جاسم المطير
الشعب العراقي مثل الشعب المصري يصمت طويلا ويصبر كثيرا على الحكام الظالمين وعلى الذين يسرقون أمواله ويغتصبون حقوقه. قامت في مصر ثورة تموز 52 بعد صبر طويل وأعلن الشعب العراقي ثورته عام 1958 بعد صبر طويل أيضاً. كان سرور الشعب العراقي عظيما بسقوط دكتاتورية صدام حسين التي دامت 35 عاما وكان سرور الشعب المصري عظيما أيضاً بسقوط دكتاتورية حسني مبارك بعد 30 عاما من حكمه. لكن لا أدري لماذا اختلف العراقيون عن المصريين بعد سقوط الدكتاتورية في بلديهما..!
المصريون استطاعوا أن يضعوا رئيسين في السجن في آن واحد . حسني مبارك مسجون ومحمد مرسي مسجون . كل واحد منهما (رايح جاي) على المحاكم المصرية كي ينال الجزاء العادل عن أخطاء ارتكبها أثناء وجوده على رأس السلطة في قصر عابدين، بينما رفع العراقيون حكامهم إلى مناصب أعلى .. سامحوا نوري المالكي عن 1000 خطأ أرتكبه وسامحوا أسامة النجيفي عن 100 خطأ وسامحوا أياد علاوي عن 10 أخطاء، ثم وضعوهم بمنصب نواب لرئيس الجمهورية..! النواب الثلاثة سيسكنون المنطقة الخضراء لأربع سنوات قادمة يقبضون رواتب هي الأعلى في العالم كله .. لهم حماية عسكرية بعدد يزيد على حماية نابليون بونابرت ويسكنون قصورا لم يسكن مثلها محمد علي باشا الكبير..! يسرحون ويمرحون – بعد أن تخلصوا من قلق السلطة وإرهاقها – في عمان ولبنان والشواطئ التركية والجبال النمساوية على حساب فقر وجوع وبؤس الشعب العراقي ..
يا سادة المنطقة الخضراء تذكروا الحقيقة الخالدة: الانسان يُخلق عارياً ويذهب إلى قبره بالكفن فقط سواء كان في عرش السلطة او في زنزانة سجن ..!