بغداد/شبكة أخبار العراق- قررت الحكومة العراقية وقف عمليات نقل النفط الخام من حقل كركوك النفطي إلى إيران الشهر المقبل استجابة للعقوبات الامريكية التي فرضت على طهران.وبدأ العراق العام الماضي شحن النفط من كركوك إلى إيران لاستخدامه في مصافيها، ووافقت إيران على تسليم كمية مماثلة من النفط إلى موانئ جنوب العراق.ونقلت وكالة رويترز عن مصادر عراقية أن العراق يصدر حاليا ما يقل عن 30 ألف برميل يوميا إلى إيران بواسطة الشاحنات.وقال احد المصادر إن ايقاف تصدير النفط عبر الشاحنات الى ايران سيتوقف الشهر المقبل “تماشيا مع العقوبات الأمريكية ضد إيران”.وأضاف أن “شركة تسويق النفط العراقية سومو تخطط لبيع 30 ألف برميل يوميا من النفط الثقيل من حقل صغير قرب الموصل بداية الشهر القادم كخطوة بديلة”.ومن شأن العقوبات الامريكية على إيران أن تجعل وضع الحكومة العراقية برئاسة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في موقف صعب نظراً لتشابك اقتصاد البلدين.وقال عبد المهدي في مؤتمر صحفي عقده الخميس الماضي: إن العراق سيعطي الأولوية لمصالحه الخاصة واستقلاله فيما يخص مساعدة الولايات المتحدة في تطبيق العقوبات.وقال مصدر آخر إن “الولايات المتحدة تفرض ضغوطا على العراق ليعلق شحنات النفط إلى إيران ويستأنف تدفقات النفط الكردي إلى تركيا”.وتابع “إذا حصلت تركيا على المزيد من النفط من العراق، سيكون من الصعب على أنقرة أن تجادل بأنها تحتاج إلى إعفاء أمريكي لمواصلة شراء النفط الإيراني”.وكانت حكومة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي قد توصلت في منتصف تشرين الأول أكتوبر لاتفاق مع حكومة إقليم كردستان لاستئناف تصدير الخام إلى ميناء جيهان التركي عبر إقليم كردستان.
وأضافت أن الاتفاق يخضع لموافقة نهائية من عبد المهدي ووزير النفط ثامر الغضبان.وقال مصدر “السلطات الكردية في الإقليم وحكومة العبادي توصلا إلى اتفاق لاستئناف صادرات نفط كركوك وتم الاتفاق على أن يكون القرار النهائي بيد الحكومة الجديدة ووزير النفط فيها لتوقيع اتفاق نهائي”.وأكد مسؤولان بشركة نفط الشمال لرويترز أن الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان توصلتا إلى اتفاق لكن توقيع عبد المهدي ضروري قبل أن يصبح الاتفاق نهائيا.في غضون ذلك، أعلنت سومو عن عطاء يوم الخميس الماضي لبيع كميات محدودة من النفط الثقيل من حقل القيارة النفطي في شمال البلاد للتصدير بواسطة الشاحنات البرية.ودعت سومو الشركات لتقديم العروض بحلول الرابع من تشرين الثاني نوفمبر، وهو موعد سريان العقوبات الجديدة على إيران حيز النفاذ.
وقال وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري الشهر الماضي إن إدارة ترامب لا تدرس السحب من مخزونات الطوارئ النفطية الأمريكية لتعويض أثر العقوبات الوشيكة على إيران، وإنها بدلا من ذلك ستعول على كبار منتجي النفط لإبقاء السوق مستقرة.وأضاف أن حوالي 300 ألف برميل يوميا من النفط قد تصل إلى الأسواق إذا سمح العراق بتدفق الخام من إقليم كردستان شبيه المستقل.وفي أواخر العام الماضي، بدأ العراق تحويل الإنتاج من حقول نفط كركوك إلى مصاف محلية لتعزيز إنتاج الوقود والمساعدة في توفير كميات أكبر من النفط للتصدير من الموانئ الجنوبية.وتوقفت صادرات حقول كركوك النفطية بعد هجوم عسكري شنه العراق لاستعادة المناطق المتنازع عليها من سيطرة قوات البيشمركة بعد استفتاء الاستقلال الذي اجراه الاقليم العام الماضي.