أكثر امتعانا للنفس وتزكية العقل وغذاء الروح وراحة البال والمتعة في خوض معترك الحياة هو التعليم , فالتعليم يكشف لك حقائق مغيبة عن الفكر ويجعلك تميز بين الحق والصواب وكل شيء يذهب المال والجاه والصداقة ويبقى نتاج الفكر وما يقدمه الانسان من علم ينتفع به المجتمع ليتدارك الناس اهميته ويبقى صاحبه خالدا في اعين وعقول الناس ,كما يرزقه الله على ما انتجه من استفادة للعقل البشري ومايصيب الاخرين من متعة وتطور من جني ثماره حسنات بل يترحم عليه الاخرين, كل شيء فاني في هذه الدنيا الا العمل الصالح والعلم النافع وكلمة الحق التي حفظت بها دماء المجتمع من الهلاك والضياع ,مايخطر في ذهني ان التعليم مسؤولية شرعيه تحاط بكل منظمات والآسر في المجتمع ويتحملون فيها اعبأ تلك المسؤولية لانجاحها ودفعها بما يحصن المجتمع من الافات والامراض لتعم العدالة ويزدهر المجتمع , لهذا عمدت الدول الاستعمارية اثناء احتلالها للدول الضعيفة الغنية بالموارد الطبيعية الى احداث خلل وشل تفكير عقول وتفتيت المجتمع وغياب العامل الثقافي من خلال اهمال التعليم والثقافة وجعلها من نصيب المجتمع دون دعمها خوفا من بروز مثقفين ومتعلمين يعلوا صوتهم بكشف نوايا الاستعمار لهذا بقت الشعوب المستعمرة تسودها الفوضا والمشاحنات , مايهمني في هذا المقال أنا واحد من الذين عمل بهذا الحقل لاكثر من ثلاث عقود ونصف احمل على عنقي هذه المسؤولية بأمانة كوني احبها طوعيا لانها تقربك من الله زلفى ,مايجري اليوم ومن خلال متابعتي واتصالي المستمر ببعض كوادر التعليم المخلصين في عملهم انهم يشكون كثرة العطل الرسمية وهي تلقي بضلالها السلبي والضار على الجانب العلمي للطلبة بحيث لايستطيع المدرس من اكمال المنهج المقرر له في الفترة المحددة فيضطر الى الاسراع في تقديم المعلومات والشروحات بفترة زمنية قصيرة ومكثفة تعويضا لأ يام العطل مما يؤثر على فهم واستيعاب الطلبة وعزوفه في تقبل المعلومة وتسلسلها الفكري ومواكبته للتدرج العلمي في التحضير والمذاكرة كون الضغط متواصل في تقديم المنهج على عقول الطلبة , شهدنا في الايام الماضية الكثير من العطل سوأ ً كانت لظروف يمر بها البلد من انتخابات او تقلبات جوية خاصة في فصل الشتاء واصبح عند عامة الناس وخصوصا طلاب المدارس ان كل حالة مطرية يعطل فيها الدوام في الوقت الذي لا يستوجب ذلك لانها لم تكن حالة مطرية شديدة تنهار فيها طرق المواصلات و تصاب الحياة في شلل تام مجرد ان نشهد زخات مطر خفيفة يتناقل عامة الناس عطلة رسمية وتشجع وزارة التربية على ذلك ولم تشهد البلاد خلال هذا العام حالة مطرية او عواصف تستوجب تعطيل المدارس اضافة الى العطل والمناسبات الدينية لايام معدودة , ولايختلف الامر حينما تصادف مناسبة وطنية يتغيب الطلبة بعدها وقبلها, هذه العطل والتراخي في غياب الطلبة عن بوحة العلم يشتت افكار الطلبة عن التسلسل العلمي , كون الدراسة تحتاج الى مواكبة ومتابعة مستمرة دون انقطاع لتكتمل الصورة العلمية لدى الطلبة ,مع العلم ان دوام المدارس خمسة ايام في الاسبوع وتخللها العطل المستمرة لايجدي نفعا في مواكبة التطور العلمي والارتقاء بالمستوى التعليمي , وبعض المدارس مكتضة باعداد الطلبة وهنالك دوام مزدوج لايتيح للمدرس أن يقدم نموذجا في الشرح وايصال المعلومة للطلبة خصوصا في الدروس الاخيرة , كما ان العطل لها جانب سيء ايضا في خلق فجوة كبيرة على عدم استمرارية الدوام بشكل منتظم كما تخلق حالة التراخي والترهل عند الكثير من الطلبة ثم بعد ذلك يلتجىء معظم الطلبة الى الدروس الخصوصية التي تشكل اعباء كبيرة على اولياء الطلبة من الناحية المادية ,ناهيك عن المقايضات والمساومات لانجاح الطلبة دون استحقاق علمي , قيل اذا اردت ان تبني مجتمع صالحا يتطور نحو العلى عليك بالتربية والتعليم واذا اردت ان تهدم مجتمع عليك بهدم التربية والتعليم , رسالة حب واعتزاز انقذوا التعليم كي لايتهالك ويتسرب الطلبة الى الشارع المكتض اليوم بمختلف الامور السيئة , وبقائة بالمدرسة أصلح وانفع للمجتمع حتى وان لم يحقق المستوى المطلوب.