أطلعنا اليوم على خبر استقالة بابا الفتيكان بنديكتوس السادس عشر لأن عمره لن يسمح له بإدارة دولة مساحتها اقل من نصف كيلو متر وعدد سكانها 800 نسمة فقط وفيها مؤسسة كهنوتية صغيرة أستقر العمل بها منذ أكثر من 10 قرون وكل ما يقوم به الحبر الأعظم تشريفات روحانية تاركاً كل شؤون الإدارة إلى رئيس وزراء الذي يدير كل شيء ومع ذلك قرر بأن حالته الصحية تعيق تنفيذه لواجباته ,أننا نثير هذه المناسبة على قادة العملية السياسية والقيادات الحكومية والقضائية الذين عجزوا في إدارة الدولة العراقية ،الحقيقه إننا فقدنا الأمل بتغيرات في رئاسات الحكومة التنفيذية والقضائية بعدما تلاعبوا بالدستور ومعانيه ومستعدون الآن وغداً لاستعمال كل المحرمات الدستورية والقانونية والخلافية في سبيل البقاء طلما أحتموا بالجدران الكونكريتية وإذا خرجو إلى مرؤوسيهم “صبغوا شعورهم وخففو شواربهم ليظهروا بالمظهر الباقي إلى ابد الآبدين “،ولكن عتبنا على السيد رئيس الجمهورية المناضل جلال طلباني الذي فقد قدرته ولو بالاستناد على عصاه منذ سنة وما زال طريح الفراش في إحدى مستشفيات ألمانيا ومع تمنياتنا له بالشفاء العاجل فإننا لم نتأكد إذا ستسمح صحته بزيارة بغداد للمرة الأخيرة أم لا في ظروف بالغة التعقيد في العراق تقتضي منه أن يستعجل بالاعتراف انه عاجز بدنياً وصحياً عن تولي إدارة رئاسة دولة جل مؤسساتها ومواطنيها على كف الانهيار ،وبهذه المناسبة لا نسال الرئيس بأن يضيف إلى نضاله ما قام به كبار مناضلي العالم من السنغال شاعر أفريقا الكبير منغستو إلى رئيس جنوب أفريقيا المناضل نيلسون منديلا ولكن نسأله بالتخلي عن الرئاسة إلى من يستطيع تحمل المسؤولية باسم الرب الذي ينتمي إليه رئيسنا مع رئيس الفتيكان الذي هو إله موسى وعيسى ومحمد , كما نسأله باسم الإسلام الذي تخلق به نبينا الكريم وخلفائنا وأئمتنا وال بيتهم الأطهار الذين ضربوا مثلاً بالتواضع والتضحية وآثار الذات من أجل الناس , ولهذا ننتظر منه الاعتراف بأن عمره الكبير وقابليته البدنية والصحية هي اضعف من تولي مسؤوليه بلد محطم على شفى الانهيار ,قد يقول قائل لا يجوز ان تتخلى الدولة على رئيسها وهو في أمته الصحية , ولكن الحقيقية أن الدولة العراقية هي المصابة بمليون عله وعله منذ قبوله للتفسير الخاطئ للمحكمة الاتحادية في موضوع الكتلة الأكبر وما جرى بعدها من توافقات ومجاملات وترقيعات جددت له رئاسة تعكزت على عصا مرة تحمله ومرات تخذله في فراشه البيتي بين كردستان وألمانيا ,وإذا كان الرئيس لم يصبح بعد من أثرياء الشرق الأوسط وانه يستغل وجوده في الرئاسة لاستخدام منافعها بالتطبيب والعلاج فان الدولة والحكومة لن تتخلى عن مصاريف الرئيس وعائلته بل وستصنع له تمثالاً من ذهب لو قدم القدوة إلى العراقيين في انسحابه لنتمكن من إيجاد البديل الذي يحل محله في تنفيذ مسؤوليات الرئاسة ,أننا نلتمس الآن من الرئيس وكتلته أن تنظر بعين الرأفة والإنسانية إلى مصالح الشعب قبل عين الدستور والقوانين الذي استسهلوا التلاعب بمعانيهما بين القضاء والحكومة ,وان يباشروا بإيجاد البديل الذي يزخر به الشعب العراقي من كردستان وغير كردستان ليتقدم الرئيس السبق والمثل الأعلى والدرس البليغ لمن يريدها مؤبدة في الحكومة والقضاء ,كما أننا نسال ضمير كل القيادات السياسية الكردية والعربية والدينية والعلمانية أن تكون بمستوى الأمانة والصدق لتعلن صراحة عن القابلية البدنية والصحية لرئيس المستقبل القريب البعيد .