تمثل الوظيفة طموح كل انسان يسعى لبناء ذاته ويشعر بأهميته كعنصر فاعل ومنتج في المجتمع ، واذا كانت المعطيات الروحية والأخلاقية تشكل الغطاء الذاتي للوظيفة ، فأن مردودها المالي يعد معيار الرزق الحلال الذي يمنح السعادة والشعور بالقوة لصاحبه , من هنا كانت الوظيفة غاية ووسيلة وعنوان للأنسان أيضا ، لكن ما نسمع ونشاهد ونقرأ عن تهافت القيم الأخلاقية ، وضع الوظيفة في مسلك الفساد لدى الكثير من اصحابها ، لم تعد الوظيفة معيارا للنزاهة والأخلاص الوطني ، بل اصبحت وسيلة لمكاسب غير شرعية ولا اخلاقية ، نافذة للكسب المالي وابتلاع حقوق الآخرين وسرقة المال العام وارتكاب المظالم ، ولعل الأخطر من كل ذلك حين تكون الوظيفة ذات مساس بحياة الناس ، فذاك الذي ياتي بدواء منتهي الصلاحية والآخر يستورد اغذية فاسدة ، او اجهزة فحص متفجرات فاشلة لاتعمل ..و ..و.. وشواهد اخرى كثيرة .
نقلت لي رسالة مواطن شكوى تتعلق بفصل 20 شرطيا بقضاء الشطرة في الناصرية ، بسبب اهمالهم الذي تسبب بحريق الخيمة التي كانت لهم مقرا ومكانا للنوم والطبخ والأستراحة …؟ السؤال الذي أوجهه للمسؤول الذي وقع على أوراق المجلس التحقيقي او اصدر أمر فصلهم ؛ هل هذا الأهمال يتناسب مع الأهمال والهدر بالمال العام والأرواح العامة الذي تسبب به مستوردوا أجهزة فحص المتفجرات الفاشلة ؟, ام يتناسب مع حجم سرقات عادل محسن مفتش وزارة الصحة ..؟ كيف طاوعك قلبك لتتسبب بقطع رزق عشرين عائلة تعيش على الكفاف براتب ابنها الشرطي ..؟
هذا أنموذج آخر لفساد الوظيفة ، ارجو ان ينتبه له الأخوة في وزارة الداخلية .