الموارد المائية:حسم ملف المياه مع إيران وتركيا سياسي قبل أن يكون فني
آخر تحديث:
بغداد/شبكة أخبار العراق- كشفت وزارة الموارد المائية، عن صفحة جديدة من المباحثات ستطلق مع تركيا وإيران بشأن الملف المائي، منوهة إلى أن موجة الأمطار وفرت 600 مليون متر مكعب، مؤكدة توجيه 75% منها إلى المناطق التي عانت من شحة ورفد الأهوار ودفع اللسان الملحي من شط العرب.وقال المتحدث باسم الوزارة علي راضي، إن “موجة الأمطار والسيول الأخيرة التي شهدتها البلاد الشهر الماضي كانت لها تأثير إيجابي على الخزين المائي، حتى وإن كان بنحو نسبي”.وتابع راضي، أن “كميات المياه التي وردت تم توجيه 75% منها إلى المناطق التي عانت من شحة مائية كبيرة”.وأشار، إلى أن “الرية الأولى للموسم الشتوي قد شارفت على الانتهاء بعد كانت في بداية الشهر الماضي، وساعدت في اتمامها الامطار والسيول وما يطلق من مياه الخزانات والسدود”.وشدد راضي، على أن “تلك المياه قد تم توجيهها أيضاً إلى الأهوار من أجل رفع مستوياتها وإلى البصرة لدفع اللسان الملحي وتحسين بيئة شط العرب”.وأوضح، ان “الزيادة التي حصلت في الخطة الزراعية المعتمدة على المياه السطحية بموجب قرار تم اتخاذه الأسبوع الماضي، هي أكبر دليل على الاستخدام الأمثل للمياه الواردة”.واستطرد راضي، أن “الخطة السابقة كانت تشمل مليون و500 ألف دونم بالاعتماد على الري السطحي”، وتحدث عن “توجيه من مجلس الوزراء لإعادة النظر ودراسة واقع الزراعة بالاعتماد على طبيعة الإيرادات المائية”.وبين، أن “اجتماعاً تم عقده بين وزارتي الزراعة والموارد المائية انتهى إلى زيادة بمليون دونم إضافي، وبهذا فأن الخطة أصبحت حالياً مليونين و500 ألف دونم تعتمد على الري السطحي”.وأكد راضي، “اعتماد المناطق التي تقع في صدور الأنهر والجداول الرئيسة لضمان وصول المياه إلى كل المستفيدين”.وفيما أفاد بأن “ذلك لا يشمل الخطة التي تعتمد على المياه الجوفية ومياه الشرب والإسالة وري البساتين”، بين، ان “مجموع المياه التي وردت خلال الموجة الماضية كان بحدود 600 مليون متر مكعب”، مؤكداً أن “25% تم خزنها في السدود والخزانات والنسبة الأخرى تم توجيهها في نهري دجلة والفرات”. وشدد راضي، على “وجود تحسن نسبي لمياه الأهوار لاسيما في المناطق الوسطى مثل أهوار الجبايش وهي استفادت أكثر من أهوار ميسان”، مستدركاً ان “إنعاش الأهوار بشكل عام يحتاج إلى وقت كبير نتيجة ما عانته والمساحات الشاسعة”. ورأى، ان “التنافس على استهلاك المياه سيكون بنحو أقل بعد انتهاء الرية الأولى، وسوف تظهر عملية إنعاش الأهوار بنحو أكبر وأوضح”.ولفت راضي، إلى “اهتمام كبير يبديه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بملف المياه”، ونوه إلى “تواصل مستمر مع الجانبين التركي والإيراني وتم تحديد لقاء أولي مع سفير كل من البلدين الأسبوع الحالي”. وكشف، عن “صفحة جديدة من الحوارات سوف تفتح مع الدولتين الجارتين بشأن المياه”، وعد هذا التطور بــ “المهم جداً”، معرباً عن أمله بـ “ديمومة العلاقات وحصول العراق على حصته المائية وفق الاتفاقات والقوانين الدولية”. وانتهى راضي، إلى أن “الدعم الحكومي الكبير لملف المياه مهم جداً، وسبق أن أكدنا انه ليس ملفاً فنياً يخص وزاراتنا فحسب، إنما يخص جوانب سياسية ودبلوماسية وتجارية”.وكانت وزارة الموارد المائية قد طالبت بتشكيل لجنة مشتركة ذات طابع سياسي وفني ودبلوماسي من أجل إجراء مفاوضات مع دول الجوار بشأن الملف المائي.