سراب آل جلال
وأخيرا تنفس العراقيون الصعداء ، وشعروا لأول مرة منذ عقد من الزمان ان ايام انتكاساتهم قد ولت وبدأ عهد جديد، بعدما جرى من رد عربي صارم بوجه العدوان، الايراني على أرض اليمن، قادته السعودية لتضرب جرذان الشر في عقر دارها لتعيد الى الاذهان معركة القادسية الاولى التي اعادت للعرب كرامتهم وشعورهم بالكبرياء..هذا الاسبوع كان العراقيون على موعد مع موقف عربي حازم ، يضع حدا للغطرسة الايرانية، ويمرغ أنوف من ارتضوا ان يكونوا مطية لبلد فارس لكي يعيدوا امبراطوريتها على ارض العرب حتى رد العرب هذه المرة بطريقتهم الخاصة لاعادة الشرعية لدولة اليمن ارض العروبة ومعقل الاسلام الحقيقي وليس الاسلام الايراني المغطى بالاحلام الامبراطورية التوسعية الجهنمية..
هذا الاسبوع كانت مواقف الكثير من الساسة العراقيين ازاء ما يجري في اليمن من احداث دراماتيكية موضع تشكك مريب ومواقف لاتنتمي الى عراقية يدعيها البعض من الساسة واذا بهم أما يعلنون تأييدهم السافر لايران وتدخلاتها على ارض اليمن أو يصمت البعض على استحياء وكأن لاموقف له في ظرف عربي عصيب كهذا يتطلب موقفا يرتقي الى مستوى الحدث الذي أعاد للعرب اعتبارهم ، بعد سنوات من الخذلان والخنوع، وبقيت مواقف الكثير من ساسة العراق تترقب مواقف هنا او هناك لكي يكون بمقدورهم ان يعلنوا عن مواقفهم المتذبذبة التي لاتعكس الا حالة خورهم وضعفهم ومدى ما وصلت اليه اوضاعهم من احوال لاتسر، ولا تليق برجال نصحتهم إيران بأن يتخلوا عن العقال العربي والدشداشة العربية، ليرضخوا لابناء فارس وما تمليه عليهم من أجندة ومن مؤامرات ينفذها البعض عن طواعية خدمة لايران دون ان يرتجف لهذا البعض بقايا ضمير او رادع خلقي ، كان الكثيرون، قد سلموا الراية لطهران وفرشوا لها الارض زهورا ترحيبا بفرض ارادتها على القرار العراقي ولم يتبق لاهل الدار من مقام او مكانة!!
ربما كان اسامة النجيفي الذي يرأس ائتلاف متحدون، هو أول سياسي عراقي يضع العراقيين على عتبة الطريق الموصل الى مبتغاهم في أن يروا قائدا عربيا وقد شمر عن ساعديه ليعلنها ( صحوة عربية ) انبزغ فجرها من جديد بعد الموقف المسؤول وعبر بيان ائتلاف متحدون عبر فيه النجيفي عن موقف مسؤول وضع اليد على الجرح وتنفس من خلاله العراقيون الصعداء بأن من كان يريد الخير للعراق ويعتلي بهم عروش المجد هو حاضر بينهم، وان الواجب العربي يقتضي ان يكون للعراقيين موقفا يتناسب وحجم التدخل الايراني السافر ليس في الشأن العراقي فحسب بل وفي الشأن العربي في أغلب دوله واستباحته لكرامة اليعربية وسعيه لتمريغ انوف العراقيين ، في وحل الهجمة الفارسية الموغلة في الاجرام، لكن العراقيين اباة الضيم لن يركعوا لرغبات ايران في استهداف دولنا وسيادتنا وانهاء دورنا العربي، وها هم قادة الدول العربية في قمة القاهرة العربية يعلنون دعمهم لليمن وللعراق في مواجهة كل اشكال الارهاب سواء جاء من داعش او من ايران، وعدوا كل عدوان على العرب عدوان على كياناتهم وشعوبهم جميعا، وهو ما يعد توافقا مع البيان الذي اعلنه ائتلاف متحدون في ان يرى العرب اتفاقية جديدة للتعاون المشترك، تضع عليها الامال في ان تنتشل العرب من وضعهم المتهريء لتنتقل بهم الى حيث رايات المجد والكرامة وتلقين الاشرار واعداء الامة الدروس المرة.