السفير الوضيع
بقلم ميعاد رامز
أينما تذهب في مؤسسات العملية السياسية التي أقامها المحتلون الأمريكان والفرس في العراق تجد نفسك أمام نماذج من مسؤولين شعارهم (العراق وشعبه وموارده في خدمتنا)، همهم الأوحد كسب المال الحرام وإنفاقه على متعهم الحرام وعلى أحزابهم العميلة.ونموذجنا اليوم هو السفير خليل عبد الصاحب الموسوي سفير العراق المحتل في كوريا الجنوبية. هذا (الموسوي) عين سفيرا ضمن نظام المحاصصة، ولا شيء يربطه بالعراق، فهو بريطاني الجنسية فارسي الولاء , غادر العراق في بداية السبعينات مدعيا تعرضه للإضطهاد، وفي بريطانيا حصل على اللجوء ثم حصل على الجنسية البريطانية وأدى قسم الولاء لحكومة جلالة الملكة وتزوج من إيرانية، أولاده وبناته يتكلمون لغة أمّهم ولغة بلد اللجوء لكنهم لا يعرفون لغة القران ولا يريدون تعلمها.هذا السفير عمل في بريطانيا عتالا وبائعا في سوبرماركت وسائقا لشاحنة، ومنها قفز ليكون سفيرا. يدعي أنه رجل أعمال ناجح في بريطانيا ولديه مصانع هناك في مجال الألكترونيات لكنه يتحاشى ذكر اسماء مصانعه واختصاصها او مكان اقامتها في بريطانيا عندما يسأل عنها، كما يتفاخر بإنه يحمل شهادة البكالوريوس في علم الروبوتات، بينما لا تزال الشكوك تحوم حول صحة شهادته التي لم تجر معادلتها لحد الآن في وزارة التعليم العالي العراقية، وعمد عند وصوله العاصمة سيئول إلى التسجيل في إحدى الجامعات الكورية للحصول على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية تحسبا لإحتمال كشف تزوير شهادته السابقة.هذا السفير بدأ عمله في كوريا بمبدأ (اكبر نهب ممكن بأسرع وقت ممكن) ليعوض جوعه القديم وليعطي لمن عينوه شيئا من السحت الذي يكسبه، وبدأ يبتز الشركات الكورية التي لديها عقود مع العراق بعشرات المليارات من الدولارات ويطالبها بحصة من جميع العقود، وويل لشركة لا تعطيه حصته التي يحددها هو فعندها يضع مختلف العراقيل أمامها بضمن ذلك تأخير تصديق وثائقها وعرقلة اصدار سمة دخول منتسبيها الى العراق. ويبدو أن الشركات الكورية أعدت نفسها لمثل هذه الإبتزاز وقرأت تقارير منظمة الشفافية الدولية التي وضعت العراق على رأس البلدان الفاسدة، لذا فإنها وضعت نفقات كل أصناف الرشاوى التي تدفعها ضمن تكلفة عقودها.ولم يكتف السفير (غير السويّ) بهذه النسبة من العقود، وحاصلها يقدر بملايين الدولارات، بل إتفق مع شريك له في العراق، وهو صاحب شركات تجارية وامنية، بإن يزوده بتفاصيل تصديق وثائق بوليصة الشحن واعداد الكوريين الوافدين الى العراق وتاريخ وصولهم، ويطلب من الكوريين أن يتعاقدوا مع صاحبه على حمايتهم، ويأخذ هو نصف المبلغ المخصص، علما بإن اجور حماية الشخص الكوري الواحد لكل يوم داخل العراق يصل الى مبلغ ثلاثة الاف دولار.وليته إكتفى بإبتزاز الشركات الكورية، التي لا تخسر شيئا في النهاية فهي تقوم بتضخيم مبالغ عقودها والذي يدفع الثمن في النهاية هو شعب العراق، لكن وضاعته وصلت لحد قيامه بجرائم تزوير وإختلاس التخصيصات النثرية التي ترصدها وزارة الخارجية لأنشطة السفارة وتقديمه وصولات دعوات رسمية وهمية او شراء هدايا غالية الثمن وادعائه إهدائها للمسؤولين الكوريين أو للوفود الرسمية العراقية التي تزور كوريا الجنوبية، وببعض من أثمانها يشتري هدايا ثمينة للمسؤولين في وزارته لرشوتهم وإسكاتهم وتنفيذ ما يطلبه منهم. وحتى سيارات السفارة لم تسلم من شراهته فقد إستحوذ عليها وخصص الاولى له والثانية لزوجته وتقودها بنفسها والثالثة لإبنه يقودها بنفسه رغم أنه يقيم لوحده خارج بيت السفير، وهذا الإبن مدمن على ارتياد بارات الخمور في العاصمة سيئول، اما السيارة الرابعة فهي مخصصة لابنته الصغرى الطالبة في الابتدائية مع سائقها من السفارة والخامسة مخصصة لخدمات بيت السفير والتسوقولم يخصص للسفارة سوى سيارة واحدة للقيام بالاعمال الرسمية.أما تعامله مع الموظفين في السفارة فإنه على طريقة رجال العصابات مع غدر العجم. قبل عامين تهجّم على الشخص الثاني في السفارة المستشار مصطفى توفيق وإعتدى عليه بسيل من اللكمات وأسقطه أرضا وتفاخر أمام موظفي السفارة بإنه ملاكم سابق وحذّر من يقف أمامه أن يسقطه بالقاضية في الجولة الأولى ثم ينقله الى المركز كما فعل مع المستشار مصطفى. ونفس الشيء حصل مؤخرا مع موظف آخر، فقد ترصد له وعند أول خطأ إرتكبه سدد له الضربة القاضية وأرسل الى المركز طالبا نقله وتم له ما أراد.دناءة وخسّة هذا السفير لا حدود لها. ويذكر احد شهود العيان ان شركة هانوا الكورية قدّمت اكثر من سبعين جهاز كومبيوتر (آيباد) اضافة الى كاميرات من النوع المتطور هدية الى اعضاء المنتخب العراقي حينما وصل الى سيئول لغرض اجراء تدريباته في المعسكر الرياضي تمهيدا لاجراء مباراته مع الفريق الياباني، فقام السفير بتسليم البعض منها للرياضيين والإستيلاء على اكثر من نصف اجهزة الايباد الاخرى لنفسه ولأفراد عائلته، وباع الباقي في الاسواق المحلية.أما عن مهماته الدبلوماسية وسعيه لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وإهتمامه بشؤون الجالية العراقية وغيرها من مهمات السفير، فهي غير موجودة في قاموسه، فكل نشاط لا مكسب مادي شخصي وراءه هو مضيعة للوقت برأيه. وحتى الوفود الرسمية التي تزور كوريا يعاملها بإحتقار ويتعالى عليها، والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصى، وآخرها طرده وفدا رسميا برئاسة همام حمودي وآخر برئاسة سامي الاعرجي رئيس هيئة الاستثمار جاء لزيارته في بيته وكان من بين المطرودين مدراء عامون ونائب محافظ بابل ورئيس جامعة النهرين وأطباء ومهندسون، وكان يصرخ بوجوه مدعويه بعد ان تلعب الخمرة برأسه إخرجوا لست محتاجا لكم ولا يمنّ أحد عليّ أن جعلني سفيرا، سوف اعود الى بريطانيا وأترك ما مننتم به علي. وكان المسؤولون العراقيون الحاضرون يخففون من وقع الإهانة على المدعوين ويقولون لهم إعذروه فإنه سكران!!ومظهر آخر من مظاهر إنحطاط هذا السفير أنه ياتي للسفارة في الصباح ويطلب إعداد مائدة الويسكي وانواع المزات وشرائح لحم الخنزير، ويشرب ويفقد إتزانه أمام أنظار الموظفين والمستخدمات المحليات في السفارة اللاتي ينتقيهن بنفسه بدون حياء وقد سبق ان أتى بسيدة جميلة لخدمته (نادلة) دون علم او موافقة الوزارة بحجة انها متدربة ويصرف لها راتب والغريب الرقابة الحسابية في الوزارة لم تعترض, فالسفارة وقف له ولمن جاء به!!وقد يسأل سائل، كيف لا يرقب هؤلاء في أهل العراق وفي أموال العراق إلاّ ولا ذمة؟ والجواب : كيف يمكنهم ذلك وهم خونة وجواسيس وفاقدي الضمير؟ أنّى لهؤلاء رؤية العراق، ناهيك عن معرفة مصالحه، وهم أصلا لم يعرفوا لون السماء لفرط ما إنحنت رقابهم للمحتل ولفرط ما ديست وجوههم كما ديس التراب.النصر عليهم آت وقريب بعون الله