شبكة أخبار العراق : رد القيادي في حزب الدعوة العراقي، النائب حيدر العبادي، على مقالي المعنون «لا بد من حماية المسيحيين» بهجوم عنيف حرّف فيه ما قلت، وقوّلني ما لم أقل، وذهب إلى حد القول بأن الصحيفة «معروفة بتوجهاتها الأصولية التكفيرية». العبادي يقول إنني برأت «القاعدة» من جرائمها بحق المسيحيين في العراق، واتهمت الائتلاف الشيعي، مبررا عدم تمرير المادة 50 الخاصة بالأقليات بالخلاف وليس الائتلاف الشيعي، وهو ما يذكرني بالمثل الشعبي «طحت أو طيحك الجمل؟ قال قدني وصلت الأرض». فحديث النائب عن تبرئتي لـ«القاعدة» واتهامي للائتلاف الشيعي حول ما يتعرض له مسيحيو العراق كلام لم أقله. ما قلته نصا هو «بينما القاعدة تمارس التنكيل بالمسيحيين، كان لافتا أن نواب الائتلاف الشيعي سبق لهم رفض مشر وع كان فيه حماية للأقلية المسيحية». وكان المقال تعليقا على تصريح رئيس أساقفة الكلدان بكركوك، الأسقف لويس ساكا الذي قال «ما نتعرض له من اضطهاد وملاحقة وبطش أهدافه سياسية.. من يستهدفنا يبحث عن مكاسب، والهدف هو إما دفع المسيحيين إلى الهجرة أو إجبارنا على التحالف مع جهات لا نريد مشاريعها»، مضيفا أن التصفية تتم وفق «خطط إقليمية وداخلية…». وكنت أتساءل هل يعقل أن «القاعدة» تريد التحالف مع المسيحيين؟ فـ«القاعدة» أغبى من فهم اللعبة السياسية، والأسقف تحدث عن مخطط إقليمي وداخلي، والعبادي يعرف لمن اليد الطولى في لعبة الظلام بالعراق. لكن هل ينكر العبادي أن الائتلاف الشيعي رفض تمرير المادة 50، أوليس القرار قد اتخذ بالإجماع في البرلمان؟ وما رده على قول النائب عن قائمة التحالف الكردستاني محسن السعدون إن «الائتلاف عرقل التصويت على المادة 50 من قانون الانتخابات بسبب مطالبته بأن تتضمن المادة إعطاء مقعد واحد للشبك في مجلس محافظة نينوى»؟ وعندما يقول العبادي «حتى الأمم المتحدة محتارة في تنفيذ المادة 50 ولم تصل إلى صياغة نهائية بشأنها، ما أدى إلى إفشالها» فهذا عكس ما قاله المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا ببغداد. حيث قال ميستورا إنه «دهش وأحبط» من حذف المادة 50 وطالب بسرعة إعادتها. أما حديث النائب العراقي عن الديمقراطية، وتوجه الصحيفة الذي وصفه بأنه «أصولي تكفيري»، فهذا أمر يحتم رواية قصة آن أوانها. ففي 14 فبراير (شباط) 2007 زارني حيدر العبادي في مكتبي بلندن ودار حديث بيننا قلت فيه إنه من الصعب رؤية العراق كدولة ذات نظام إسلامي (على غرار إيران). احتج النائب ودافع عن إسلامية الحكم بالعراق، وكان سؤالي بأي رؤية دينية ستحكم السنة والشيعة، والديانات الأخرى؟ أصر العبادي على أن العراق يجب أن يكون دولة إسلامية الحكم، فكان تعليقي «كيف يقول هذا الكلام حليف لأميركا، فهل أسقطت واشنطن صدام لتأتي بحكومة إسلامية»؟ أجابني العبادي، وسط ذهول من حضروا اللقاء «بعد 11 سبتمبر كانت أميركا ثورا هائجا ركبناه لإسقاط صدام». وطالما أن العبادي رجل متدين، والدين النصيحة، فلا بد أن أذكره بأن كل من يركب ظهر الثور الهائج سيأتي يوم ويسقط.
العراقي الذي ركب الثور طارق الحميد بقلم/ طارق الحميد
آخر تحديث: