المالكي والانتحار السياسي بمجزرة الحويجة!
محمد الياسين
على نهج حليفه المجرم بشار الأسد الذي قتل ودمر سورية مستعيناً بقوى الشر على رأسها إيران ، لجأ المالكي الى لغة الدم والارهاب من جديد في محاولة منه لوئد التظاهرات والاعتصامات التي تشهدها عدد من المحافظات والمدن العراقية منذ أكثر من ثلاثة أشهر ، في اليوم الرابع لحصار قوات المالكي والميليشيات الإيرانية قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك شمال العراق أقتحمت قوات سوات فجراً ساحة الاعتصام في الحويجة وفتحت النار على المعتصمين وأحرقت الخيم المنصوبة هناك ، وأوقعت شهداء وجرحى بالعشرات ثم منعت وصول سيارات الاسعاف الى ساحة الاعتصام لنقل الجرحى الى المستشفيات لتلقي العلاج. تواترت الاخبار من الحويجة عن ملاحقات مستمرة تقوم بها القوات الامنية بحثا عن متظاهرين و مصابين منهم لاعتقالهم . بتلك الفعلة الشنيعة التي أقدمت عليها قوات المالكي الخاصة ” سوات ” تساندها ميليشيات موالية لإيران وعناصر من الحرس الثوري ثبت تواجدهم أثناء العملية العسكرية ” بحسب مصادر من داخل المدينة ” ، أختار المالكي خيار الحرب في تعامله مع أزمة التظاهرات . لم تمض ساعات قليلة على اجتياح قوات المالكي للحويجة حتى انتفض أبناء المناطق الثائرة في الانبار وصلاح الدين ونينوى وجرى استهداف قوات المالكي وقطعت طرق أمداد الجيش ،وأعلنت فصائل المقاومة العراقية النفير العام وطالب رجال دين وعشائر عناصر ومنتسبي الجيش ألقاء السلاح وعدم إطاعة الأوامر العسكرية بضرب المعتصمين . ذهب المالكي في خيار الحرب لتصفية ساحات الاعتصام وخصومه فيها لكنه فتح جبهات مواجهة كبيرة في آن واحد في الانبار وصلاح الدين ونينوى ،فهل يتمكن من اكمال ما بدأه في الحويجة بباقي المناطق الثائرة؟! وهل تتمكن قواته المهزوزة أصلا خوض القتال باكثر من ساحة دون الاستعانة بإيران والميليشيات الطائفية؟! وكم تستمر تلك الحملة العسكرية؟!إذا ما اخذنا بنظر الاعتبار دخول العشائر وفصائل المقاومة التي عادت الى النشاط العسكري على خط المواجهة ، ألم تخوض تلك المناطق تجربة مريرة مع اعتى قوة عسكرية بالعالم وارغمتها في اكثر من مرة على التراجع والحقت فيها خسائر فادحة وباعتراف كبار قادة الحرب الاميركيين ؟! . نستطيع القول : اقدام المالكي على تلك الخطوة حماقة وسوء استخدام للسلطة فقد ادخل البلاد في دوامة عنف واحتمالات كارثية مفتوحة على مصراعيها ،لايمكن ان نفكر بشكل محدود في الغايات التي تقف وراء تلك الحماقة ونغفل البعد الاقليمي في الامر وارتباط الساحة العراقية بأحداث سورية ، بنهاية المطاف يحق لنا القول ان خطوة المالكي والتصعيد المتعمد يعتبر انتحار سياسي وستكون له عواقب وخيمة ، ويبدوا انه اختار ان يدق بيده المسمار الاخير في نعش العملية السياسية التي اثبتت فشلها طوال عشرة سنوات مضت!.