واشنطن – شبكة أخبار العراق: قالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية، إن سقوط الأنظمة في دول شمال أفريقيا بفعل “الربيع العربي” أدى إلى حالة من الارتباك، وغياب الأمن، وزيادة التطرف المسلح في منطقة الشمال الأفريقي، مشيرة إلى أن ذلك زاد من نطاق عمل المتطرفين ومستوى تسليحهم، إضافة إلى وصول قادة إلى السلطة ليست لهم خبرة في الحكم وإدارة الدولة. وذكرت كلينتون التي كانت تتحدث أمس في الكونغرس خلال جلسة استماع بشأن الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي (شرق ليبيا) يوم 11 سبتمبر (أيلول) 2012 الذي أدى إلى مقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز، وأربعة دبلوماسيين آخرين أن “حادث بنغازي لم يحدث من فراغ” وأشارت إلى أن الثورات العربية أربكت ديناميكيات السلطة، ومزقت قوات الأمن في أنحاء المنطقة”. واعتبرت كلينتون مالي ملاذا للإرهابيين “الذين يتطلعون إلى توسيع نطاق نفوذهم وشن هجمات أخرى من النوع الذي رأيناه في الجزائر الأسبوع الماضي”. وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية أن المخاوف من الإرهاب وعدم الاستقرار، تأتي على رأس الأولويات لدى فريق الأمن القومي الأميركي. وتحملت كلينتون مسؤولية الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له قنصلية بلادها في بنغازي وجددت التزامها بملاحقة المسؤولين عن الحادث وتقديمهم للعدالة كما أكدت على تنفيذ إجراءات لتحسين الأمن في كل المباني الدبلوماسية الأميركية خاصة في منطقة الشرق الأوسط. وكانت كلينتون قد واجهت سيلا من الأسئلة من أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، وأكدت أن الصورة حول الهجوم على القنصلية الأميركية لا تزال مرتبكة وأن هناك أسئلة حول الحادث، ودوافعه ما زالت مطروحة. وفي بداية شهادتها أشارت كلينتون إلى سلسلة من الهجمات التي تعرضت لها القنصليات والسفارات الأميركية بداية من احتجاز الرهائن في طهران عام 1979، مرورا بقصف ثكنات المارينز في بيروت 1983، إلى قنصلية جدة عام 2004، وقالت “للرد على الأزمة الحالية قمنا بإجراءات لمكافحة الإرهاب، ودعم الديمقراطيات الناشئة في شمال أفريقيا”. ونفت كلينتون قيام الإدارة الأميركية بأي عمليات لتضليل الرأي العام الأميركي، وقالت “ليس هناك شيء أبعد عن الحقيقة مثل هذا”، مشددة على أنه في الأيام التالية للهجوم لم تكن الإدارة “تملك صورة كاملة” عما حدث. وردت كلينتون على هجوم عنيف من السيناتور جون ماكين، الذي اتهم الإدارة الأميركية بتضليل الرأي العام، وقالت بعصبية “كانت هناك احتمالات كثيرة لأسباب الحادث، وسواء كان ذلك بسبب المظاهرات أو بسبب حادث إرهابي فلا فرق، لأن مبدأنا هو حماية الناس، وفي ذلك الوقت كنا نحاول الحصول على معلومات، ومن وجهة نظري، لم يكن مهما لماذا فعلوا ذلك، وإنما ملاحقتهم وتقديمهم للعدالة، ومن خلال القيام بذلك يمكن معرفة أسباب قيامهم بهذا الهجوم ودوافعهم”.
“الربيع العربي” جاء بقادة بدون خبرة
آخر تحديث: