السيناريو العراقي يتکرر في لبنان

السيناريو العراقي يتکرر في لبنان
آخر تحديث:

بقلم: منى سالم الجبوري

منذ أن إستشرى نفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في بلدان المنطقة وصار الدور الايراني فيها هو الاقوى والاکثر فعالية وتأثيرا، فإن النظام الايراني قد حرص على الدوام بضمان بقاء نفوذه وتأثيره، بل وحتى قد قام بجعل هذه البلدان من خلال الدور والتأثير القوي له ضمن مايسمى ب”محور المقاومة والممانعة”، ولاريب من إن الانتخابات التشريعية الاخيرة في العراق والنتائج المهزوزة التي حققتها الاحزاب والميليشيات التابعة له فيها، والتي أجمع المراقبون والمحللون السياسيون بأنها کانت بمثابة ضربة موجعة للنظام الايراني ورسالة ذات معنى لطهران.
النظام الايراني الذي حاول کثيرا تدارك الاوضاع في العراق على أثر الانتخابات التشريعية والسعي من أجل وضع العراقيل بوجه تشکيل أية حکومة لايوجد من دور وتأثير لأذرعه فيها، لکنه ومع إنه قد تمکن من عرقلة تشکيل الحکومة إلا إنه لم يتمکن من تغيير واقع الحال بنأي الشعب العراقي بنفسه عن هذه الاذرع، بل إن هذه الحالة ليست مستمرة فقط بل وإنها تتطور بإتجاه في غير صالح طهران.
سيناريو الانتخابات التشريعية في العراق والذي کان بمثابة صدمة للنظام الايراني، يبدو إنه قد تکرر في بلد کان من حيث حجم دوره ونفوذه فيه بمثابة قلعة حصينة له، حيث أظهرت حصيلة للنتائج النهائية للإنتخابات التشريعية يوم الثلاثاء الماضي، أن حزب الله المدعوم من إيران بصورة إستثنائية وحلفاؤه فقدوا أغلبيتهم في البرلمان اللبناني في انتخابات عامة في ضربة كبيرة للجماعة المسلحة بشدة تعكس الغضب من النخبة الحاكمة في لبنان.
هذه النتائج هي بطبيعة الحال ضربة أکثر إيلاما من التي تلقاها في العراق، کما إنها جاءت لتضع عصا أمام الدور والنفوذ الايراني الذي تعاظم کثيرا بعد إنتخابات 2018، التي قربت لبنان کثيرا من الفلك الايراني، والذي يزعج النظام الايراني أکثر هو إن هذه النتائج التي خسر بموجبها حزب الله وحلفائه الأكثرية النيابية في البرلمان اللبناني وأن المرشحين المستقلين فازوا بـ 13 مقعدا على الأقل في البرلمان اللبناني، من شأنها أن تفتح الطريق أمام السعودية لإعادة تأكيد نفوذها في بلد لطالما كان ساحة تنافسها الإقليمي مع طهران.
تکرر السيناريو العراقي في لبنان بالتزامن مع أوضاع داخلية صعبة يواجهها النظام الايراني الى جانب إستمرار عزلته الدولية وحالة الجمود التي تلف محادثات فيينا وإحتمال إنهيارها، يساعد ويحفز أکثر شعوب البلدان التي تخضع لنفوذ النظام الايراني کي ترفع صوتها أکثر وحتى أن تتحرك بصورة أکثر قوة من السابق بسياق يٶکد على إن دور ونفوذ هذا النظام لم يعد مرحب به ويجب عليه أن يحترم السيادة الوطنية لهذه البلدان ولاينتهکها.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *