العراق يحتاج برنامج ازالة الغام من العقول

العراق يحتاج برنامج ازالة الغام من العقول
آخر تحديث:

بقلم:صلاح حزام

عندما نستعرض تاريخ العراق على مدى قرون طويلة ، نجد أنه رحلة من ألعذاب الطويل .سلسلة من عمليات الغزو والاحتلال والمعارك الطاحنة( الاسكندر الاكبر مات في بابل بعد ان احتلها).تلك الرِحلة تولّدت عنها ثقافة غريبة ونزعات عنيفة ومعتقدات غريبة.حكمت العراق نُظُم متوحشة تلاعبت بكل الثوابت وغيّرت القناعات وشككت بالمقدسات والثوابت.

تحدّت كل الحدود وقلبت الموازين والمقاييس..تلاعبوا بمعنى الكلمات وصارت الهزيمة المنكرة ، نصراً كبيراً.صار التخلف وتردي الحياة بكل جوانبها، تنمية وتقدم..

صار القمع والاضطهاد ، حرية واسعة!ذلك كله وغيره كثير ،ساهم في خلق اجيال لاتدري اين تتوجه !! ولاتفقه معاني المصطلحات!!العبث بالتعليم بكل مستوياته وخلق مرجعيات خاطئة للعلوم ..

حروب مستمرة وضحايا بمئات الآلاف ومثلهم من الجرحى والمعوّقين والاسرى …حصار طويل جاع فيه الناس وتعرضوا للاذلال داخلياً وخارجياً.عندما يسافر العراقي ويجري التعامل معه كمشبوه ومنبوذ ( عكس مايقوله المتعصبون والمنافقون من أن العراقي كان مُهاباً).

بعد الاحتلال الامريكي بدأ برنامج مدعوم أممياً لازالة الالغام من الاراضي العراقية ، لكني ارى ان العراق يحتاج برنامجاً مدعوماً أممياً لازالة الالغام من العقول.

عقول معظم الناس، ونتيجة الاحداث التي اوجزتُها في المقدمة، اصبحت مليئة بالغام خطيرة على شكل قناعات وتحليلات وتفسيرات واتجاهات في الدين والاجتماع والسياسة وغيرها ، ما انزل الله بها من سلطان ..اصبحت لدى معظم الناس قناعات لايرتجى منها خير ابداً..

تذكرت مقولة لأديب شمال افريقي راحل هو مالك بن نبي ، يحذر فيها من “انسان النصف”.انه الانسان الذي يطالب بحقوقه ولايقوم بواجباته.انه الانسان الذي يذهب الى عمله لا لكي يؤدي اعماله ، بل لينتظر موعد استلام راتبه.

انه الطالب الذي يريد النجاح باي شكل دون دراسة، حتى يحصل على شهادة ومن ثمة وظيفة بلا واجبات ( وصف هذه الحالة صديق مصري خبير ، قائلاً:

بعض الناس عايزين وظيفة مافيهاش شغل).

انه الذي يرمي القمامة في الطريق وينتظر غيره لكي يرفعها..

انه الذي يخالف القانون والنظام ويشتكي من انتهاك القانون ..

انه الذي يتجاوز على الطريق العام ولايكترث بمشاعر الآخرين..

ختاماً اورد مثالاً على عمليات الانتهاك للقواعد وللمنطق والتي اورثت هذه العقليات المشتتة التي ليس لها مرجعية عقلية وقانونية ومنطقية.

من نماذج العبث بالثوابت المنطقية الذي كان يمارس قبل العام ٢٠٠٣، وهو جعل درجة النجاح للبعض تصل الى ١٥٠٪؜ !!!

والحد الاعلى المتفق عليه عالمياً هو ١٠٠٪؜. ..لانه الكمال المطلق..ماذا يعني ذلك ؟هل نحن امام عباقرة خارقون ؟اصبحت درجة ١٠٠٪؜ لاتخوّل حاملها القبول في كلية محترمة.كانوا يمنحون درجات للبعض كمكرمات !!تمت ازاحة الشخص الجاد علمياً والمقتدر والموهوب ،ووضع محله آخر يحمل مواصفات النظام.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *