شاكر الجبوري
يبحث السياسيون العراقيون في أنصاف الحلول لذلك يزداد الوهن و تتنوع المشاكل و تتعقد الحلول، رغم أن الحل قاب قوسين أو أدنى ، لكنه بحاجة الى جرأة في القول و الفعل، فطالما لم يتم فصل الدين عن السياسة ستبقى الدولة المدنية بعيدة المنال، ما يضع الجميع خارج سلطة القانون وبما يؤسس لدول داخل الدولة العراقية، الأمر المتحقق منذ سنوات بحيث تحول الى أمر واقع و النتائج لا يؤشرها فقط تعدد صناع القرار الأمني و تنامي فوضى السلاح وعمليات الخطف و الأبتزاز و التطهير بمزاج طائفي ولا من مدكر.
يتسائل البعض لماذا كل ما جرى و يجري في بلد لم يتعود لحن القول لا في الطائفية و لا بالولاء الوطني، ولماذا أصبح المشروع العراقي يثير حساسية لدى البعض، و الى أين تسير الأمور في دولة الزعامات الكثيرة!!
و يبقى الجواب مؤجلا لأن كل شخص يؤشر الخلل توجشه صوبه سهام المزايدات و الأفتراءات الجاهزة، رغم أن هذا البعض تستهويه الفكرة عندما لا يكون في مواجهة المنصب، أن حشر الدين بالسياسة مثلما يجري حاليا سيعكر مزاج العراق الى الأبد، رغم القناعة بأن المرجعيات الدينية يمكن أن تقدم الأكثر من باب النصح و الأرشاد و تأشير مكامن الخلل العام دون مجاملة حزبية أو طائفية للسياسيين، الذين ايضا تحولوا الى مرجعيات في الشحن الطائفي من خلال خصخصة الزيارات و كأن الكاظم و أبي حنيفة ليسا من محبي بيت رسول الله!!
هل هناك عاقل سياسي يعرف ان المناطق السنية أصبحت محرقة لتطرف داعش و المليشيات !! مواطنون يستنجدون من الظلم بالقول اننا ضحايا غياب هيبة القانون و يناشدون العبادي التدخل قبل فوات الآوان، و يطالبون أيضا بمنح الجيش و الشرطة النظاميين مسؤولية حماية مناطقهم بدلا من رايات لا يوجد بينها علم العراق الذي يبعث الطمأنينة عكس غيره، فتحرير المناطق شيء و تحويلها الى خندق طائفي أمر مختلف.
ونحن هنا لا نشكك بوطنية العراقيين، لكننا نخشى من تغلغل المندسين و أصحاب الولاءات الأجنبية، فليس من ثقافة العراقي قتل أخيه أو التمثيل بجثته أو شتم الصحابة، هي ثقافة مستوردة هدفها التخريب و الدمار النفسي و اشعال فتنة مفتوحة ، ما يستدعي التوقف عندها لدحرها لا البناء عليها، فهي أشد ازعاجا و مللا من ” مسلسل داعش”.
أيها العقلاء لا يجوز تحويل الحرب على داعش الى مخطط للتطهير الطائفي فالنسيج العراقي بخطر لأن المواطنين يقتلون بدم بارد بأسم داعش و الجميع في سبات عميق، ونحن هنا لا ندافع عن أي شخص تورط في ايذاء العراق و أخوة آهله، لكننا نحذر من تحويل القضية الى تصفية حسابات متعددة الأشكال تلتقي عند الفتنة الطائفية بتوجيهات خارجية، نحن شيعة و سنة كنا و سنبقى آهل الدار و الأكثر خوفا عليها، بالمقابل هناك ” النافخ في القير” بتدمير عراقيتنا و يجد في الحرب على داعش فرصة لتنفيذ مخطط الأنتقام من التاريخ!!
جرائم داعش تعبر عن نفسها و العراقيون يميزون بين الخبيث و الطيب، بالمقابل ما هو الدليل الشرعي و القانوني الذي يؤكد بان كل الذين يقتلون هم من أنصار داعش؟ و ما هو الجهد الأستخباري العراقي في هذا الخصوص، هذا الجهد الذي لم يقرأ بما يستحق تحديات ما قبل 10 حزيران..
ألا يخشى صناع قرار” نصف الردن” من التورط بجريمة التطهير الطائفي بسبب غياب المعلومات الحقيقية؟ ثم ماذا لو كان مشروع داعش هو قتل آهل السنة بوصفة أجنبية !! اذا كان هناك من رأي أخر ننتظر سماعه رغم القناعة بان صدى الحقيقة لن يتردد في الوقت الحاضر، لأن السياسيين لم يعيشوا و لم يفكروا مثل غالبية المواطنين، وتلك مصيبة الانفصال عن الواقع!!