بغداد/ شبكة أخبار العراق- أعلنت الأمم المتحدة أن 9 آلاف عراقي من المدنيين ورجال الأمن قتلوا خلال الأشهر الأربعة الأخيرة جراء أعمال العنف التي تفاقمت على نحو متصاعد.وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق “يونامي” نيكولاي ميلادينوف في تقرير إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي وزعته البعثة اليوم واطلعت عليه “شفق نيوز” إن الأمم المتحدة تقدر أن نحو 9000 من المدنيين وعناصر قوات الأمن العراقية قد قتلوا وأصيب الآلاف خلال الفترة من تموز إلى تشرين الاول الماضيين.وأشار إلى أنه “مع أن الرد العسكري ضد الهجمات الإرهابية ضروري، فإن البلد يحتاج إلى طائفة من الاستراتيجيات لتنفيذ ناجح للسياسات التي تكبح جماح النشاط الإرهابي، مع تصحيح السلوكيات المتعلقة بانتهاكات حقوق الانسان”.وقتل 22 شخصًا اليوم في العراق بينهم 18 بعد خطفهم من قبل مجموعة مسلحة ترتدي بزات قوات الأمن في منطقة الطارمية شمال مدينة بغداد، بحسب مصادر أمنية وطبية.ويأتي مقتل الضحايا مع تصاعد موجة العنف وتزايد سقوط ضحايا داخل منازلهم في مناطق متفرقة في العراق الذي يعاني من تدهور الأوضاع الأمنية حيث تذكر أعمال العنف الجديدة هذه، بالنزاع الطائفي الذي ضرب البلاد بين عامي 2006 و2008.وأقر ميلادينوف في حديثه عن أنشطة بعثة الأمم المتحدة، وأحدث التطورات في العراق، بأنه “لم يعد من الممكن النظر في التحديات التي يواجهها هذا البلد، بمنأى عن النطاق الأوسع للمخاطر التي تواجهها المنطقة”.وشدد على أن “حل الأزمة السورية، وتبني استراتيجية إقليمية للتصدي لكافة أشكال التطرف الديني أو الطائفي يعد ان أمراً حيوياً لتحقيق الإستقرار في العراق”.وتابع ملادينوف أن “الإرهاب لا يزال يشكل تهدداً لا يستهان به للعراق”. وأضاف قائلا “إن المجموعات المسلحة تحاول فرض إرادتها في أجزاء من العراق ضد تطلعات العراقيين العاديين”. وركز في عرضه على “التهديد المتمثل في سعي المجموعات المسلحة والإرهابية إلى إحداث فراغ سياسي، والتحريض على الصراع بين مكونات المجتمع، وذلك عن طريق اغتيال الزعماء السياسيين واستهداف الزوار الشيعة ومساجد السنة”.وفيما يتعلق بالوضع السياسي في العراق، فقد أحاط ملادينوف مجلس الأمن علماً بسن القانون الجديد للإنتخابات الذي تمت المصادقة عليه بالإجماع مؤخرا والتوصل إلى حلول وسط. ودعا جميع الزعماء إلى مواصلة التزامهم بإجراء الإنتخابات البرلمانية في الثلاثين من نيسان المقبل والتوقف عن القيام بأي أعمال من شأنها تأخير العملية الإنتخابية أو تقويضها.وحث ملادينوف جميع الزعماء السياسيين العراقيين على المضي قدماً لسن قانون مجلس الإتحاد وقانون الأحزاب السياسية، بالإضافة إلى تحريك عدد من القضايا الدستورية وتقاسم العائدات والترتيبات المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها التي تقطنها العديد من الأقليات في العراق.وفي ما يتعلق بأوضاع حقوق الإنسان، أعرب ملادينوف عن اعتقاده بأنه “رغم أن الرد العسكري على العمليات الإرهابية أمر ضروري، إلا أن هناك حاجة إلى مجموعة من الإستراتيجيات للتصدي بنجاح للظروف التي تشجع على القيام بتلك العمليات”.وأضاف أن تلك الإستراتيجيات تشمل تصحيح انتهاكات حقوق الإنسان من خلال ضمان العدالة والتعويض المناسب للضحايا أو أسرهم، بغض النظر عمّن ارتكب تلك الانتهاكات ومتى ارتكبت.وبالنسبة لعلاقات العراق الإقليمية، أشاد بالتقدم الذي أحرزه العراق على صعيد علاقاته مع الكويت خلال العام المنصرم، بالإضافة إلى التحسن الأخير الذي شهدته علاقاته مع تركيا. كما أشار إلى دعوة رئيس الوزراء نوري المالكي إلى عقد مؤتمر دولي يهدف إلى توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب ونبذ التطرف.وفي ختام إحاطته لمجلس الأمن، شكر المبعوث الأممي حكومة وشعب العراق على مدهما يد العون لأكثر من 200,000 سوري فرّوا من العنف الدائر في بلادهم وأشاد بحكومة إقليم كردستان التي تستضيف حالياً 98% من اللاجئين في محافظات الإقليم الثلاث.وكذلك قدم التقرير الأول للأمين العام حول مسألة المفقودين من الكويتين ومن رعايا البلدان الأخرى ومسألة الممتكات الكويتية المفقودة بما في ذلك المحفوظات الوطنية عملاً بقرار مجلس الأمن رقم 2107 لعام 2013.