشهر عديدة في تظاهرات سلمية ” أتحدى بها كل الأصوات المناوئة أن تثبت أنها ليست سلمية وأنها آذت ممتلكا عاما أو خاصا ” خرجوا وهم ينادون بأبنائهم دون مجيب بل على العكس كان الحشد المذهبي ضدهم ؟؟ ألم تناشد العديد من المنظمات الإنسانية المحلية والعالمية الحكومة العراقية للنظر بحال معتقليهم ؟؟.. تقارير عديدة تحدثت عن اعتقال النساء وتعذيبهن وانتهاك حرماتهن وأعراضهن .. وأخرى تحدثت عن انتهاك أعراض حتى الرجال من المعتقلين وسجن المثنى شاهد على ذلك .. وتقارير تحدثت عن مساومات لإطلاق سراح الأبرياء وحتى المفرج عنهم ومنهم العديد ممن توفاهم الله في المعتقلات وهم مفرج عنهم ولشهور .. وتقارير تحدثت عن مكاتب مكافحة الإجرام وتعذيب المعتقلين .. بل وقتل المحالين إلى الأحداث أيضا لنشوة القتل فقط لدى بعض ضباطها .. هل يجهل الحاكم العراقي اليوم طبيعة الشعوب ومنحنى الظلم إذا ما استفحل كيف ستكون النتائج ؟ .. ومن هنا اعتقد أن النتيجة الحتمية لمثل هذه الأفعال مع وجود تقصير امني واضح جدا وفساد إداري واضح وغياب للخطط ولرجالات الأمن وسيطرة عقلية الظلم والاستبداد والانتقام على مفاصل الدولة .. النتيجة الحتمية أن ترى هذه السجون والمعتقلات ما رأت من عملية اقتحام .. والحديث عن مؤامرة وتعاون بين بعض القيادات والمنفذين للعملية أظنه كلام هراء ، او انه مشاركة على البيع ولكن اختلاف بالاهداف ونقض للاتفاقيات السرية بين المشتركين فيها ولتبرير هذا الانهيار الأمني الفاضح لكل الخرافات التي كان يطلقها أبطال الدجل السياسي الجديد في العراق ، فليس من الصعب على ” المتآمرين ” إن صحت تسمية الساسة لهم اليوم ، ليس من الصعب عليهم تهريب أو مبادلة المعتقلين والسجناء الخطرين بالمال .. ولنا حوادث سابقة معروفة كما في قصور البصرة والمعتقلين الذين فروا منها إلى إيران ” وبالمناسبة يجب التذكير بان من فر إلى إيران من معتقلي القاعدة !! ” ولك التعليق سيدي القارئ عن كل تصريحات القاعدة التي تعقب كل تفجير يتهمها به ساسة اليوم فيؤكدون اتهاماتهم ؛ لك التعليق إذن من يتبع هذا الفصيل ؟!! .. وكذلك التصريحات الإيرانية المستمرة المؤكدة لـ ” طوعية ” العراق تحت جنح النفوذ الإيراني .. ولمن لابد لنا أن لا نغفل عن إن هذه العملية جعلت الذريعة اكبر لوجود علني سافر وسافل بكل المقاييس للقوة الإيرانية على الأرض العراقية فربما يكون للدفع الإيراني من صلة لتسهيل هذا الهروب وهذه العملية الضخمة فتصح نظرية المؤامرة المزعومة .. نحن ياسادة أمام معادلة ليست بالصعبة لنرى من المستفيد من الأمن المفقود ومن الذي دفع إلى أن يتدهور إلى هذا الحد واجبر الحاكمين ألان على تطبيق ما يريد فكانت النتائج تصب لصالحه .. لذلك سيبقى السؤال : هل أن عملية السجون واقتحامها مؤامرة أم نتيجة حتمية لجور حكام ورد فعل طبيعي لمعارضيهم ؟..
اقتحام السجون العراقية : مؤامرة أم نتيجة ؟ .. بقلم رعد عبد المجيد
آخر تحديث: