احمد كاظم
السيد رئيس الوزراء يريد مكافحة الفساد المالي والإداري ونتمنى له إنجاح في مسعاه. مكافحة الفساد المستشري في مفاصل الرئاسات الثلاثة وتوابعها مهمة عسيرة لان الموظف الفاسد لا يكافح نفسه وهو حرامي في منصبه. اللجان التي ستتألف لمكافحة الفساد هي فاسدة فمن يكافح من؟
خطوة يستطيع رئيس الوزراء القيام بها لوحده او بمساعدة من ندر من النزيهين هي تخفيض الرواتب الفاحشة وشطب الامتيازات للرئاسات الثلاثة وتوابعها ومستشاريها ودرجاتها الخاصة. لو قدَم رئيس الوزراء مقترح قانون الى مجلس النواب بهذا الخصوص وأعلنه للمواطنين قبل ذلك سيضع الحرامية المعارضين له في قفص الاتهام.
الوزير والنائب والمستشار وذو الدرجة الخاصة (احتلوا) هذه المناصب بسبب الرواتب والامتيازات الفاحشة لهم ولأقربائهم وحوارييهم وشطب هذا الاغراء هو الرادع الأهم للفساد. هؤلاء الحرامية أصبحوا اغنياء والراتب المعقول لا يناسبهم وسيتركون مناصبهم بسبب التخفيض ليحل محلهم الكفوء والنزيه.
بدع المحاصصة والمشاركة والتوازن أساسها عند الحرامية هو الارتشاء ونهب المال العام وليس مصلحة المواطنين ما يفسر العراك بين الكتل على المناصب.
عندما يكون راتب رئيس الجمهورية 120 مليون دينار شهريا بالإضافة الى الامتيازات الأخرى يتقاتل الحرامية على هذا المنصب لأنه اضعاف ما يتقاضاه أوباما رئيس اغنى دولة بالعالم. رواتب الاخرين في الرئاسات الثلاثة وتوابعها تقل 10% تدريجيا حسب المنصب.
الكلام عن التقشف في الخدمات العامة فيه ضرر كبير على المواطنين بينما التقشف في رواتب الحرامية فيه نفع كبير لهم.
باختصار: الحرامبة الذين جمع شملهم نهب المال سيفرقهم زواله فهل سيفعل ذلك رئيس الوزراء ليدخل اسمه سجل النزاهة والشجاعة السياسية؟ يأمل المواطنون ذلك.