بغداد/ شبكة أخبار العراق – في نبأ من باريس ان منظمة اليونسكو أعلنت فوز الشابة العراقية الدكتورة ريام ناجي عجمي بجائزة لوريال- اليونسكو للسيدات المتفوقات في العلوم.والدكتورة ريام من مواليد مدينة الشطرة بمحافظة ذي قار وهي متخصصة في علوم الحياة والتلوث البيولوجي.وكانت ريام عجمي تعمل مدرسة في قسم علوم الحياة في الجامعة المستنصرية في بغداد. وهي تعتبر نفسها من صديقات البيئة، تعمل مع 30 طالبا من طلابها في سبيل «عراق أنظف». وتتيح لها المنحة التي حصلت عليها، بعد أن اختارتها لجنة تقييم عالمية، أن تلتحق بجامعة «كوينز» في كندا لإجراء بحوث حول البيئة والتلوث باستخدام نظم المعلومات الجغرافية والتحسس عن بعد.وقالت الدكتورة ريام التي صعدت مع بقية المتسابقات الى المنصة ترتدي الهاشمي العراقي إنها تشعر بالفخر لاختيار اللجنة لها كواحدة من الفائزات بالمنح، رغم التنافس الشديد، خصوصا لأنه تم بالاستناد إلى الكفاءة و«دون محسوبية أو منسوبية». كما تباهت العالمة العراقية الشابة وهي ترفع العلم العراقي في محفل دولي بعد أن كانت ترفعه في ساحة مدرسة «المكارم» الابتدائية للبنات، وهي طفلة.وبعد حفل التكريم في اليونسكو ، انتهزت الفائزة فرصة وجودها في باريس لزيارة متحف «اللوفر» ومشاهدة آثار حضارات وادي الرافدين القديمة الموجودة في صالاته. ولا تخفي أنها لم تستطع حبس دمعتها وهي تقارن بين ما أبدعه أسلافها وأجدادها وما تراه في وطنها من دمار لا يناسب ذلك التاريخ العظيم.وريام مولودة في محافظة ذي قار ( قضاء الشطرة ) عام 1980 ، وهي البنت الصغرى لأُسرة تضم خمس شقيقات وشقيقا. وعمل والدها في مشاريع الأعمار منذ أن كان مسؤولا عن أعمار البصرة والفاو. وتقول: «هو من شجعني على إكمال دراستي، ومعه والدتي التي كانت تربوية ناجحة، لذلك لا أعتبر نفسي أفضل من غيري وقد يكون هناك من هو أفضل مني بكثير، في مجالي نفسه، لكني الأكثر حظا لوجودي في عائلة ساندتني كثيرا وتدعو لي دائما.تخرجت ريام من إعدادية الشطرة للبنات ودرست في جامعة البصرة وحصلت على «البكالوريوس» في علوم الحياة و«الماجستير» من الجامعة المستنصرية، وأخيرا «الدكتوراه» في التخصص نفسه، من كلية علوم البنات في جامعة بغداد. وبفضل تفوقها لفتت الأنظار في مؤتمرات محلية ودولية ونالت شهادات تقدير. وهي تعرف أن ما تلقته من تعليم في بلدها يحتاج إلى تعزيزه بما وصلت إليه الأبحاث في العالم. وفي الوقت نفسه تدرك أنها تعيش في مجتمع يميل إلى وضع المرأة جانبا، وأن الاجتهاد في البحث العلمي هو سبيلها لإثبات وجودها. وكانت تتساءل، باستمرار، عما سيكون عليه مستقبلها، وهو مرتبط بمستقبل بلدها. ولأنها تشتغل بالعلوم وتمتلك نظرة واقعية، فإن الدكتورة ريام لا تخفي قلقها، أحيانا، على ما تحمله الأيام لوطنها وتقول بصراحة مؤثرة: «العراق بلد غير مستقر أمنيا، ونحن نعاني من تلوث فكري قبل التلوث البيئي. ونظرة مجتمعنا للمرأة محدودة جدا ولا تراهن على إعطائها فرصة، خصوصا في مجال البيئة الذي يتطلب العمل الحقلي والمتابعة والعمل المستمر.