يخوض قادة الإطار صراعا سياسيا مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بعد مرور عام ونيف من إخفاء الصراع بتمرير طلبات قادة الإطار وحصولهم على مواقع النفوذ والمراكز المهمة في الدولة ومؤسسات الحكومة، التي أقصت الكفاءات المستقلة بسبب المحاصصة سيئة الصيت، أصبح الصراع واضحاً مع إقتراب الانتخابات البرلمانية، والدعوة لإستبدال قانون الإنتخابات “سانت ليغو ” بقانون الدوائر المتعددة، مايعني أن السوداني يحصل على مقعد واحد في حال رشح مع قائمة الإطار التنسيقي، أو إلزامه بعدم الترشح وإبقاء تياره خارج المنافسة، كما حصل في انتخابات مجالس المحافظات، مقابل إعادة تكليفه برئاسة الوزراء دورة ثانية .
أدرك الأستاذ السوداني إن الإنجاز الشاخص أمام الجمهور سبيله للحصول على مقاعد برلمانية بأعداد مريحة تؤهله للحصول على موقع رئاسة الوزراء، سيما وإن كوادر وعناصر تيار الفراتين بدؤا بالتحرك المنظم في الأوساط الشعبية والجماهيرية في العديد من أحياء ومحلات بغداد والمحافظات، ومع بروز ظاهرة المقبولية الشعبية للسوداني فأن الخطر بإنتزاع موقع رئاسة الوزراء لصالحه أصبح واقعا يهدد بعض زعامات الإطار ، ليس هذا وحسب، بل وينتزع منهم دور الزعامة الشيعية الحاكمة فالزعامة السياسية تقترن بالسلطة، كما درجت الحالة العراقية وسلطتها المركزية .
إن افتراض فوز تيار السوداني بمقاعد برلمانية مريحة تتيح له التحالف مع أطراف شيعية فاعلة مثل التيار الصدري، وعندها يحدث اكتساح للساحة الشيعية، كما تحظى بدعم الكتلتين السنية والكردية /البارزانية ، وعندها تصبح أحزاب الإطار تعيش خارج السلطة .
أطراف فاعلة في الإطار وصلت لقناعة قاطعة بإنهاء طموحات السوداني مثلما اطاحت بطموحات الكاظمي من قبل ووضعوه تحت شرط عدم الترشح، رغم وجود فارق كبير بين الشخصيتين، إذ اكتسب السوداني دعما شعبيا وتأييدا من فصائل الحشد الشعبي وعنده منجز في مشاريع الطرق والجسور ومعالجة الإختناقات، حيث وضع توقيت إنجازها توافقاً مع بدء المارثون الانتخابي الذي يسعى الإطار التنسيقي لقطع طريقه على السوداني .
الإطار التنسيقي اعتمد سياسة اختيار رئيسا لمجلس الوزراء بلا رصيد برلماني وإخضاعه لشروط عدم الترشح والامتثالُ لطلباتهم وتنفيذ رغباتهم، وفقاً لما وصفوه بالمدير العام التنفيذي، لكن السوداني الذي امتثل لأكثر طلباتهم وتوجيهاتهم استطاع أن يخترق حصارهم بكسب شرائح اجتماعية عديدة وقرارات تعيين لعشرات ومئات الآلاف من الوظائف، وتجنب الاصطدام مع أي طرف عراقي فاعل وقدم المنهج التوفيقي فيما يخص العلاقة مع إيران وأمريكا على حد سواء ويجتهد دائما ً في كسب الأصدقاء، مايجعل الأنظار تنصرف عن الأخطاء التي ترتكب في حكومته . حتى موعد الانتخابات المقبلة سوف تترشح عن العلاقة المعقدة بين السوداني والإطار العديد من غرائبية السياسة العراقية ومخالفتها لمشروع الديمقراطية المخلوطة بالإحتيال السياسي.