غدا العراق مع موعدا لبدأ تظاهرات لثورتين واضحتين بمعالمها ، ثورة عاشوراء الصدرية ، وثورة تشرين الشعبية . وكلتا الثورتين قدمت دماء من اجل العراق وشعبة لتحقيق المطالب الحقه .
الا ان البعض يرى تلك الدماء قد اريقت دون تحقيق المطلب .الا ان واقع الحال الذي تبرهن عبر الاجيال المتلاحقة ان الدم مهما طال امده لابد ان ينتصر .فلا يمكن ان يذهب دم في قظية عادله هباء كما يعبر البعض ، فلا بد ولزام من الله تعالى ان دم المظلوم اشد وقع على سيف الظالم .حيث ان الحياة بشكلها هذا هي عبارة عن دوره تكاملية لها ابعادها القانونية الحياتية التي لايمكن ابد الخروج منها وعنها .حيث ان هذه القوانين تعد مصاديق موثقه انزلها الباري جل وعلا سبحانه بكتابة الكريم .وجعلها ثوابت لايمكن تغيرها بحال من الحوال ولايمكن لعلم البداء ان يتدخل بها ويغيرها .ويمكن اطلاق تسمية لهذه القوانين ان صح التعبير بقوانين النظم الالهي .فأن الدماء طالما انتصرت امام جبروت وكبرياء ووحشية حكم الظالمين مهما طال امد الظالم ، وكما يقال ان للظالم جولات وللمظلوم جولة .ومصداقا لما اورد القانون الالهي حيث قال الباري عزوجل
( ولاتحسبن الله غافل عما يعمل الظالمون ) .
فأن الظلم لايدوم فكيف ان اريقت الدماء ! فلا قيمة لحكم يبنى على دماء الشعب .ما نشهده اليوم من تحضيرات من قبل الحكومة للتصدي لمظاهرات الشعب اعتقد ان الحكومة هي الخاسر فيها مهما عملت من تحصينات ، وما هذه القيود و التحصينات الا هي طوق جعلته الحكومة ولفته حول عنقها ، وما ان يقوم الشعب بسحبة سوف نرى الحكومة قد اختنقت وتدلت تلفظ انفاسها جراء ما ترتكبه من ظلم وتعسف بحق الشعب .وحسب قرأتي المبنية على ما شاهته من افعال وتصرفات وتحصن للمواضع التي وضعت وكأن الحكومة على وشك الدخول بحرب مع عدو شرس وليس تظاهرات شعبية تريد ايصال صوتها وامتعاضها لما يحصل من قبل الحكومة .
فأن هذه الاجراءت المتخذة من قبل حكومة التوافق المحاصصاتية ارى انها مجرد شكليات عملت لايهام الرأي العام من اجل اخفاء مخططها الرئيسي اتجاه المتظاهرين ، والمخطط الغير مرئي هو عبارة عن اسلحة ناعمة سوف تستخدمها الحكومة لضرب المتظاهرين من اجل كسر شوكتهم وابعادهم لامد يمكنهم من البقاء على راس الهرم بأعتقادهم ذلك ، وسوف لايفلحوا ابدا ، ومن هذه الاسلحة يمكن ذكرها تتمثل بما يلي .
السلاح الناعم الاول :- جعل القوات الامنية المسلحة الرسمية دروع لهم بمواجهة الشعب ، ولا استبعد من قيام جهات خاصة مسلحة تابعة للاحزاب الحاكمة من ضرب القوات الامنية واتهام المتظاهرين للرد عليهم .
السلاح الناعم الثاني :- بث الاخبار الكاذبة والمفبركة بين المتظاهرين من اجل احداث الفتنه بينهم وزعزعة الثقة من اجل تفريقهم عن مطالبهم .
السلاح الناعم الثالث :- احداث اعمال عنف وشغب واعتداء على المواطنين والاهالي والتضيق عليهم من قبل مليشيات الحكومة بأسم المتظاهرين واتهامهم بهذه الاعمال ، الغاية من هذا العمل سحب الشرعية من المتظاهرين وعدم تأيدهم من قبل عوام الناس .
السلاح الناعم الرابع :- الاعتداء على بعض نواب البرلمان ورجال الدولة من اجل وترويعهم واخافتهم كي لايكون هنالك صوت مؤيد للمتظاهرين من قبلهم .
السلاح الناعم الخامس :- التصفية الجسدية والاغتيالات للمتظاهرين على يد الميلشيات الحكومية وادراج الجرائم على انها اقتتال بين المتظاهرين بسبب اختلاف مصالح في ما بينهم لاخراج المتظاهرات من مطالبها المشروعة الحقه .
السلاح الناعم السادس :- استخدام القاذفات والصواريخ من قبل الميلشيات الحكومية بقصف الخضراء لبعض المواقع الدبلماسية والسفارات ، ولكن القسم الاكبر منها سوف يقع على المتظاهرين واستهدافهم ، وايقاع مجزره بينهم ، واتهام التيار الصدري بهذا العمل الاجرامي . الغاية منه التخلص من الغريم التقليدي شعبيا وسياسيا وكسب الشرعية الدولية بتأييد احزاب الحكومة بشرعية وجودها .
السلاح الناعم السادس :- الاعتداء على بعض رجال الدين والعلماء من قبل خلايا الاحزاب الحاكمة واتهام المتظاهرين بتلك الاعمال من اجل اثارة الرأي العام وسحب التأييد والشرعية عنهم .
لا استبعد حدوث هذا السيناريوا وبهذه الاسلحة الناعمة وعلى المتظاهرين ان يكون لديهم الحس والوعي الكافي لافشال مخطط الخصم . وكما يعبرون في فنون السياسة ، ان ارت النصر ففكر بماذا يفكر خصمك واعمل على افشال مخططاته فذك هو النصر .