يلعب الجنس دورا بالغ الأهمية في حياة الأمم ويؤثر في صناعة الأحداث ويغير من سياسات ومواقف، وعلى الدوام كان الحديث عن الدين والسياسة والإقتصاد لاينفصل عن العامل الجنسي الذي جعل منه فرويد مثلا حاكما في العلاقة بين الطفل الرضيع وأمه. والحديث عن الجنس ليس وصفا لعنوان الأنثى مقابل الرجل، أو كممارسة سكسية تثير كوامن الرغبة لدى الآخر بالآخر فهذا حاضر حتى في العلاقات الجنسية بين الحيوانات الأخرى كالبقر والماعز والأغنام وسواها من أصناف الخليقة، وربما كان الوصف الدقيق للحالة الراهنة التي طبعت سلوك المرشحين لإنتخابات مجلس النواب وتحديدا من الإناث يرتبط بمعرفة مزاج الناخبين، ونوع الرغبة التي يمكن أن تستثار وتسبب حراكا يؤدي بالنتيجة الى ميل يجعل من الذكر قابلا ليكون مطواعا ويوفر حزمة من الأصوات خاصة للمرشحات اللاتي لايحتكمن الى ضوابط الدين والحشمة، ولامانع لديهن من إظهار مفاتن الجسد لإغواء الشباب والرجال ليكونوا في معرض القبول بالمرشح الأنثى، ثم التصويت لها لعلها أن تفوز وتكون عضوا قائما بذاته في البرلمان من أجل خدمة الشعب !
نوع الجنس المقصود إيحائي بإمتياز فليس من ضرورة في الظروف الطبيعية أن تمارس المرأة الإستخذاء ومحاولة إغراء من ينظر لصورتها لعله أن يصوت لها في الإنتخابات، وهذا مايفسر التركيز المبالغ فيه من إناث السياسة العراقية ليقدمن أنفسهن كعارضات أزياء، أو عاملات في محلات التدليك والمساج، أو كعاملات مباغ وأماكن تسلية ولهو وملاه ليلية، وبتوصيف أدق عاملات جام خانة كما في التوصيف التركي للمباغ.
في صور تبلغ الملايين، وربما لاحصر واضحا لعددها تظهر المرشحات عاريات الصدور، يستخدمن طرقا مبتكرة لرسم الحاجب بطريقة التاتو، عدا عن إجراء عمليات جراحية لتجميل الوجه والأنف والعينين ونفخ الخدود والصدور، وعمل تسريحات شعر مبتكرة حتى بالنسبة لمن بلغهن الشيب وظهرن كعواجيز ، فيستخدمن أصنافا من صبغ الشعر كالأحمر والأصفر والذهبي والأشقر والأسود الفاحم وسواها من ألوان الطيف الجنسي.
أحمر الشفاه في الدعاية الإنتخابية كان حاضرا على معظم شفاه المرشحات التي تأمل الواحدة منهن أن تكون ناطقة بإسم الشعب بعد ظهور النتائج. إبيضاض الرقبة مؤثر للغاية في نفوس الشبان والرجال المحرومين من الإشباع الجنسي، ولوحظ الإقبال الهائل على صور المرشحات لتقبيلهن من شفاههن، وتم رصد مقبولية عالية من بعضهن كونه جزءا من حملة الدعاية، وكل مرشحة تم مصمصة شفتيها عبر لوح الدعاية تكاد تكون مؤهلة لتمثيل الشعب المفتون بملامح الجمال، ويعد إظهار جزء من الصدر، وحتى بعض النهدين ملائما في حالة الضرورة القصوى خاصة حين تشعر المرشحة بتضاؤل حظوظها في الفوز. عدا عن قيام مرشحات بالتأثير من خلال الإيحاءات الجنسية، وإرتداء الثياب الفاضحة التي لاتستر الفخذين والصدر والزنود، ويستهدفن إضافة الى المواطنين المعنيين بالتصويت رؤساء الكتل التي ينضممن لها، وكذلك المرشحين من الرجال لأغراض دعائية، وحتى العاملين في حقول الإعلانات الصحفية.
بالتأكيد فإن هذا الكلام لايعني المرشحات جميعهن، إننما يشير الى بعضهن مع إن الغالب من لافتات الدعاية المتناثرة في بغداد على الأقل يحمل الغريزة ويثير الرغبة لابالفوز، بل بالمصمصة.
الجنس في الإنتخابات العراقية … بقلم هادي جلو مرعي
آخر تحديث: