غالب زنجيل
تحتفي شعوب الارض برؤسائها، الذين يحترمون شعبهم والذين ماجاؤا إلا لخدمته. وهم مستعدون على الاستقالة والتخلي عن المنصب الرفيع في حال قصروا بحق شعوبهم إلا عندنا فرئيس الجمهورية في بلاد (بين القهرين) يأتي حسب قوانين المحاصصة وليس بالانتخاب الشعبي او النيابي الحقيقي، وهو -اي رئيسنا- بلا شغل ولا مشغلة، يتسلم 80 مليون دينار كل شهر، وعنده مستشارين بالعشرات، وابنته واحدة منهم، تتسلم هى الاخرى راتبا شهريا يبلغ 12الف دولار. وبالطبع هذا هو راتب كل مستشار، لان الرئيس يعاملهم كأبنته ولايفرق. وللرئيس لواء من البيشمركة لحمايته. وللرئيس معصوم مخصصات ضيافة، واخرى للسفر، وثالثة للمنافع الاجتماعية، ورابعة للطعام، اى ان الرئيس يأكل ببلاش. وكذلك خصصت للرئيس العشرات من السيارات المصفحة ووقودها وتصليحها على الحكومة، اى ان الرئيس لايدفع من جيبه دينارا واحدا. وللرئيس ثلاثة نواب يتمتعون بامتيازاته كلها، الا ان راتب الواحد منهم اقل منه ب17مليون دينار. ومجموع رواتبهم(الرئيس ونوابه الثلاثة) تبلغ269 مليون دينار. ولكل واحد منهم ثلاثة مستشارين فقط، لانه الرئيس ، وهم نوابه، والعين لا تعلو على الحاجب، ولا يجوز ان تتساوى (القرعه وام الشعر). ومع كل هذا النعيم الذي يعيش هؤلاء الاربعة وسطه. وهذه المبالغ الرهيبة التي تصرف عليهم من دون وجع قلب، فان اصحاب (الفخامات) الاربعة بلا شغل ولامشغلة، ان حضروا لايعدوا، وان غابوا لا يفتقدوا. لكن الغريب من امرهم هو انهم يتصرفون وكأنهم رئيس ونواب رئيس، وليس مجرد اربعةعجائز، لا يهشوا ولا ينشوا، وقد اودعوا فى مقبرة للفيلة…ولله فى خلقه شؤون.