الرائد لا يكذب قومه ..
وريادتي التي أود اليوم أن أتلو عليكم منها ذكرا ليست عن الماء والكلأ ..
وما هي عن العشب والمرعى .
وإنما هي ريادة عن العدل تحديدا وتخصيصا .
لاشكّ ان العدل هو الاساس الذي لايصلح المُلْك الا به ، وإن صلح المُلك فقد صلحت الممالك وأمِنَ أهلها على أقواتهم وارزاقهم ، واطمئنوا على أموالهم وعيالهم . حدثني من اثق بحديثه قائلا :-
كنت في المملكة الاردنية الهاشمية وصار من أمري مايلزمني حياله الذهاب إلى القضاء فقد كان لي حق لي عند أناس لايعطون النصف من أنفسهم وليس لي مالهم من الطول والحول والقوة .
فطرقت أبواب القضاء في الأردن وفي غير الأردن في ذات الوقت ، ولا أكتمكم قولا فان ذهابي الى هناك ماكان الا من باب عل وعسى ، فمما عرفته ولمسته وواجهته في دوائر القضاء في بعض البلدان ومنها البلاد التي ولدت فيها من طُول فترة الحسم وكثرة المتعاطين في بوس اللحى على أبواب القضاة أضعف ثقتي في المحاكم ووصل بي الى حافة اليأس منها حتى إني كدت احتسب مالي عند الله وارضى من الغنيمة بالاياب سالما معافى في بدني محتفظا بما تبقى لي علّه يوفر لي لقمة الكفاف .
أقدّم رجلا وأؤخّر أخرى ذهبت إلى المحكمة وشكوت أمري وأوضحت قضيتي حسب السياقات المعتمدة في التقاضي في هذا البلد الأمين.
لم يمضِ الكثير من الوقت حتى لمست الفرق ، وكلما تقدّمت خطوة تعززت قناعتي بأني لا أبدد وقتي ولا مالي وإن المسلك الذي مضيت فيه قد يعود علي بالنفع ولو في حده الادنى .
ورغم الامكانات التي حشدها خصمي وفصيل المحامين الذي استعان بهم الا أني كسبت القضية ابتداء بعد وقت غير طويل ..
ثم كسبتها استئنافا ..
وهي الآن تنتظر الحسم النهائي في أروقة محكمة التمييز وأظن أن ذلك ناجز – بأذن الله – عما قريب .
بينما لازالت مطالبي في البلدان الأخرى تراوح في مكانها بين ردّ وبدل في دواوين القضاء هناك .
(واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)
وماوجدته في القضاء الأردني كان مصداقا حقيقيا لهذه الآية الكريمة في كل مراحل التقاضي التي مرت القضية بها وعند اجراءات التنفيذ التي شهدتها .
المملكة الاردنية الهاشمية تعجبني كبلد أمين .
والشعب الأردني يعجبني لما يجده الضيف لديهم زائرا كان اومقيما .
والطبيعة والطقس والخدمات هناك هي مثار أعجابي .
ولكن كل هذا الحسن في كفّة وعدالة القضاء الأردني ونزاهته وشفافيته في كفة أخرى وله القدح المعلى في كل فضيلة .
ولأن الناس على دين ملوكهم ..
فلابد أن لسيد البلاد الهاشمي الفضل الفعال في ذلك .
ولابد أن لرئيس مجلس القضاء التأثير المباشر فيه ..
فلهم مني كل الاحترام والتبجيل ودعوة صادقة أتوجه بها للمولى العزيز القدير أن يحفظهم ذخرا للعدالة والساعين اليها ..
وتحياتي لحراس الفضيلة وحملة لواء العدل وامتناني لكل رجال القضاء الأردني ، وحفظهم الله وجزاهم على عملهم بكل مايليق بلطفه وكرمه
الرائد لا يكذب قومه ..بقلم كاتبها
آخر تحديث: