اين ذهب قانو ن التقاعد الموحد وفي اي مقبرة حكومية دفن
مثنى الطبقجلي
من اغرب التصريحات بل وادهاها غرضا ومسلكا هو ما نقله المكتب الصحفي عن دولة رئيس الوزراء نوري المالكي بالامس حول مساندته لمطالب المتظاهرين، الذين جلدتهم وادمتهم قوات سوات وعمليات بغداد بعصيها واعقاب بنادقها في ساحتى التحرير والاندلس والطرق المؤدية لهما ، اي بمعنى انهكما يقول المثل يقتل القتيل ويمشي بجنازته، والا كيف نجد له من تخريج لهذا الفعل المبطن والمخالف للواقع، وردة الفعل وهذا السجن وذلك القفل الذي وضع خلفه العشرات من المتظاهرين الشباب من الذين لم يرفعوا حتى لافتة تدعوا الى محاسبته ، فاي دعاية انتخابية تنتظره ،وما اكثر المحافظات التي اوشك ان يخسر اصواتها ،حتى ولو وضع امامهم (جف العباس رض الله عنه ). دولة رئيس الوزراء الذي تبادل مكتبه ،الرفسات يسره ويمنه ،بقانون التقاعد الموحدة مع مكتب رئاسة البرلمان لايخجل هولاء ، حينما يدعون انهم يساندون طلبات المتظاهرين وهم يتصدون لمظاهراتهم السلمية بالقوة المفرطة، فاي غاية قبيحة هذه واي وسيلة دامية تلك التي سيقت بها هذه التظاهرات ولم تسلم منها حتى الكامرات !! ،وصور الاخباريات قدمت اكثر من دلالة واضحة على همجية ما حدث رغم ان الدستور يبيح التظاهر السلمي ضمن باب الحريات ، ولكن المساكين هولاء ممن لم يرفعوا شعارا طائفيا او علما مثيرا للعلامات ..؟ لم يدركوا ان الدساتير التي لاتكتبها الشعوب ليست اكثر من ورق حمام يتمسحون به متى شاء الحكام ..فهل نستطيع سؤاله وهو الشخص الاول والاوحد في قيادة البلاد نحو المجهول ،هل تعتقد ان هولاء المتظاهرين المتالمين جدا لاحوال عوائلهم على ما اصابها من ضيم وفقر وعوز ،كانت لتخرج في ظروف صعبة للتظاهر ، لولا ان الكيل طفح بها وهي تستمع يوميا الى هذه الببغاوات من النواب والنائبات الذين يرددون يوميا ما يبني قصورا من الرمال .. وهل تعتقدون ان اهدافها اي المظاهرات ،هي الغاء رواتب النواب المتقاعدين والرئاسات فقط ممن صاروا عالة على شعبنا وداءا وبيلا وجب رفعه بعملية جراحية ،وباي ثمن .. وبعض هولاء المنافقين ممن لم يحضر جلسات البرلمان ولم يدل باي صوت فيه حتى ولو كان نشازا مطالبا على الاقل بالسؤال عن قانون التقاعد وغيره ، يا ترى اين انتهى بها الحال ،هل في مجلس شورى الدولة او دائرة التقاعد العامة ام حشر حشرا في سلة الازبال !! اقول :ان هولاء الذين تكرمت عليهم بالامس مؤيدا دعاواهم في التظاهر ، قمعتهم بقوة قوات عمليات بغداد التي تخضع لامرتك ،هولاء البسطاء ، لايطالبون بالانتقام من النواب حسدا ، هولاء الذين انتفخت جيوبهم وتدلت كروشهم..إلا بقدر ما كانت مطالبتهم تذكيرية تسال رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب اين اخفيتم قانون التقاعد العام وغيره من القوانين المثبتة دستوريا ..؟ وفي اي مقبرة حكومية في مجلس شورى الدولة ام في ادراج مكاتب مجلس الوزراء ام تحت ابط اللجنة المالية المخاتلة في مجلس النواب التي تفوح منها الروائح النتنة للفساد المالي الذي يضرب مفاصل دولة القانون وبينها مديرية التقاعس العامة . ولأن فعلتها يا دولة الرئيس واستطعت الغاء هذه الحوافز غير القانونية والشرعية والاخلاقية التي يتمتع بها وسيتمتع بها هولاء الذين غيبوا شعبنا وقوانينه، لاجل قانون تقاعدي خاص بهم كم تقول .. !! اقول لو وهي تفيد التمني فنحن سنخرج متظاهرين مؤيدين خطوة مثل هذه بشرط ان تقر قانون التقاعد العام وقانون العفو العام وان تلغي قوات سوات من واجهة باستيل العراق .. دولة رئيس الوزراء لن احدثك عن تقاعدي فهويعادل راتب ابسط عامل في امانة بغداد ذات الاغلبية الفاسدة ، راتبنا التقاعدي لابديل لنا عنه ، رغم اننا خدمنا الدولة قرابة ربع قرن من الزمان ، ولاكن لان الظرف ظالم ولان الِظلامْ هم اليوم من يعزفون على القانون تجنيا ومخاتلة لحن الخلود ، فانني اترفع عن ذكر اصفار راتبي ولم ارفع صوتي تعففا ،لان هناك عشرات الالوف من المتقاعدين ممن هم أمرَ مني انحطاطا في الراتب وتدهورا في احواله الحياتية ،وسط تكاليف عيش مرتفعة يتحمل نظامكم كل تداعياتها . واسمح لي ليس يا دولة الرئيس ان اقول لك انني لا اثق بتعهداتك هذه ،بالغاء هذه الرواتب التقاعدية الخيالية لهولاء النائبات ،لانك سبق ووعدت ولم تف وكلام الحر دين والحر تكفيه الاشارة ،اما قولك انك ستعمل على تعديل رواتب الطبقات الضعيفة وهذه المقولة مثل سابقتها فهي بقناعة الكثيرين ،تاتي دعاية انتخابية مسبقة ،لاغير تمهيدا للعام 2014 وتجميلا للصورة الضبابية لك التي صارت تلوح امام الشعب ..وامام انظار وبطون هولاء المتقاعدين الذين يمثلون مع عوائلهم شريحة اجتماعية يصل تعدادها الى ربع سكان العراق ، وعليك ان تضع في حساباتك من الان ان كنت تريدها الثالثة..؟ ان هولاء مع عامة الناس المتضررة من الخدمات والثقوب في سلة الغذاء العراقي ، لن تفلح والله في الاحتفاظ باصواتها حتى ولو ايدتك كل المرجعيات وحتى ولو اشعلت العشرة شمع.. لن تضيئ سماء العراق الحالكة الظلمة..؟ ودعني اقول لك: بصريح العبارة إنني لم افهم مضمون عباراتك التي وردت في معرض بيان منمق لمكتبك الصحفي : وجاء فيه انك ستساند مطالب المتظاهرين وستدعم توجها بهذا الخصوص في مجلسي الوزراء والنواب من اجل تحقيقه ..كيف واين ومتى سيكون هذا ..الوعد يا صاحب الوعد..وما اكثر الوعود .؟ وليجيبنا المكتب الصحفي اين استقر قانون التقاعد الموحد.. وليكن صريحا باعطائنا الشخصية المعنوية التي تعرقل تطبيقه رغم قراءته الثانية في مجلس النواب ، ورغم وجود التخصيصات في الموازنة العامة له (ووفرة اموال النفط ما شاء الله ) والتي لم تسفر عن بناء اي مشروع خدمي ومنها الكهرباء، او بما يرفع من كاهل الشعب العراقي المظلوم هذا الظلم وهذا التعسف …… دولة رئيس الوزراء نحن مخدوعون بكم حكومة وبرلمانا ورئاسات ولن نصدقكم ولن نصدق وعودا واكاذيب بعد اليوم ،وحقنا ان لم نستطع ان ناخذه اليوم فسناخذه غدا والشعوب لن تموت اما الحكام فهم زائلون هذه بديهية معروفة . ومن لم ُيدركها ادركته..ومعذرة للزملاء في مكتبك الصحفي ان كان بينهم زملاءا لنا حقا من طراز الزملاء الذين لايفبركون و لايقولوا ما لا ينفذ وان يصرحوا بالحقائق امانة والتزاما ،وتلك وحدها ستكون الفيصل بيننا ، وغدا حينما ياتيك النبأ اليقين عندما نصطف موحدين ومصوتين مع المستضعفين ،لن نبصم لك باصابع اليدين …وهذا قسمُ عظيم لو تدرون او تفكرون..