بغداد/ شبكة أخبار العراق – تفاعلت الإحداث في الساحة العراقية بقوة، لاسيما بعد اقتحام قوات الجيش العراقي ساحة الاعتصام في الحويجة في محافظة كركوك، وما نجم عنها من ضحايا؛ وما تبع ذلك من تصعيد للمواقف وتصاعد وتيرة العمليات المسلحة، مثلما تصاعدت نبرة الخطابات في ساحات الاعتصام وخارجها، من شتى الإطراف.وفي إطار هذه التفاعلات واختلاف المواقف يظهر وبقوة على الساحة مرة أخرى ما يعرف بالجيش الإسلامي في العراق هو تنظيم جهادي إسلامي سلفي عراقي، وحسب وصف الحكومة العراقية هو “تنظيم جهادي مقاوم للاحتلال الأمريكي”.”وفي تصريح صحفي لأحد قادة الجيش احمد الدباش لهذا اليوم الاثنين قال :”أعلنا قبل أيام بعد الاجتماع بالقيادة إعلان النفير العام وتشكيل جيش العشائر، وان فصائل المقاومة جزء من العشائر.ويقول “كان الموقف تحديدا يتمثل في رد أي فصائل على ساحات الاعتصام وعدم الاعتداء على الغير، وان الذي يريد الاعتداء عليّ فأنني أدافع عن نفسي اما ان اعتدي على غيري فلا يجوز”.ويعرب الدباش عن استنكاره لمقتل الجنود الخمسة في محافظة الانبار “ندين ونستنكر ما حصل وهو أمر غير صحيح ولا أظن ان شبابنا وأهلنا وناسنا يفعلون هذا الفعل ونحن لسنا غدارين او أصحاب غدر مثلما يفعل غيرنا ونحن لسنا قتلة لشعوبنا”.وينتقل الدباش في حديثه إلى أماكن تواجد الجيش الاسلامي ونشاطاته، فيقول “نحن متواجدون في كل العراق ليس في الانبار فقط، وانما في كل العراق، في شمال بغداد وغربها وجنوبها وشرقها، نحن متواجدون في كل الساحات”.وبشأن الموقف من الحركة النقشبندية، وإعلانها النية في نقل العمليات المسلحة الى بغداد، يعبر الدباش عن رفضه لهذا النهج “موقفنا في كل العراق، يتمثل في ان أي خطر يمس أهلنا ونحن متواجدون في هذا المكان سندافع ضده، أما ان نهجم على احد في مكان ما وهو آمن فليس لنا علاقة بهذه القضية ولا ندخل انفسنا فيها”، مبينا، ان “أساس عملنا هو كيف نحقن دماء أهلنا ونعني عموم الناس ولا اقصد فقط اهل السنة؛ بل عموم أهلنا في العراق شيعة وسنة وكوردا وتركمانا وبقية الاقليات وهذا هدفنا في الموضوع”.وتوقع وقوع حرب داخلية في البلاد على خلفية الإحداث التي تقع في المحافظات المعتصمة، فيما عدّ رد المعتصمين على “اعتداء الحكومة الطائفية” مكفولاً وبـ”كافة الوسائل المشروعة، دعا دول العالم والمنطقة بمقاطعة الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي.وخاطب الدباش المتظاهرين بالقول “نوجه رسالة إلى إخوتنا في الحراك عليهم المحافظة على سلمية الحراك في التظاهرات مع حقهم بالرد المكفول في الوقوف بوجه اي اعتداء يتم من قبل الحكومة الطائفية فلهم الحق في الرد بالوسائل المشروعة.وفي الملف السياسي وعن موقف الجيش الإسلامي من رئيس الحكومة نوري المالكي يبدي الدباش عدم اعتراضه على شخص المالكي بل انه يقف ضد سياساته، كما يقول.ويتابع “ليس لدينا اعتراض على شخص اسمه السيد نوري المالكي، انما الاعتراضات على سياسة تمارس من قبل هذا الرجل، ولا يتعلق الأمر فقط بنوري المالكي، بل ان أي شخص يأتي يمارس هذه السياسة سنقف بوجهه”، موضحا “اعني سياسة القمع والتهميش والإقصاء وعدم أعطاء حقوق الغير وهذا ما نراه يستخدم ضد أبنائنا بالإقصاء والتهميش وهناك تمييز هذا شيعي وهذا سني وهذا كوردي، اذ يجري التمييز بالتعامل”.ويردف “فيما يتعلق بقضية الحقوق كسلطة او كقضايا حقوق مادية ليس لدينا اعتراض على شخص اسمه المالكي لكن اعتراضنا على السياسة التي تمارس من قبل هذا الرجل”.وسئل الدباش عما اذا كان الهدف من الاحتجاجات القائمة في البلاد هو لوصول السنة إلى دفة الحكم في العراق، يقول إن “هذا الكلام غير صحيح، أساسا سياسة أهل السنة اليوم تتمحور حول سياسة الشركاء، الشيعي والسني والكوردي والتركماني، وبقية الأقليات، وهذا الأمر حتى في زمن النظام السابق لم يوضع الحكم بأيدي أهل السنة حصرا وكما نعلم فان قيادات حزب البعث 37 منهم كانوا شيعة”، ويتساءل “اين التمييز في هذه القضية؟”،ويتابع الدباش، ان “السنة لم يحتكروا السلطة لهم بل بالعكس كانوا يشاركون كل المكونات الموجودة معهم في السلطة، وهذه سياستنا في هذا الوقت فنحن عندنا شركاء في الارض و يجب ان يسهم الجميع في قيادة هذا البلد”، مؤكدا على انه “لن يكون هناك استقرار في البلد ان لم يسهم الجميع في قرارات هذا البلد لأن السنة لا يطمعون بالسلطة”.وبين ان ما يطرحه البعض بهذا الشأن لا يحسب على عموم السنة “وإذا تكلم شخص او شخصان فهو غير محسوب على عموم السنة، إذ ان أهل السنة الحقيقيين الشرفاء عندهم القرار النهائي في هذا الموضوع، وهم موجودون ومن كل الشرائح وان قرارهم الواضح هو مشاركة الجميع وعدم إقصاء أي احد عن المشاركة في هذا الموضوع”.ولا يرفض الدباش إسهام الجيش الإسلامي في العملية السياسية والدخول اليها “لا شك ان كل انسان يفكر في الدخول الى العملية السياسية، لكن بعد الاستقرار وبعد تحرير بلدنا”، مبينا، ان “في البلد كان هناك احتلالان؛ احتلال أمريكي، واحتلال إيراني، وان الاحتلال الأمريكي ولى وذهب وبقى الاحتلال الإيراني”.ويوضح “نعم نريد ان نحترم حقوق الجوار ولا نريد ان يعتدي احد على احد، ولكن الجار يجب ان يحترم جاره، وان ايران متدخلة في العراق وستواجه بكل قوة من أبنائه سواء كانوا شيعة أم سنة ام كوردا، اذا احترمني وجاءني كضيف فهو على راسي اما ان يأتي ليتدخل بحقوقي فسيواجه”.