لا فرقَ عند مراجع النجف بين كردي وتركماني وعربي، ولا بين سني وشيعي، فالسيستاني وليس غيره هو القائل (السنة أنفسنا وليس إخوتنا) والحكيم الجد هو من حرّم الاقتتال بين العرب والأكراد مستنداً بذلك إلى حرمة الدم المسلم فكيف إذا سفح ذلك الدم بيد مسلمة، وكيف إذا كان العراك بين مسلمين يطعن بعضهم بعضاً من دون رحمة، وتكون الحرمة أغلظ حين يكون المتقاتلون أبناء وطن واحد.
لا فرق أيضاً عند الدكتور فؤاد معصوم بين السنة والشيعة وهو الذي خاض في فلسفة إخوان الصفا من غير أن يكون لهم ولا عليهم، وهو الذي له تاريخ في علاقاته مع مراجع الدين سنة وشيعة.
شد معصوم الرحال إلى النجف ليسمع من مرجعها الكبير ما ينبغي أن تكون عليه العلاقة بين العراق وجيرانه في لحظة كانت طائرة الرئيس تهم بالإقلاع إلى المملكة السعودية في مهمة شاقة ومباركة لردم الفجوة بين الجارين الكبيرين ووضع العلاقة بينهما على سكة الصلاح والإصلاح.
السيستاني أكثر مراجع الشيعة اعتدالاً وأكثرهم حكمة في اختيار الوصفة المناسبة لجراحات العراق النازفة في أكثر اللحظات حراجة، ومعصوم من أكثر الساسة اعتدالاً وتسامحاً ونضجاً في وضع الحلول الناجعة للأزمات والمعضلات المزمنة، تعينه خبرة واسعة في العمل السياسي ومراس ثر في التفاوض على مدى عقود من الكر والفر.
زيارة الرئيس للمرجع ومن ثم توجهه إلى السعودية لها دلالات عميقة ورسائل بليغة عسى أن تصل مضامينها إلى جميع الأطراف علها تستبدل التناحر بالانسجام والتصادم بالتفاهم والسجالات بالحوار البنّاء والاتهامات بحسن النوايا والسجايا.
السلام عليكم
[email protected]