الإدارة الأمريكية ترفض مقابلة المالكي
بغداد/شبكة أخبار العراق- متابعة …تتجمع مؤشرات لافتة على أن الدعم الامريكي في اسناد السلطة الى رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي قبل ثلاث سنوات، سقط سقوطا كاملا، وعلى مسافة أشهر قليلة من انتخابات 2014 البرلمانية، كل شيء يدل على أن حسابات ما بعد المعركة لا تشبه ما قبلها.آخر الأدلة على هذه الحقيقة يمكن تلمسها من نوري المالكي نفسه، الذي ألغى في اللحظة الأخيرة الرحلة التي كان ينوي القيام بها الى نيويورك لأن باراك اوباما اعتذر، للمرة الثانية في أقل من عام عن استقباله، رغم أن الأجواء الأمريكية الأيرانية أفضل من أي وقت مضى، منذ أكثر من عشر سنوات.قد سجل المراقبون أن رئيس الوزراء العراقي قرن هذا الألغاء بعبارات عصبية اذ قال ، مخاطبا خصومه السياسيين انه “القتل على الهوية … لكن مهما فعلتم لن تتسلموا السلطة”!.وليس سرا أن الرئيس الأمريكي كان قد رفض قبل عام بالتمام والكمال، ترتيب لقاء مع رئيس حكومة العراق، اثر طلب قدمه مكتب المالكي، عبر الأقنية الدبلوماسية، يومذاك امتنع الرجل عن المشاركة في الدورة الـ 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ولم يوضح مكتبه الأسباب التي حملته على هذا القرار.وفي محاولة للتمويه على هذه الحقيقة تطوعت أوساط رئيس الحكومة يومذاك بالقول ان “المالكي لم يتلق دعوة لألقاء كلمة العراق” وكأن الحكومة الأمريكية هي التي توجه الدعوات لحضور جلسات الدورة العادية للجمعية العمومية.وفي اقتناع المراقبين والمحللين الأمريكيين أن موقف الأدارة الأمريكية البالغ التحفظ من حكم المالكي، لا يقتصر على تعاونه الأستراتيجي مع ايران في مساندة النظام السوري، وانما يتجاوز هذا التعاون الى اهمال أو اسقاط كل التفاهمات التي وقعتها واشنطن وبغداد قبل الأنسحاب الأمريكي من العراق، وهي تفاهمات تشكل في مجموعها “اتفاقية الأطار الأستراتيجي” (تشرين الثاني 2008) التي تحكم العلاقات الأمريكية ـ العراقية في مرحلة ما بعد الأنسحاب.وفي اقتناع المسؤولين الأمريكيين أن المالكي لم يفعل شيئا للحفاظ على الأتصال الوثيق بالولايات المتحدة، وانما فعل كل شيء لمنع واشنطن من الأحتفاظ بما تبقى لها من مصالح ونفوذ في العراق كما في جوار العراق.ويبدو أن الولايات المتحدة تشعر أن أمامها فرصة جديدة لأعادة تنشيط علاقاتها مع العراق من خلال “اتفاقية الأطار الأستراتيجي”، كما أن أمامها فرصا أخرى لتنفيذ مشاريع ذات آثار كبيرة على العلاقات الثنائية بين البلدين على المستويين الأمني والنفطي معا.وتقول مصادر البيت الأبيض ان الأنتخابات التي يستعد لها العراق في ربيع 2014 محطة مهمة في اعادة “تصويب ” العلاقات الثنائية، وان مرحلة ما بعد المالكي يفترض أن تتيح هذا التصويب.ويرى العديد من المراقبين أن الولايات المتحدة ساعدت عقب انتخابات 2010، على انعطاف عملية تشكيل الحكومة في اتجاه المالكي، ودعمته ظنا منها أنه قادر على المحافظة على الأستقرار الداخلي، لكن التجربة قادت واشنطن الى استنتاجات معاكسة تماما، بدليل الأحداث والأزمات الهائلة التي يمر بها العراق اليوم، بعدما بات استمرار المالكي في الحكم مرادفا لكل الكوارث الصغيرة والكبيرة . السؤال ..هل بدأ العد العكسي لأستبدال نوري المالكي ؟..أوساط البيت الأبيض تصر على ان انتخابات 2014، تعتبر “لحظة نجاح أو فشل”، على مستوى العلاقات الأمريكية ـ العراقية، في الوقت الذي تتسارع المشاورات الدولية لأعادة تركيب المنطقة أمنيا وسياسيا استراتيجيا.وتضيف أن “زيادة التعاون الثنائي، قبل هذه الأنتخابات، أو في معرض التحضير لها، يعتبرأفضل وسيلة لأعادة بناء التعاون الأمريكي ـ العراقي على أسس أكثر وضوحا”.وكل هذا يعني أن مرحلة المالكي انتهت أو تكاد أن تنتهي، في المنظور الأمريكي على الأقل.