آخر تحديث:
بغداد/شبكة أخبار العراق- أكد وزير الخارجية ابراهيم الجعفري، ان العراق يحقق انتصارات باهرة ضد الارهاب” منتقدا “عدم تفاعل الارادة الدولية في الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي.ونقل بيان للخارجية اليوم عن الجعفري قوله في كلمته التي القاها في الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة الرابعة للدول العربية ودول أميركا اللاتينية :”لم يعُد البُعد الجغرافيُّ بين أميركا الجنوبيّة، والشرق الأوسط يُشكـِّل حاجزاً حقيقيّاً عن تبادُل الخبرات، والمصالح، وتبادل القضايا المُشترَكة كافة بيننا وبين أميركا الجنوبيّة”.وأضاف “هناك ثلاث مصالح مُهمّة، وثلاثة أخطار تـُهدِّد العلاقة بيننا وبين دول العالم، أمّا المصالح فهي الثروات، ولا يغيب عنكم أنَّ الشرق الأوسط يمتلك ثلثي احتياطيِّ نفط العالم، ويمتلك ثروات أخرى، كما أنَّ لديه موقعاً ستراتيجيّاً يربط بين القارّات الثلاث: [آسيا، وأفريقيا، وأوروبا]”.وبين “يحتلُّ هذا الموقع منذ زمن بعيد؛ لذا كان دائماً مطمعاً لِنـَهَمِ، وتكالـُب، وتصارُع الإرادات من مُختلِف دول العالم؛ إذن الثروات المُتعدِّدة التي حباها الله -تبارك وتعالى- للشرق الأوسط تجعله حافزاً أساسيّاً لتحقيق التنمية المُستدامة، وتحقيق التطوُّر الاقتصاديِّ، وانعكاسه على البنى الاجتماعيّة المُختلِفة، كما أنـَّه مُؤهَّل لأن ينفتح على العالم من موقع الثروة الاقتصاديّة، واستقطاب دول العالم المُستثمِرة من الناحية الاقتصاديّة”.وتابع الجعفري “من الجانب الثاني التاريخ الحضاريّ للشرق الأوسط، هذا التاريخ العابق الذي يتسنـَّم موقع القِمّة منذ الألف الرابع قبل ميلاد السيِّد المسيح -عليه السلام- أعني أنَّ عُمر الحضارة العراقـيّة ستة آلاف سنة”.وأشار الى ان “هذه الحضارة لم تكن قطعة من التاريخ، بل تنبض، وتمده بالحيويّة إلى اليوم؛ فالإنسان في منطقة الشرق الأوسط عُمُوماً، وفي العراق بصورة خاصّة يمتلك مثل هذه الأصالة الحضاريّة ذات الستة آلاف سنة مُؤهَّل لأن يتعامل مع حاضر الحضارة، ومُستقبَل الحضارة، ويفهم كيف يتعامل مع الدول الأخرى ذات الحضارة الإنسانيّة المُشترَكة، مُضافاً إلى ذلك أنَّ هناك مخاطر كثيرة تـُهدِّد العالم اليوم. أوَّل هذه المخاطر هو الخطر الإرهابيُّ”.ولفت الى ان “الإرهاب اليوم ظاهرة طفحت على السطح، ولم تكن وليدة هذه المنطقة، أو تلك المنطقة بقدر ما نشرت ظلـَّها في أكثر مناطق العالم،” مبينا ان ” الإرهاب المُعاصِر في 2001 كان في الولايات المُتحِدة الأميركيّة في نيويورك، وواشنطن، ثم امتدَّ إلى أوروبا، ومناطق أخرى، وجاء إلى الشام، ومن الشام عبر إلى العراق؛ فهو يُشكـِّل خطراً حقيقـيّاً، ويدقُّ أجراس الخطر في كلِّ بلدان العالم”.وخاطب الجعفري المجتمعين بالقول “عندما تفتحون ملفَّ الإرهاب لابُدَّ أن تضعوا العراق كمُحكٍّ لتـُدرِكوا جيِّداً أنَّ العراق يُحقـِّق اليوم انتصارات باهرة ضدَّ الإرهاب، وجعل الإرهاب يتراجع إلى الخلف، ويندحر، ولكن عندما نعقد مُقارَنة بين نهاية 2014 والآن في 2015 ازداد عدد الذين يأتون من دول العالم المُختلِفة من 82 دولة إلى أكثر من 100 دولة؛ ممّا يعني أنَّ الإرادة الدوليّة لم تتفعَّل بدرجة كافية، لتكبح جماح المُتطوِّعين، والذين يتسرَّبون من دول التطوُّع إلى دول العُبُور إلى دول التدريب إلى دول التمويل الماليِّ إلى دول الضحيّة”.وأوضح ان “هذه التجربة يجب أن تـُدرَس من كثب دراسة صحيحة ودقيقة؛ لأنَّ ما يُصيب العراق اليوم قد يُصيب دولاً أخرى في الغد، وهذا ما لا نتمناه”.وذكر وزير الخارجية ان “الإرهاب لا ينتمي لدين مُعيَّن، ولا لمذهب مُعيَّن، ولا يستوطن في منطقة دون أخرى إنـَّما يُهدِّد العالم كلـَّه، فلا يُمكِن التفكيك بين الإرهاب في هذا البلد، وفي بلد آخر؛ لذا مسؤوليّة كلِّ الدول بلا استثناء أن تقف صفاً واحداً إلى جانب الدول المنكوبة بالإرهاب؛ لتكبح جماحها، وتصدَّها، وتحمي بلدانها من مغبّة الانتشار السريع للإرهاب الذي سينتشر -لا سمح الله-“.وقال الجعفري ان “الخطر الثاني من الأخطار الثلاثة هو ما تتعرَّض له فلسطين، التي تـُمثـِّل عُمق الديانات من الناحية المعرفيّة، ومن الناحية الفكريّة، وتـُمثـِّل مُتسَع الأمم لكلِّ دول العالم تنزف دماً بين فترة وأخرى، ولا يغيب الجرح الفلسطينيُّ عن النزف في كلِّ مقطع من مقاطع التاريخ، ولا يُنكِر أحد هذه المُشكِلة التي تهزُّ العالم دائماً، وتـُعيد إلى الأذهان انتهاك حُرمة الأمم، والناس، والديانات بمُختلِف أنواع الانتهاكات. والعالم -للأسف الشديد- لم يرتقِ إلى مُستوى المسؤوليّة، ويُواجـِه هذا الخطر المُشترَك الذي يُهدِّد العالم كلـَّه”.واستطرد بالقول “ثالث مخاطر هو الاحتراب الثقافيّ، والإرهاب اليوم تحوَّل إلى ثقافة، وصار يعرف كيف يفتك بالمُجتمَعات ثنائيّة المُركـَّبات؛ ليُحوَّل الثنائيّة المُتكامِلة إلى ثنائيّة مُتحارِبة بعد أن عاشت فـُصُولاً من المُواءَمة، والانسجام، فاخترق المُدُن، والمحافظات، والدول، والبلدان ذات الثنائيّات المُنسجمة من الناحية المذهبيّة ليُحوِّلها إلى ثنائيّات تحارُب”.وأضاف “حتى الجانب السياسيّ يحلُّ فيه الإرهاب، ويُحاول أن يُشيع هذه المخاطر الثلاثة؛ لذا أرجو أن تـُمعِنوا النظر في تجربة العراق، وكيف واجَهَ الإرهاب رغم التحدِّيات الاقتصاديّة، والأمنيّة، والسياسيّة، وكيف أصرَّ على الحفاظ على وحدته، وسيادته، وأصرَّ على تحريك المُشترَكات بين أبناء الديانات، وأبناء المذاهب، وأبناء القوميّات المُختلِفة”.وأكد إنَّ “تجربة العراق بهذا الحجم، وبهذا العمق جديرة أن يُنظـَر إليها بكلِّ احترام، ويجب الوقوف إلى جانب العراق وقفة مسؤولة، العراق يُقدِّم أغلى شيء، يُقدِّم الدم، ويُقدِّم المال، ويعيش حصاراً مُركـَّباً من كلِّ النواحي من أجل أن يُدافِع عن نفسه، ويُدافِع -أيضاً- بالوكالة عن كلِّ دول العالم”.وختم وزير الخارجية كلمته بالقول “مادام عناصر الإرهاب يرتبطون بدول العالم كافة فعلى هذه الدول أن تستيقظ، وتستفيق من غفلتها، وتشعر أنـَّها أمام العراق الذي يُقاتِل نيابة عنها، وليس أصالة عن نفسه فقط؛ لذا تمنياتنا عليكم أن تدرسوا التجربة العراقـيّة في مُواجَهة الإرهاب، وتستفيدوا منها؛ للحدِّ من امتدادات الإرهاب الوشيك الذي قد يتحرَّك -لا سمح الله- في أيِّ بلد من بلدانكم”










































