شبكة اخبار العراق…..
منذ أكثر من عشر سنوات لم تلح فى الافق اية بادرة لانهاء اكبر واعمق مأساة استوطنت بلاد الرافدين ،بل العكس يستقبل العراق والعراقيون ايامهم بالمزيد من القتلى والجرحى ، بعد أن بلغت الحصيلة الشهرية لعدد القتلى فيه منذ بداية العام الحالى ما بين 800الى الف قتيل شهريا بخلاف الجرحى وفقا للمتابعات اليومية والارقام الدولية، ومع هذهالتطورات الدموية خرج نورى المالكى رئيس الوزراء العراقى لاتهام المملكة العربية السعودية باعلان الحرب على العراق والوقوف وراء العمليات الارهابية ،بل ان المالكى وفى اطار سياسة التصعيد اللاواعى ضد الجميع هاجم زعيم التيار الصدرى مقتدى الصدر متهما اياه بعدم الفهم فى الامور السياسية بعد اعلان الاخير الانسحاب من العملية السياسية ومهاجمة المالكى ،وهو الامر الذى اثار موجة من الاحتجاجات بين انصار الصدر ووضع نهاية لاى تفكير مستقبلى فى وجود اى تحالف بينهما.*المالكى الذى يعرف اكثر من غيره الجهود السعودية فى مكافحة الارهاب والتى كاناخرها اعتبار تنظيمات داعش والاخوان وحزب الله وغيرها من الجماعات الارهابية وقبلها تجريم القتال من قبل الشباب السعودى فى الخارج تحت دعوى الجهاد ومعاقبة من يقوم بذلك بجرائم مشدده، يبدو ان هذه التحركات ليست كافية لاقناعه لانه يرى فى المملكة عدوا طبيعيا نظرا للكثير من العقد الطائفية والاساطير التاريخية التى حكمت وتحكم سياسياته تجاه الدول والافراد بعيدا عن المصالح العليا للبلد الذى يحترق وينحر يوميا بيد المالكى وساساته بتوجيه من طهران ورضا واشنطن وضمنالسياق الجديد المخطط للمنطقة ، لقد كان العراق ومازال البداية للكثير من الخطط والمخططات التى استهدفت كيان وروح العرب للقضاء على ما يسمى بالوطن العربى ثقافة وحضارة وتماسكا ، من خلال اعتماد النموذج الطائفى العرقى المذهبى فى بناء نماذج الدول الهشة فى المنطقة ، ان المالكى الذى قصفت قبل عدة اشهر ميليشيات يعرفها جيدا الاراضى السعودية وهددت وتهدد الكويت، بدلا من ان يعمل على القضاء على هذه النماذج غذاها وكرسها وجعلها من اذرعه للعمل السياسى العسكرى داخل العراق ،وهو الامر الذى اكدته وتؤكده الكثير من المصادر العراقية وغير العراقية ، بل ان الامر تجاوز ما كان يعلنه فى السابق لجذب العرب الشيعة بانه يدافع عنهم ويدافع عن اتباع آل بيت الى قتل هؤلاء الاتباع و الانصار فى الفرات الاوسط والجنوب العراقى وبغداد ايضا لحسابات اقليمية وسياسية ضيقة تكفل بقاءه فى كرسى السلطة لفترة رئاسية ثالثة فى الانتخابات البرلمانية المقررة نهاية ابريل القادم مستخدما فى ذلك جميع الاساليب وموظفا كافة اجهزة ومؤسسات الدولة بما فيها القضاء للانتقام من خصومه السياسيين ايا كان مذهبهم، وكان اخر ذلك ما قررته الهيئة القضائية للانتخابات من استبعاد النائب المستقل صباح الساعدى والنائب عن القائمة العراقية عبد ذياب العجيلى وزير التعليم السابق والنائب عن كتلة الاحرار جواد الشهيلى ووزير المالية المستقيل رافع العيساوى من الانتخابات البرلمانية المقبلة لعام 2014،فضلا عن حيدر الملا القيادى بالقائمة العراقية ، وقبلها تم استبعاد اكثر من 500 من المرشحين ،ورغم ان قرارات هذه الهيئة (المستقلة) نهائية وغير قابلة للطعن الا انها سبق وان تراجعت عن استبعاد سامى العسكرى وعالية نصيف وهما من انصار المالكى والاول قيادى فى ائتلاف دولة القانون الذى يتزعمه رئيس الوزراء العراقي،بالتوازى مع ذلك استمرت سياسيات المالكى فى الانبار التى تحولت الى مأساة اخرى تسببت فى نزوح عشرات الالاف من ابنائه الى اقليم كردستان العراق، لتشهد المحافظة حملة جديده من حملات التطهير الطائفى بدعوى مكافحة تنظم داعش مع الاستمرار فى تهميش وعزل العرب السنة وتجاهل الميليشيات الشيعية المتطرفة التى ارتدت زى الدولة ومارست وتمارس القتل ويعرفها الجميع ،من خلال الخلط بين العرب السنه فى البداية والارهاب ثم الخلط بين داعش والعرب السنه ، حيث تحولت الأنبار الى ساحة للتصفيات إختلط فيها الحابل بالنابل بدعوى مقاتلة داعش، وحشد الجيش وجعله طرفا فى صراع مذهبى من صنع الساسة الجدد وغذته وسائل اعلام معروفه الهوية ،رغم تكشف الكثير من ابعاد ما حدث ويحدث فى الانبار، يضاف الى ذلك ان العراق الذى اختلط فيه كل شئ اصبح طرفا فى الكثير من الصراعات المذهبية سواء فى سوريا او غيرها من خلال المليشيات التى تدربت فى ايران وعملت فى العراق قبل فترة وتحركت للعمل فى سوريا ،كل هذا ترافق مع استمرار حالة التردى الخدمى والفساد والافساد فى مختلف القطاعات والمحافظات بل ان المحافظات الجنوبية سواء فى البصرة او ذى قار وغيرهما خرجت فى تظاهرات ومازالت ضد سياسيات المالكى وحكومته . لقد كان الاكراد رغم غياب جلال الطالبانى وبعده عن المسرح السياسى كرئيس للدولة ورئيس للاتحاد الوطنى الكردستانى هم الطرف الاقل خسائر والفائز وسط الاطراف العراقية المتناحرة فقد نجحوا فى الحفاظ على توازناتهم التى تحافظ على مصالحهم سواء مع المالكى او غيره من الاطراف العراقية والاقليمية والدولية الا انهم لم يكونوا بعيدين عن نيران التفجيرات التى ضربت الجميع، الا ان الامر هذه المرة ومع السياسيات الخاطئة ورفض الحكومة صرف مرتبات موظفو الاقليم وغيرها من الامور رواتب موظفى خاصة الموزانة والنفط جعلت من مسعود بارزانى رئيس اقليم كردستان يؤكد انه اذا استمرت سياسات المالكى فانه سيمنع تصدير النفط الىالخارج بل انه من الممكن الضغط على بغداد بقطع مياه دجلة ، ملوحا بان المالكى لايستطيع مواجهه قوات البشمركة اذا ما فكر فى الدخول فى مواجهه عسكرية لانه فشل فى مواجهة داعش حسبما قال بارزانى.على اى الاحول ومع هذه الامور يبقى المستقبل مظلما بالنسبة للعراق ،وحتى نكونمنصفين فان الامر لا يتعلق بالشعب العراقى على اختلاف طوائفه ومذاهبه لانه هو الخاسر الاول والاساسى مما يحدث ، بل هو مرتبط بهذه الحكومة وحلفائها الذين ان استمروا سنتذكر يوما انه كان هناك عراق ببلاد الرافدين.