يتداول العراقيون أخبارا مؤلمة عن ” بازار” الانتخابات البلدية المقبلة، التي ليس واضحا مصيرها في ظل الانقسام السياسي بكل عناوين المذهبية و الفئوية، فيتحدثون عن ” بطانيات” لا علاقة لها بتوقيتات الصيف والشتاء ولا بحسن نوايا مرسليها، ويتداول المواطنون في ” هدايا ثمينة جدا” لا علاقة لها بقلوب المسؤولين ” الحنينة واللطيفة بالمناسبات فقط”، فهذه العطايا من أنواع السحت، فهي مسلوبة من المال العام أولا، ومخصصة لنيل ثقة مشكوك في عفتها أصلا، فقد توضحت الطلاسم، وأثبتت التجربة الماضية فشل المسؤولين في تحقيق الحد الأدنى من مطالب الشعب، لا بل انهم يعدونها ترفا في غير محله!! وليس هناك من مبرر لتوضيح هذه الحقيقة أكثر فما يجري يغني عن التفسير.
يشترون الذمم ” عينك عينك” بلا خوف من رقيب أو محاسبة قضائية، مستمدين العزم الانتخابي من تجارب سابقة حققت ما يطمح به اللاهثون وراء الجاه والمزايا ، حتى ولو كان ثمن ذلك نزيف دم عراقي طاهر، وفتنة طائفية تطرق الأبواب بدفع سياسي يقترب من جريمة الحرب، انها مفارقة من العيار الثقيل يسحب فيها الوطن الى المقصلة بمزاج سياسي غير مبرر!!
يريدون الأطمئنان على راحة المواطن انتخابيا، ولا يخجلون ، يالسوء طالع العراق، يتوددون الى المواطنين وقت الحاجة، وكأن بعضهم أمتهن التسول مبكرا، أو تأثر بنتائجه يوما، يقحمون الدين في السياسة ليضيع الخيط والعصفور، فلا هم التزموا تعاليم الدين في المحافظة على وحدة البلاد والعباد، ولا هم تفقهوا بحيل السياسة لتحقيق غايات واضحة بلا ” تغليس “، أو تخويف و وعيد، انهم فعلا يضعوا مستقبل العراق على كف عفريت وينتظرون أهازيجا شعبية طائفية!!
ولكي نقول الحقيقة بوضوح ، ان الشعب سيكون مسؤولا أمام العزيز القدير والتاريخ ، اذا هو قبل ببطانيات الفتنة أو وصكوك غفران مكتوبة بحروف الفرقة والشحن الطائفي، ليس أمام الشعب الا رفض هذه المساومات، اذا اراد مستقبلا يترفع فيه عن محاصصات وتوافقات ومزاجيات شخصية وحزبية بلا نكهة عراقية، خاصة وأن العاقيين لم يتعودوا المساومات السياسية وشراء ذممهم لم يكن سهلا، لذلك يكرهون وصف العمالة حتى هذه اللحظة!!
ليس السياسي لوحده مسؤولا عن الخطر، فسكوت المواطن يعني القبول بكل ما يسمعه من طروحات غير ناضجة في مضامينها، وهومسؤول بشكل أكبر عن تراخي نسيج الأخوة العراقية من خلال الاصطفاف خلف شعارات طائفية بمزاج سياسي مدفوع الثمن، فيما الصحيح أن تجربة 10 سنوات من الخلل المتراكم كافية جدا لطرد الكثير من السياسيين من الملعب، طالما أخلوا بميثاق الشرف الوطني عبر تبني الخطاب الطائفي والفئوي!!
لا نعرف سببا مقنعا لسكوت المواطن على خطورة ما يجري حوله، ولماذا لم تنتفض المرجعيات للدفاع عن حرمة الدين وقيمه المتقاطعة أصلا مع خداع السياسة؟ والى متى يسحن الأمل العراقي بتخندقات الأقلية أو الأكثرية، وكأننا في بلد ولد من رحم الاحتلال ومخلفاته العقائدية!! الجميع مسؤول عما يجري من انهيار مؤلم في أركان البيت العراقي، لن ينفعنا البكاء على الاطلال لا سمح الله، اذا نجح سياسيو الصدفة من تمرير أجندات الخوف من الأخر، وكأن رحم العراق لم ينجب الجميع في توقيتات متشابهة و ظروف واحدة ، ولذلك فليس عيبا أن نكون شيعة و سنة ، لكن من المعيب جدا أن تذبح أخوتنا بمزاج سياسي غير قادر على ادارة عائلة من 5 أشخاص!!
نحن شعب عراقي وليس مجموعة مكونات تجانست بارادة سياسية، العكس هو الصحيح سادتي، ومن يفهم الحقيقة بعكس ذلك فان أحدا لن يتأسف على رحيله ، وأن المرجعيات الدينية أمام امتحان تاريخي لن يتكرر، فالسكوت على خطأ الحاكم أو المسؤول يعني مشاركة غير معلنة فيه، وعدم الأنتصار لأخوة العراقيين يفهم منه مسايرة السياسي في غيه ومصالحه الفئوية، وقناعة منا بأن مراجعنا الدينية بكل عناوينها تنتصر للحق وتلعن الباطل فان الوقت قد حان و”أزفت الآزفة” لتحذر من عواقب شراء ذمم الناس من خلال الحاجة وغيرها، واعتبار وحدة العراق خطأ أحمر الاقتراب منه يعني أحد أوجه الشرك بالله!! ارحمونا قبل فوات الآوان فالمشكلة أكبر من الطائفة والحزب والمسؤول ، انها مستقبل شعب وسيادة وطن وصيانة عهد وحسن ايمان بالواحد الأحد!!اسمعوا أنين العراقي يرحمكم الله!! فبعكسه لن تنفع الأعذار اذا تفشى المجون السياسي باسم الطائفة أو المذهب والفئة وحرب الأرقام النفسية!!