شبكة أخبار العراق
من دون الدخول في فلسفة الهروب بالتفصيل والدقة , ولكن ناخذ أحد انواع الهروب وهو الهروب الى الامام والاستخدام السلبي والغير نظيف لمثل هذا الهروب فالمخطأ والمضلل والمفسد سواء أكان رمزاً او جهة او دولة ,حتى يخفي ما فعل يهرب إلى الأمام ويأتيك بفعل آخر مفاجئ..فيكون حديث الساعة والشغل الشاغل للعوام فتنسى وتغفل ولاتلتفت الى أصل ماتعانيه وتعيشه لوجود طارىء ومستحدث وهم جديد تعيشه ,ومن جرب ذلك وطبقه في ساحة النزاع والصراع الفكري والسياسي والأمني كثير والشواهد عليه كثيرة على مستوى الخطاب والسلوك سواء أكان من رجال دين (مراجع وخطباء منبر ووعاظ وغيرهم) او من ساسة وحسب مسؤولياتهم , وإعلام تابع لهم من هذا الطرف او ذاك وعلى مستوى الأتباع, ويقيناً كيف تكون النتيجة المتوقعة عندما تهرب الاطراف المتقابلة الى الامام حتماً التصادم والصدام والوصول الى نقطة الصفر, والتحول من جوء وعالم سابق الى أخر جديد له حيثياته وظروفه وبيئته المناسبة قد تؤدي لاتفاق الأطراف لتحقيق الهدف والغاية المرجوة من أصل الهروب الى الامام كما يطرح الآن مشروع تقسيم العراق حل وخلاص !! وسنورد بعض الشواهد في واقعنا العراقي طلية عقد من الزمان كانت كفيلة بما فيه نحن الآن
اولا: على مستوى المراجع وخطباء المنبر..فكانت الفتاوى غير تامة وتشخيص الواقع غير صحيح والخدعة انطلت عليهم كما انطلت علينا نحن العوام من وعود الحرية والديمقراطية والثقة المطلقة برجالات المرحلة لمجرد انتماءهم المذهبي , وبعد تيقنهم وخيبة أملهم بالفشل والفساد وعدم تحقيق أي من الوعود لم يعترفوا بالخطأ ولم يحاولوا تصحيحه عمداً وغروراً بل هربوا جميعا الى الامام للتغطية على الاخطاء والتضليل الذي تسببوا به للعوام فصدرت وبصوت عالي منهم تصريحات واقوال المهم نصرة المذهب وان كان سارقاً وفاسداً لايهم المهم المذهب والشعائر الدينية تبقى قائمة وغير ممنوعة, الامر الذي استفز المقابل فجعله ايضا يهرب الى الامام فكرر تأييد الفاسد منهم لمذهبه وطائفته !
ثانياً: على مستوى ساسة المرحلة ومن كلا الطرفين لم يكونوا صادقين مع انفسهم ولا مع الشعب ولا مع حقيقة انتماءهم الوطني والمذهبي ولا مع مراجعهم فمن أخطاء فادحة الى اخطاء اخرى كارثية ومن أزمة مفتعلة الى اخرى اكبر منها تكون كفيلة بالتغطية على سابقتها على طول هذه السنين هروب الى الأمام دائم ومستمر ! فبدل الحكمة ولغة المنطق والعقل والحرص والغيرة على أرواح وراحة وأمن وأمان وثروات الشعب والبلد وبدل الاعتراف بالأخطاء وبدل التسامح والمسامحة وروح الابوة المسؤولة الى روح مكابرة معاندة صبيانية انفعالية ومكائد وإذلال مقصود وصولاً الى التباكي على المذهب والطائفة هروباً آخر للتعمية والتغطية على سوابق في الفساد والافساد والفشل .
ثالثاً:الأتباع لهذا المذهب وذاك ولهذه الجهة السياسية او تلك ولهذه المرجعية الدينية او تلك في تيه وحالة من الدوران المستمر ورضوخ وتبعية وهروب ايضاً الى الأمام متى ما هرب الى الامام قادتهم ورموزهم فلا محاسبة ولاوقفة حقيقية صادقة ولاتبرأ ولاتصحيح أخطاء ولا إعتراف بها ولاتغيير شامل لاسباب كثيرة منها تشبعهم بالأفكار الطائفية والمذهبية ومنها الانتفاع والعبودية وعدم المبالاة للمصلحة الوطنية والجهل وعدم الوعي لما ستؤول اليه الاوضاع والفتنة التي تحرق الاخضر واليابس!! وطلما ذكر ونبه وحذر سماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني دام ظله في اكثر من مناسبة واكثر من بيان وخطاب بحس وطني معتدل تجاوز حدود المذهبية والطائفية والمناطقية وبخلق اسلامي أصيل ونظرة ثاقبة للحاضر والمستقبل مخاطباً ابناء العراق من عدم الانخداع واشغالهم باشياء لتمرر أشياء إخرى و داعياً الى المصالحة والمسامحة والترفع عن الانانية والغرور والكبر والاعتراف بالاخطاء والتوقف عندها للتصحيح والاصلاح رحمة بالعراق وشعبه وتاريخه واجياله , قائلا في بيانه 33 (المسامحة والمصالحة )
((والآن وفي كل آن ………….. لنسأل أنفسنا ……… لنسأل أنفسنا وزعمائنا وعلمائنا …………. بل لنحاسب أنفسنا ونحاسبهم على كل ما صدر ويصدر من قول أو فعل أو موقف (( صَبَّ الزيت على النار)) وأدى بالمجتمع العراقي الى هذا السيل والصراع الطائفي القبيح الجارف للأجساد والأفكار , والزاهق للأرواح , والسافك لأنهر الدماء والمبيح للأموال , والهاتك للأعراض , ………………
لنمتلك الشجاعة والالتزام الأخلاقي والروحي والشرعي ولنعترف بتقصيرنا أو قصورنا في تقييم وتشخيص الظروف والأمور , وفي الخلل والسقم في اتخاذ المواقف المناسبة , …………
فالخطابات فاشلة والفتاوى والأحكام غير تامة وقاصرة والمواقف خاطئة……..
إذن لنستغفر الله (( تعالى مجده وجل ذكره )) ونتب اليه ونبرأ ذممنا قبل ان نُحاسب يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا ندم ولا توبة …………..
نعم علينا (( سنـــــــة وشيعــــــــــــــة)) ان نفعل ذلك حقاً وصدقاً وعدلاً , ثم نصحح المسار والخطاب والفعل والموقف , فنعمل صالحاً وخيراً للإسلام والإنسان والإنسانية جمعاء , دون الانقياد أو التأثر بدوافع ومنافع شخصية أو فئوية أو جهتية أو طائفية أو قومية أو غيرها من أمور وتوجهات تـُفسد وتـُضل وتوغل في الظلم والجور والعدوان………….
وإلا فأننا تحملنا ونتحمل المسوؤلية القانونية الوضعية والشرعية والأخلاقية والعلمية والتاريخية عن كل قطرة دم تـُسفك , أو روح تـُزهق , وامرأة تـُرمل , وطفل يـُيتم , وإنسان يـُروع ويـُظلم ……))
ومازال سماحة السيد الصرخي الحسني دام ظله يطلق مبادرات وخطابات السلم والسلام والصلاح وحقن الدماء لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد ليومنا هذا وفي ظل الفتنة الكبرى التي وقعت.