قد تصدر الأمم المتحدة و المنظمات الأنسانية بياناً خاصّاً بشأن نكبة العراق نتيجة ألأميّة الفكرية و الفساد المالي و الأداري العظيم الذي شارك فيه 300 حزب تنضح بآلجهل كلّ بحسب حصّته و موقعه من المسؤولية خلال فترة 15عاماً بعد السقوط, حيث يعيش البلد المغضوب عليه من الحاكمين؛ أصعب زمن مرّ به منذ سقوط الطاغية عام2003م على كلّ صعيد و شأن, آخرها فقدانهُ لحكومة وطنية بعيدة عن المحاصصة و تأخر إجراء نتائج الانتخابات لما يقرب من نصف سنة بسبب التلاعب فيها ثمّ التأكد من نتائجها بجانب رفض 80% من الشعب المشاركة في إنتخاب الأحزاب التي شاركت في المحاصصة على مدى 15 سنة فحولت العراق إلى خربة و دمار وفساد وإرهاب و جوع و عطش وفقر شامل على كل صعيد ليصبح البلد كله منكوباً وليست البصرة أو السماوة وغيرها فقط بحسب تقرير المفوضية العليا لحقوق الأنسان.
حيث طالب المكتب المركزي للمنظمة بوجوب تدخّل الأمم المتحدة و منظمات حقوق الأنسان العالمية و الهيئآت الدولية لإعلان حالة الطوارئ في العراق لتفاقم الأوضاع ألبيئية و الحيوانيّة و النباتية والجوية والأرضية و الأنسانية المأساوية على كل صعيد بدءاً بتلوث البيئة و المياه و شحتها خصوصا ماء الشرب بجانب نقص الخدمات ومستوى التعليم وقلة الأدوية و العلاجات الأولية في المستشفيات بجانب شحة المواد الغذائية الأساسية التي تؤمّن الفيتامينات اللازمة للأجسام لإدامة الحياة!
ودعى المكتب في بيان صحفي بوم (23 اب 2018) رئيس الوزراء حيدر العبادي لأعلان محافظة البصرة و مدن أخرى و ضواحيها .. مدن منكوبة للأوضاع الخطيرة والدقيقة التي تمرّ بها هذه الأيام من ارتفاع اللسان الملحي وزيادة التلوث ألبيئي و المياة المستخدمة للشرب نتيجة التلوث الحاصل في مياه شط العرب الذي أدّى إلى إصابات آلاف المواطنين طالبين منه و من الوزراء المعنيين بآلحضور الفوري لتحمل المسؤولية للوقوف علي هذه الكارثة الأنسانية والاطمئنان على الذين يعدّون الثروة الأعظم من النفط والذين يفتك بهم التلوث وفقدان الخدمات الأولية و الحقوق الطبيعية, حيث سجّلت مستشفيات المحافظة أكثر من 4000 حالة تسمّم فارق بعضهم الحياة.
وختم البيان بآلقول: ان “ما يدعو للأسف الشديد هو عدم تسجيل أيّ فعل حكومي يوازي حجم تلك الكارثة، والأمرُّ من ذلك؛ هو نقص الأدوية و الأغذية و العناية الطبية و الصحية و التعليمية و الخدمية, لذا تعدّ البصرة و مدنها مدن منكوبة بكل المقاييس الأنسانية العالمية”.
والحقيقة المنسية التي يجهلها الناس بعد الحكام الذين يتسابقون على بيع العراق .. لقلة المعرفة وفقدان الأخلاص والدِّين ولعدم دركهم لما ستؤول إليه هذه الأحداث الخطيرة بنتائجها المستقبلية؛ هي أن كل العراق بإستثناء كردستان تقريباً تعتبر دولة منكوبة, خصوصا لو تمّ قياس حجم الكارثة والمآسي مع المواصفات و القياسات و معايير الجودة العالمية بحسب مقرّرات هيئة الأمم المتحدة لمستوى الحياة الطبيعية الذي حدّدته الأمم المتحدة؛ فأنّ العراق يُعتبر منكوباً بكل تلك المقايس بحيث تتقدم عليه حتى دولة أفغانستان و باكستان و الدول الأفريقية, و الذين سبّبوا هذه المحنة هي 300 حزب جاهليّ إختلط فيها الحق مع الباطل فإبتُلي الجميع بآلجهل و الولع بآلفساد وسوء الأدارة لتصبح السرقة جهاداً والنفاق والعمالة وعياً كلٌّ بحسب مقدرته؛ ليسرقوا أكثر من ترليون دولار كانت حصة ألأسد منها لخمسمائة منهم تسنّموا الرئاسات و الوزارات و المؤسسات التي تسلطوا عليها منذ سقوط نظام صدام و كأنهم إمتداد له بغطاء الديمقراطية والأسلام لذلك صار العراقيون يفضلونه على النظام الحالي ليبقى العراق ينزف و يعاني الفوضى و الضيم و الإرهاب و المؤآمرات لعدم تطبيق العدالة و الأنصاف والمساواة في الحقوق والرواتب و الأمكانات ليتنعم الحاكمين بآلأموال والمخصصات والحمايات والرواتب و الصفقات والمصفّحات التي أثقلت كاهل العراق نتيجة الحوالات العامة والخاصة الوهمية التي لا يعلم بها الشعب سوى مدير البنك المركزي والحكومة والحيتان الكبار و من تعاون معها على النهب و الفساد وإنا لله و إنا إليه راجعون.