خالد القره غولي
إن ( العراق ) اليوم يمر بدوامة خطيرة قد تشهد أعنف التحولات وأكثرها قوة وإشاعة للبلبلة وعدم الاستقرار بعد مشروع ما يسمى غبار ( الربيع العربي الخرف ) الذي جاء قبل الشتاء لأن فشل المشروع ( الصهيو – أمريكي ) في المنطقة ..
و الفشل الأميركي في العراق ، من شأنه إن يفقد الولايات المتحدة رغبتها في مواصلة مهمتها هناك بذريعة الحفاظ على الأوضاع القائمة التي كانت قبل غزوها للعراق , إن سياسة أمريكا تتمحور حول شيئين رئيسيين في المنطقة هما تدفق البترول وامن الكيان الصهيوني اللذان يعتبران عاملين جوهريين لإستراتيجية أمريكا في الشرق الأوسط تعبر إسرائيل بصوت عال عن مخاوف تقوم على أساس حقيقي بان الشعب الأمريكي سوف يحاسبهم قريبا لأنهم دفعوا حكومتهم ، بواسطة المحافظين الجدد ، إلى مخاطرة كارثية ، حيث أن الإرادة الأمريكية وقفت إلى جانب إسرائيل مهما كان ذلك على حساب مصالحها في العالم العربي , مما سمح للقوى المعادية لأمريكا في المنطقة كإيران والصين و روسيا تبذل قصارى جهدها لتجعل من تكلفة سياسة الولايات المتحدة في المنطقة غير محتملة و بوادرها بدأت تظهر للعيان بعد فشل مشروع أمريكا الجديد المخفي في سوريا اليوم ألا إن السؤال سيبقى مطروح كيف سيكون رد فعل من هم ضد العرب والمسلمين و خاصة منهم الفلسطينيين ، لمجرد التلميح بهجران القوة العظمى حامية عدا الكيان اللقيط التي لا يمكن الاستغناء عنها ، إن كانوا من الصهاينة أو من الأنظمة التي تهاونت في مواجهتهم و من تعاونت معهم تحت أي مسمى سلام أو استسلام أو تطبيع أو صداقة أو إنسانية . حيث أن الأسوأ هو الذي سوف يأتي بعد هذا المخاطرة الكبيرة لأمريكا التي نتائج خسارتها أصبحت ظاهرة للعيان في منطقة الشرق الأوسط الجديد , الغريب انه ومع كل هده الهزائم والسقوط المتواصل للسياسة الأمريكية في المنطقة , لازال هناك أنظمة عربية متعلقة بالولاء والتبعية لأمريكا المتهاوية .. ؟
وهل الرهان لهذه الأنظمة قائم وصحيح للمستقبل , وإذا حصل السقوط الرأسمالي الأمريكي فكيف سيكون حال هذه الأنظمة من بعد ذلك . وكيف ستكون ردود فعل الشعوب المغلوبة على أمرها إمام تلك الأنظمة أوجه هذا السؤال الى حكام الخليج الأمريكي عفوا اقصد العربي سابقا , لا أريد رسم صورة قاتمة من حجم الفوضى غير البناءة التي ستنجم عن هذه الفرضية .. !
ولكن النظام الرأسمالي الأمريكي سريع الانهيار كما حدث إثناء دخول القوات العراقية الكويت في فترة وجيزة جدا , وان لم يحل محلها نظام عادل وجديد في الوقت المناسب فان العواقب على المنطقة وتشمل إسرائيل ومن يتبعها سيكون مدويا وسريعا ..