الحديث عن ” التحالف ” كيانا عاما انتخبته الجماهيرالشيعية لتمثيل مصالحها الحيوية ، وليس الحديث عن هذه الشخصية القيادية في التحالف او تلك ، الحديث عن احزاب ومنظمات وجماعات هذا التحالف بصرف النظر عن الاسماء والعنواين ، هذا التحالف جاء الى سدة الحكم ومنصة القرار السياسي بفضل اصوت وتضحيات فقراء الشيعة ، الطبقة الشيعية الوسطى ، مثقفي الشيعة ، متضرري الشيعة ، الشيعة بشكل عام ، وكان الامل بان يكون لسان الشيعة المعبر ، ووجهها المشرق ، ويدها الكريمة المعطاء ، ان يكون العامل على مصالح الشيعة ، اهداف الشيعة ،خاصة وهم الذين اعطوا ما لم يعطه الآخرون من الدم والتشريد والضياع ليس في ظل نظام صدام حسين فقط ، بل على مر السنين منذ ان تاسست الدولة العراقية ولحد هذه اللحظة البائسة . ما الذي حصل ؟ هذا التحالف ، الممثل الشرعي لشيعة العراق انشغل ولأكثر من ثلاث سنين على حصد منصب رئاسة الوزراء ، ليس بين التحالف وغيره بل داخل التحالف بالذات بطبيعة الحال ، وتوزع شيعة العراق المساكين بين هذا الطامع بهذا المنصب السحري وذاك ، بين مؤيد لهذا ومعارض لذاك ، وبلا نتيجة سوى التشتت والتحازب والخراب . هذا التحالف ، الممثل الشرعي لشيعة العراق كسر هيبة المرجعية الدينية ، فقصة خضير الخزاعي معروفة حيث كان راي المرجعية ان لا يتولى نيابة رئاسة الجمهورية في سياق تصور ناضج يعين العراق على الخروج من بعض المشاكل المستعصية ولكن خضير ابى ومن وراءه من تعرفون على تخطي رغبة المرجعية الدينية فكانت اول ضربة مهينة لهذا الكيان ، بل ترتب على ذلك تهاوي كلمة المرجعية لدى الوسط الشيعي نفسه ، ولم يكلف التحالف نفسه بان يتخذ الموقف المناسب تجاه هذا التحدي الخطير ، فيما يهرع التحالف الى المرجعية عندما تضيق به السبل ! هذا التحالف انشق على نفسه عندما كان بعنوان اخر ، ثم عادت فلوله تتجمع عند نقطة الخطر ، ثم عادت التشتت من جديد ، وهذه الناس حيارى لا تدري ما تفعل من أمرها ، والغريب ايضا ان يسعى مكون في التحالف الى شق نظيره وتشتيت قواه بالمال والمناصب ، مما يؤكد ان هذا التحالف ضرب كرامة الشيعة في العراق عرض ا لحائط ، ولم يعد المواطن العراقي الشيعي هو الهم الاكبر بالنسبة لهذا التحالف ، انما الهم الاكبر بالنسبة له قياداته ، اموال القادة ، قصور القادة ، سفرات القادة ، اما الناس فحطب جهنم لا اكثر ولا اقل . هذا التحالف ، الممثل الشرعي لشيعة العراق انشغل واي انشغال بتوظيف الابناء والاحساب والانساب في المواقع المتقدمة من جسم الدولة، وزراء ، سفراء ،،، مدراء عامون ، اصحاب مقاولات ، وفقراء الشيعة ياكلون الحصرم ويشربون الماء الملوث بفضائل المجاري القذرة ، وينامون على الارصفة ، ويستجدون كسرة الخبر وقطعة القماش البالية . هذا التحالف ، الممثل الشرعي لشيعة العراق ، فضائح متبادلة ، كل قائد يملك ملفه الفاضح بحق ( اخيه ) في النضال السري ،وعدوه في مرحلة اليسر والرخاء والحكم والتسلط والقوة ، والشيعي المسكين لا يدري لاي لسان يسمع وباي خبر يصدق ، والأخرون يرسمون على شفاههم ابتسامة الشماتة والفرح وما اخبثها من ابتسامة مبعثا وغاية وطريقة . هذا التحالف ، الممثل الشرعي لشيعة العراق ، قتل بعضه بعضا ، دم ، ضحايا ، اجساد ممزقة برصاص ورصاص مقابل ، الضحية ( الشيعية) إلى جهنم وبئس المصير مادام القائد ، الشيخ ، السيد ، المثقف سالما ، مادام يسافر بعز وسلام وجبروت كل يوم ، كل اسبوع ، يسافر الى كل انحاء الدنيا، حيث تنتظره مهمات كبار على راسها انقاذ الوطن من الهلا ك والبوار !!! هذا التحالف ، الممثل الشرعي لشيعة العراق ، لم يسأم بعض قادته من وصف نفسه بالمنقذ الذي بعثته العناية الالهية لتخليص شيعة العرا ق بل شيعة العالم من الجهل والفقر والعوز والعزلة ، انه مبعوث الرب الجليل بعد ان عاهده ان لا يعيش الا فقيرا معدما اسوة بايتام آل محمد عليهم الصلاة والسلام . هذا التحالف ، خصام ، نزاع ، اتهامات متبادلة ، تجسس متبادل ، كسب وكسب مضاد ،تمزيق وتمزيق مضاد ، غرو ر ، رصد مناقصات ، تنبيش ماض ، مهاترات علنية وسرية … هذا التحالف استجداء عون من دولة جارة ، بيع كرامة الشيعة من أجل البقاء في منصب كبير ، فضائيات شخصية ، بذخ ، ولائم روائحها تتخطى تخوم المنطقة الخضراء لتصل الى ابعد منطقة شيعية على الحدود العراقية حيث لا ماء ولا كهرباء ولا حتى ثياب تستر اجسادا تصرخ من الجوع والمرض . التحالف ( الشيعي ) ضمير مات !
التحالف الوطني ( الشيعي ) ضمير مات !! بقلم : غالب حسن الشابندر
آخر تحديث: