الحزب الشيوعي العراقي كيان حي متجدد، مع الحفاظ على الاسس الثابتة التي تأسس على اساسها والتي لاتقبل المساومة، وفي مقدمتها مصلحة الكادحين وسائر ابناء شعبنا العراقي، تأسس في 31 آذار 1934 ليدافع بثبات عن مصالح الكادحين والمعدمين والمستغًلين والفقراء، ويرسم سياسته وبرامجه من خلال مؤتمراته العامة، مركزا عما تطرحه الحياة من جديد موضفا ذلك في تلبية مطاليبهم، التي تتجسد في الحياة الكريمة السعيدة لابناء الوطن، مقدما في هذا الطريق النبيل اللالاف من الشهداء، الذين روت دماءهم الزكية تربة الوطن العزيز، وطيلة تاريخه الحافل بالنضال، سعى ان يتربى مناضلوه على الروح الانسانية، واحترام تقاليد شعبهم، كان وفيا مخلصا لمبادئه، ولن تستطع القوى الغاشمة بكل ما اتيت من وسائل بشعة ان تثنه عن مواصلة هذه الطريق، طريق الكفاح والتضحية من اجل ابناء شعبه بكل انتماءاتهم الدينية والقومية والاثنية، حتى اصبح مدرسة عراقية للكفاح، يعتز ويفتخر بها شعبنا العراقي بقواه الوطنية الديمقراطية المخلصة، مؤكدا على مبدا المواطنة وحب الوطن، وقد قالها مؤسس الحزب الشيوعي العراقي (فهد) : (كنت وطنيا وعندما اصبحت شيوعيا ازددت حبا لوطني.)
واليوم وامام ما يمر به الوطن والشعب من ويلات ومحن وازمات سببها نظام المحاصصة ونهجه الطائفي المقيت، يجد من واجبه الوطني المخلص، تخليص الوطن والشعب من براثن الفساد والارهاب معا، بالسعي الجاد بايجاد البديل المدني الديمقراطي العابر للطائفية، والعمل على تشكيل تحالف انتخابي مع قوى مدنية ديمقراطية اسلامية وطنية متنورة للخروج بالبلاد من نهج الازمات تنفيذا لما طرحه مؤتمره العاشر امام انسداد الازمة السياسية واصرار المتنفذين على مواقفهم، اصبح التغيير ضرورة موضوعية ملحة،فهو تغيير في المنهج واساليب الاداء ونمط التفكير، يؤدي الى اختيار الاكثر اهلية وقدرة على الانجاز والتجسيد، وخلق اصطفافات وتكتلات جديدة عابرة للطوائف والعناوين الفرعية والثانوية، وتتبنى مشروعا وطنيا ديمقراطيا يستجيب لحاجات الوطن والمواطن، ويتصدى للتحديات التي تواجهىبلدنا والمنطقة، كما يفتح الافاق نحو المصالحة الوطنبة الحقة، ونحو حفظ وحدة البلاد وتجنيبها مخاطر التقسيم والاحتراب الداخلي.
ان القواسم المشتركة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي اوجدها الحراك الجماهير والتي تلامس مطاليبه من خلال التظاهرات المستمرة، حاجات الناس ومعاناتهم وما يمرون به من كوارث اجتماعية واقتصادية وسياسية يتصدرها الفساد والفاسدين، والتي حركت القوى المدنية والعلمانية واالاسلامية الوطنية المتنورة المعتدلة، لتضعهم امام مسؤولياتهم امام شعبهم، واضعين مصلحة الشعب والوطن فوق اية مصلحة اخرى، ليذهبوا سوية في تشكيل تحالف انتخابي اجتماعي سياسي عابر للطائفية، هدفه الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية والقانون، لينقذوا شعبهم ووطنهم مما سببه لهم المتنفذون من خراب في كل نواحي الحياة مستهدفين الانسان العراقي الكادح بشكل خاص.
من هنا كان موقف الحزب واضحا وصريحا في مسالة التحالفات، فهو يضع دائما مصلحة الشعب والوطن قبل اي شيء وفي مقدمة برامجه، واصفاً اليات تحقيقها وفي مقدمتها التحالف الانتخابي للقوى المدنية الديمقراطية والاسلامية الوطنية المعتدلة، خاصة وان مهمة التغيير من الصعوبة بمكان، لا يستطع تنفيذها طرف لوحده دون تعاون وتنسيق مع الاطراف الوطنية الديمقراطية والاسلامية الوطنية،خاصة اذا علمنا ان هناك تنسيق وتعاون سبق تحالف سائرون، ومنذ فترة ليست بالقصيرة عمقه وزاد من فاعليته، القواعد الاجتماعية من خلال حراكها الشعبي المستمر، جسدتها التنسيقيات للقوى المدنية الديمقراطية والتيار الصدري في ساحات النضال والجهاد المدني السلمي المشروع.
ان الحزب الشيوعي العراقي الذي ولد من رحم المعاناة الشعبية، لايمكن له الا ان يكون في قلب الاحداث بمتغيراتها، حيث يكون كادحو وفقراء وطنه، فهو رقم صعب في معادلة التغيير ومواجهة الفساد، ويناضل في رسم برنامج تلتقي عنده كل القوى المدنية الديمقراطية والاسلامية المتفتحة الوطنية التي كانت مواقفها طيلة هذه الفترة، ثابتة ووطنية تتفق مع المشتركات التي تطرح في ساحات الحراك الجماهيري السلمي، توجت بتحالف سائرون.