آخر تحديث:
طبيب عراقي في دراسة حديثة له اجراها في جامعة بريتون في الولايات المتحدة الامريكية وشركة ابوت للادوية والمركز الامريكي الوطني الصحي يثبت ترابط بين مرض الصدفية وعلاج ارتفاع ضغط الدم بمضادات البيتا للادرينالين …
فقد صرح الدكتور ابرار القريشي عن دراسته هنالك ترابط بين مرض الصدفية (Psoriasis)وهو مرض مناعي يصيب الجلد وارتفاع ضغط الدم فكان معروفا ان مرض الصدفية هو احد عوامل الاختطار لمرض ارتفاع ضغط الدم وعجز القلب وحصيات الكلية والنقرس نتيجة لزيادة حامض اليورك اسد….
وداء الصدفية كما هو معروف مرض مزمن غير معدي يصيب الجلد والاظافر ويسبب التهابا تفاعلايا في المفاصل يظهر في الرجال والنساء وفي كل الاعمار لكن خصوصا في البالغين يعتقد ان للوراثة سبب في حدوثه مع عوامل خارجية هي الإكثار من شرب الكحول أو التوتر العصبي أو بعض الالتهابات أو تغير في الجو يؤدي إلى جفاف الجلد أوتناول ادوية مثل الليثيوم ومعطلات مستقبلات بيتا التي تستعمل لعلاج ارتفاع الضغط. ومن علاماته تظهر أماكن في الجلد محمرة مرتفعة عن بقية الجلد حدودها واضحة عن الجلد السليم حولها وسطحا أبيض اللون وتعلوها قشرة بيضاء فضية وتتقشر باستمرار وهي عبارة عن مناطق التهاب في الجلد وتكوين الجلد بسرعة أكبر من العادي ويشعر الانسان بالالم والحكة في هذه الأماكن.
وان السبب في ذلك هو ان الجلد ينمو بشكل سريع اي في بضعة ايام بدل 28 يوم كما هو المعتاد ويعتقد ان هناك التهاب تتدخل فيه الخلايا اللمفاوية في هذه المناطق.
تظهر البقع في الخلف من مفصل المرفق والركبة وجلدة الراس واسفل الظهر وراحة اليد ووباطن القدم والوجه أو اي مكان في الجسم.في المفاصل قد يشعر الإنسان بالالم والتورم وتسمى التهاب المفاصل التفاعلي الصدفي وهي تتطور في 15% من المصابين بالصداف. وقد تتاثر الاظافر وتتاكل بداء الصداف ويسمى الحثل الأظافر الصدافي وهي عبارة عن تلون الاظافر بلون بني فاتح وتظهر نقاط أو خطوط في الاظافر وتثخن.قد يصيب الصداف المنطقة التناسلية وداخل الفم.
ولكن الدراسة الحديثة التي اجراها الطبيب العراقي من خلال متابعة77 728 مريض مصابين بالضغط الشرياني(1996-2008) وجد زيادة اصابة او ظهور مرض الصدفية في سن مابعد الستين سنة وخصوصا عند النساء التن يتعاطين موانع البيتا المستعملة في علاج ضغط الشرياني لمدة اكثر من ستة سنوات (hazard ratio [HR] 1.27; 95% CI, 1.03–1.57).ولم يجد اي زيادة في المرضى الذين يتناولون مضادات مستقبلات الكالسيوم او الانجيوتنسين او المدررات او مضادات مستقبلات الانجيوتنسين ورغم ان مرض الصدفية هو مرض مناعي تتدخل فيه عوامل عدة مثل الوراثة وعوامل اخرى ولكن هذه الدراسة تفتح افاق جديدة في دراسة اسباب اخرى لنشؤ هذا المرض وايجاد طرق علاجية مناعية لشفائه, وكما هو معروف ان الصداف يؤثر على حياة الإنسان المصاب فالالم والحكة تؤثر على عمل الإنسان وحياته اليومية ونومه واذا ظهرت على اليدين أو الوجه او في فروة الراس فانها قد تمنع المصاب من القيام ببعض الاعمال أو الرياضة وقد تتاثر نفسيته ويصاب بالكابة، كذلك فان العلاج مكلف خاصة لانه مرض مزمن وقد ينعزل المصاب عن الناس اذا اصاب الصداف الاصابع فمن الصعب على الإنسان ان يقوم باعمال بسيطة مثل فك أو شد ازرار قميصه أو الكتابة مما يقيد حركته ويؤثر على حياته وخصوصا اذا كان المصاب طفلا او فتاة شابة يمكن أن تتأثر الثقة بالنفس والسلوك.
فلذلك اكدت هذه الدراسة على خيارات الاطباء في اختيار علاج ضغط الدم المناسب لمن لهم القابلية الوراثية للاصابة بالصداف والابتعاد عن علاج مضادات مستقبلات البيتا كخيار اولي.
يسأل كثير من مرضى الصدفية عن الاسباب لحدوث هذا المرض. وللأسف لا يوجد سبب واحد محدد ولكن هناك مجموعة من الاسباب التي يعتقد انها تلعب دوراً في ذلك. يأتي في مقدمة هذه العوامل العامل الوراثي ومما زاد الأمر تعقيدا انه لا يوجد جين واحد فقط وانما يوجد اكثر من جين يلعب دورا ما في هذا المرض. وقد أوضحت الدراسات انه في حالة اصابة احد افراد الاسرة بالمرض فإن نسبة الاصابة به تزيد ولكن هذا بحد ذاته ليس سبباً كافياً فكثير من اقارب المرضى لا يعانون من أي مشكلة جلدية بالرغم من حملهم للجينات المسؤولة.اذا هناك عوامل اخرى قد تزيد من ذلك ومن هذه استعمال بعض الأدوية مثل ادوية القلب (مقفلات مستقبلات بيتا) ودواء الليثيوم ومضادات الملاريا وتنقيص جرعات الكورتيزون بشكل سريع.
وينصح مرضى الصدفية بتجنب التدخين وكذلك تجنب تناول الكحول لأن ذلك من العوامل التي تزيد من المشكلة وكذلك ينصح بانقاص الوزن وذلك لثلاثة اسباب اولها لوجود علاقة بين زيادة الوزن وزيادة حدة الصدفية وكذلك لزيادة فعالية الأدوية في التحكم في مرض الصدفية فكثير من العلاج تعمل بشكل افضل كلما قل الوزن. ولا ننسى ان الصدفية وخصوصا في الحالات المتقدمة والشديدة تعتبر عاملا مساعدا لارتفاع ضغط الدم والاصابة بداء السكري والذبحات الصدرية. وبسبب حدوث هذا المرض على الجلد بشكل ظاهر للعيان فقد تكون له تأثيرات نفسية قد تعيق البعض من الانخراط في الحياة الاجتماعية والمهنية.
ولا تؤثر الصدفية على الحمل بشكل عام ولكن بعض الأدوية قد تكون لها تأثير على الجنين لذلك يجب التخطيط للحمل مسبقا واطلاع الطبيب المعالج على أي خطط مستقبلية للحمل لتجنب أي مشاكل على الجنين بسبب الأدوية وخصوصا في حالة استخدام علاج الميثوتركسيت وهو من الادوية المسببة للتشوه الجنيني تمتد تاثيرها لخمسة سنوات من اخر جرعة اضافة الى مضاعفاته على وظائف الكبد والكلية ونخاع العظم . قد لوحظ ان بعض الحالات قد تتحسن بشكل ملحوظ اثناء الحمل والبعض الاخر قد تزداد سوءا والبعض الاخر لا تتأثر مطلقا لذلك العمل مع الطبيب المعالج وطبيب النساء والولادة امر ضروري. وتجدر الاشارة إلى ان بعض الحالات المصابة بالصدفية وخصوصا اثناء الحمل قد تتغير نوعية المرض من مرض صدفي جلدي إلى مرض الصدفية ذي البثور (ذو الرؤوس البيضاء) وهذا يستدعي علاجاً بشكل عاجل لتجنب المضاعفات على الأم والجنين ولكن ولله الحمد نسبة حدوث هذا قليلة. وكأي أي مرض مزمن قد يتأثر الجنين بحيث يكون وزنه اقل من الطبيعي ولكن عادة هذا يحدث إلا في الحالات المتقدمة والشديدة وليس في حالات الصدفية البسيطة وهو الغالب.
من خلال هذه المقدمة نلاحظ ان هنالك علاقة جدلية بين الصداف كعامل اختطار لمرض ارتفاع ضغط الدم وامراض القلب والنقرس وتكوين الحصى الملحية في الجهاز البولي وكما ان لعلاج ارتفاع ضغط الدم بمضادات مستقبلات البيتا (مقفلات مستقبلات بيتا) كعامل مسبب لظهور المرض وتطوره وهذا بحاجة لدراسة تاثير الادرنالين والجهد النفسي كمسبب ومحفز للعوارض المرضية.
الدكتور الاستشاري
رافد علاء الخزاعيمستشفى الجادرية الاهليبغداد- الكرادة خارج- عرصات الهندية
009647713333002-009647901944328
__._,_.___