حالة الطواريء سارية المفعول من دون ان تعلن ، منذ ان اعلنت السفارة الامريكية في المنطقة الخضراء تعزيز اجراءاتها الاحترازية تحسبا لاي هجوم محتمل ، والمالكي تحوط بتوكيل ابنه ونسيبه مهمة الاشراف على امن مكتبه وسكنه في المنطقة الخضراء بقوات من النخبة المدربة امريكيا ، قوات سوات ، ووزارة الداخلية مهمومة هذه الايام بمشروع منطاد المراقبة الجوي والاستشعار الالكتروني تحت الارض ، والابراج الحصينة حول المنطقة الخضراء ، لتأمين مداخلها البرية الثلاثة ، لتكون التحصينات متكاملة وعصية على اي مباغتة محتملة ومن الابعاد الاربعة ، النهرية والبرية من فوق وتحت الارض اضافة الى الحماية الجوية التي ستكون معززة ولاول مرة بطيارات امريكية بدون طيار كان وزير الخارجية هوشيار زيباري قد اشار الى العمل لاول مرة على استخدامها في العراق وتحت اشراف امريكي !
المسؤول الاول عما يجري في العراق من حمام دم وفوضى هدامة ، هو سلطته الفاسدة الفاشلة ، ففسادها المشهود بزواج لا طلاق فيه بين المال العام والحكم العام ، بنيوي وهو من النوع السرطاني المستوطن في جينات العملية السياسية القائمة ذاتها ، والذي لا شفاء منه الا بالاستئصال ، لان من يسرق المال العام هو نفسه من يمارس الحكم العام وبالتالي الارهاب العام ، حيث يدور هذا المال ليصب بطاحونة بقاء سلطته وبكل الاساليب المشروعة وغير المشروعة ، بالترغيب والترهيب ، السلطة هنا لا تعني فقط سلطة مجلس الوزراء او البرلمان او رئاسة الجمهورية او حكومة اقليم كردستان او مجالس المحافظات او احزاب العملية السياسية او ميليشياتها او اجهزتها الامنية والمخابراتية انما هي بمجموعها منظومة سلطوية فاسدة مزورة ميكافيلية وهي معقودة القران على ما هندسه المحتل الامريكي من نظام مهلل وفوضوي لا ياخذ من الديمقراطية الا قشورها الممثلة بصناديق الاقتراع الغير مؤسسة فعليا على قاعدة ديمقراطية حقيقية تكون فيها المواطنة الواحدة هي الاساس الاول وليس المكون الذي يفترض مسبقا التقسيم والتحاصص والتباغض والتقاتل والتخلف ، فالمكونات هي هويات ثانوية في دولة المواطنة وامتها ، لان ثمن التخندقات القبيلية والاثنية والمذهبية هو الفوضى والتشرذم والتقهقر وبالتالي الاستبداد والارهاب وكل هذه مظاهر ملموسة في الحالة العراقية ، ويكفي هنا ان نشير الى رقم فلكي لمجموع ثروة السياسيين المتنفذين في حكم العراق والذي اعلنت عنه لجنة مناقشة اوضاع العراق في الكونغرس الامريكي ، 700 مليار دولار ، يستطيع هؤلاء السياسيين بهذه الاموال المنهوبة تكوين جيوش وميليشيات ومحطات فضائية وصحف وشراء ذمم وتجنيد مرتزقة للحفاظ على نفوذهم ، ناهيك عن حصول البعض منهم على دعم خارجي مالي وعيني وعملياتي من دول متدخلة بالشأن العراقي كايران ودول الخليج وتركيا واسرائيل ، وكل هذا في سياق التنافس على حصة الاسد من السلطة واضعاف المنافسين !
في بغداد وقع 350 شخص بين قتيل وجريح خلال ايام عيد الفطر وحدها وقبلها سقط 3383 شخص بينهم 1057 قتيل و2326 جريح خلال شهر تموز وذلك في عموم
اقتحام المنطقة الخضراء بين التوقع والاشاعة ! … بقلم جمال محمد تقي
آخر تحديث: