الحزام الذهبي الإيراني..مشروع خطير للهيمنة على مقدرات المنطقة
آخر تحديث:
بقلم:حامد شهاب
مشروع سياسي إيراني خطير ، طرحه على بسط البحث ، قائد الحرس الثوري الإيراني الأسبق ، وأمين عام مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني ، ومرشح الرئاسة للعام الحالي، الجنرال محسن رضائي، يدعو فيه إلى “بناء مشروع إيراني جديد وصفه بـ “الحزام الذهبي الإيراني”، في منطقة الشرق الأوسط!!
وهذا المشروع السياسي الايراني الذي طرحه محسن رضائي، هو ليس مشروعا جديدا ، سوى تسميته التي أطلق عليها “الحزام الذهبي الإيراني ” ، ويعني بالذهبي هنا هو قدرة إيران مجددا على الإستحواذ على مقدرات منطقة ، تمتد من إيران الى سوريا ولبنان وافغانستان واليمن ومنطقة البحر المتوسط .. وهو مشروع يعيد الى الأذهان ” إمبراطورية فارس” قبل الإسلام، ومشروع الهيمنة الإيراني في زمن المرشد الايراني السابق الخميني، الذي دعا الى إقامة “إمبراطورية إسلامية ” بداية الثمانينات ، تمتد خارطتها الى كل دول المنطقة ، وتكون إيران هي : الوصية ” على مقدرات تلك المنطقة، وتدين لها بالولاء ، وهو المشروع الذي وقفت بوجهه كثير من الدول العربية والعراق كان في مقدمتها وهو من دحر المشروع الايراني وأحبط مخططاتها، في الثمانيات، ، ووقفت بوجهه أوساط عربية وإسلامية ودولية، وتم إحباط هذا المشروع وجرى إيقافه عند حده ، لكي لاتبلغ إيران أحلامها التوسعية في الهيمنة والاستحواذ على دول المنطقة وشعوبها!!
ومشاريع سياسية للهيمنة من هذا النوع ، وآخرها مشروع محسن رضائي ” الحزام الذهبي الايراني” ، إمتداد لمشاريع ” الهلال الشيعي” ، الذي جرى التحذير من مخاطره منذ أيام الراحل الملك حسين ملك الاردن، وهو مشروع لايختلف كثيرا عن مشروع محسن رضائي، إن لم يكن إمتدادا له ، لتبسط ايران سيطرتها الطائفية والمذهبية ، تحت شعارات ” إسلامية ” لم تعد تنطلي مخاطرها على المنطقة، وهي تقف بوجهها بصلابة لاتلين، كونها إمتدادات سياسية ، ذات مضامين واحدة ، وان إختلفت في طرح التسميات، بل أن مشروع محسن رضائي ” الحزام الذهبي” يمتد الى أكثر بقعة جغرافية ، تبتلع فيها إيران المنطقة من أفغانستان مرورا بإيران والعراق وسوريا ولبنان ، باتجاه حوض البحر المتوسط ، واليمن ، التي دخل مشروعها التوسعي فيها قبل سنوات، وهو يمارس أدواره ، ليمتد الى معظم دول الخليج، وبخاصة الامارات والبحرين وعمان وقطر والسعودية والكويت!!
بل والأخطر من كل هذا ، إن ظهرت دعوات وطروحات إيرانية منذ أيام الخميني ، لاقامة مشروع ” إشراف إسلامي” على الكعبة المشرفة والمدينة المنورة وقبور الصحابة في البقيع ، تحت دعاوى أن السعودية غير قادرة على حماية تلك المقدسات، وجوبهت مشاريع هيمنة توسعية برفض عربي واسلامي ودولي واسع ، هو الآخر، كون أهدافه تعد تدخلا غير مشروع في الشأن العربي والاسلامي، عبر بوابات ، لم يعد تقنع طفلا، كونها تمثل توجها للاحتلال والهيمنة والتوسع والتدخل الفاضح في شؤون دول المنطقة، وهي مشاريع ، أقل ما يقال عنها أنها ، تعيد إيران من خلالها فرض إمبراطوريتها الفارسية تحت إطار “إسلامي”.
ولا أدري لماذا مر مشروع الجنرال الايراني محسن رضائي ” الحزام الذهبي الايراني” مرور الكرام، ولم يحظ بالتعليقات وردود الفعل العراقية والعربية التي ترتقي الى حجم مخاطره، وكان كثير من دول المنطقة، وبخاصة دول الخليج، صامتة ، ولا تبالي بمخاطر طروحات من هذا النوع، بالرغم من أنها هي المستهدفة في المشروع الايراني أولا وأخيرا!!
وفي أول تعليق برلماني عراقي على مشروع ”الحزام الذهبي الايراني” غريب الأطوار، ولا يقدر حجم المخاطر التي تنجم عن مشروع إستحواذ إيراني جديد، مبررا انه اذا كان في الإطار الاقتصادي ويخدم دول المنطقة ، فإنه يعد ” مقبولا” ، لكنه غلف تعليقه في آخر التصريح ، محذرا من مخاطره، في وقت كان قد رحب به منذ البداية!!
فقد أكد عضو لجنة الامن والدفاع النيابية، النائب عبد الخالق العزاوي قبل أيام، أن مشروع الجنرال محسن رضائي الذي أطلق طلق عليه الحزام الذهبي الإيراني، مقبول إذا خلق حالة من الوئام والانسجام بين إيران والعراق والشرق الأوسط ، لكن إذا حمل مضامين التدخل في الشؤون الداخلية ومحاولة الهيمنة فالأمر مرفوض حتما”.
ولا أدرى عن أي ” وئام” يتحدث العزاوي ، وايران تريد ان تحول المنطقة الى “أغنام “، وهي الذئب الذي تحاول إفتراس شعوبها ومقدراتها الواحدة بعد الأخرى!!.
أما بقية قادة العراق، وزعاماته وقواهم السياسية ، وما أكثرها ، فلم يعلقوا على أخطر مشروع سياسي ، تروج له إيران ، لأنهم ، وان رفضوا الهيمنة الايرانية في دواخلهم ، فأنه ليس بمقدورهم الاعلان صراحة عن رفضهم ، لمخاطر مشاريع هيمنة من هذا النوع ، وأي مشروع إيراني يكون ” ذهبيا” ، الا اذا كان يخدم هدف إيران في أن تمتد خارطتها على كل دول المنطقة، على أساس انها الدولة الكبرى القادمة، وهي تلوح لتوجه من هذا النوع، ضمن محتوى ومضامين مشروعها صراحة، وتشير الى أن إيران أصبحت الآن الدولة الأقوى في المنطقة ولديها قدرات عسكرية ونووية واقتصادية ، يمكن ان تخدم توجهات من هذا النوع، لكن الغريب في الأمر، أن التجاهل” العراقي والعربي” ، لمشروع كهذا يعد الأخطر من نوعه ، فهل يجابه قادة المنطقة وشعوبها مشروعا على هذه الشاكلة، بأن يرتقوا الى حجم مخاطره ، لكي يضعدوا حدا لغطرسة إيران ، قبل أن تبلغ مشاريعها التآمرية هدفها، ويكون مستقبل ومصير المنطقة وشعوبها وأجيالها في خبر كان؟؟..
إنه مجرد سؤال ، بحاحة الى ردود فعل قوية ، توازي حجم المسؤولية الأخلاقية والقيمية والوطنية والاسلامية ، وترتقي الى حجم الرد المطلوب!!