انتهت الانتخابات البرلمانية، بموسمها الثالث في العراق، وصار كل المراقبين يترقبون تشكيل الحكومة الجديدة، التي ستمثل الوطن وتخدم المواطن بأمل وتفاؤل.
جميع العراقيون باتوا يعلمون؛ بأعداد المقاعد حصلت عليها الكتل السياسية، بعد إعلان النتائج الأخيرة المؤكدة من قبل المفوضية العليا (الموستقلة) للانتخابات، وعرفوا كم قضمة صارت لهم؛ من كعكة البرلمان الجديد، البعض منهم اقتنع ورضي بما حصل عليه، والأخر قدم طعوناً وشكاوي؛ يتهم بها الجهات المختصة بالتزوير الذي حصل.
أما الشعب؛ فما عاناه من الم، وفقد، وخسارة، وضياع، فاق حد الوصف، لكن؛ منهم من يتشارك مع المسؤولين الذين وجب تغييرهم؛ بأنه لا يرى سوى مصلحته الخاصة، سيما وإنهم اعترضوا على فتوى المراجع الصادحة بالتغيير، وعزل من لم يجلب للعراق سوى الدمار، واستبداله بالكفوء والنزيه، ومن يضع العراق أرضاً وشعباً نصب عينيه، باعوا المبادئ والقيم، وتنازلوا عن حقوقهم وطموحاتهم؛ مقابل كتاب ديواني لقطعة ارض غير موثقة.
مستقبل العراق يبنى بسواعد أبناءه المخلصين، وليس بكتب ديوانية لقطع اراض لا وجود لها! بإقامة العلاقات مع الدول المتطورة، وجذب شركاتهم المعتمدة للعمل والاستثمار، لا بشركات وهمية؛ تعود لحكوميين متنفذين يخلون من الخبرة والضمير! لقد ورثنا عراقاً مهدماً وسقيماً في كل شيء، جراء عنجهية طاغية سابق، ليزيد من حطامه؛ وتهديم ما بقي من معالمه، على يد دكتاتور جديد صنع بأيديكم يا عراقيين.
شفاء العراق؛ وعودته إلى تأريخه الأصيل، لن يتم إلا بسعي الثلة من المخلصين لتضميد جراحاته، ووقف نزيفه الدائم بالدم، والأنفس، والموارد والتراث، لن يتم إلا بمن سيعدنا بأعمار البيت الداخلي الصغير قبل الخارجي الكبير، لن يتم إلا بحكومة تسعى لشراكة الجميع في كل شيء، لا بمحاصصة المناصب وفق المحسوبيات؛ دون خبرة أو دراية بالمنصب، لن يتم إلا بمن سيضمن لنا انه سيقضي على التخلف، العدوانية، الطائفية، الإرهاب، التعصب، الجهل، إقصاء الآخر أو تهميشه، وكل ما يمقته العراقي الغيور، لن يتم إلا بمن يحظى بمقبولية وترحيب واحترام الجميع.
العراق جريح، والشعب ما زال يأن، والبرلمانيون يستمتعون، متى ستقوم قيامتك يا عراق؟!
انصروا الدكتاتور .. حامي المذهب! … بقلم ظافر الحاج صالح
آخر تحديث: