بغداد/ شبكة أخبار العراق- سعد الكناني .. يعود ملف المصالحة الوطنية الى طاولة السياسيين العراقيين، على الرغم من عدم وضوح ملامحه وفشله خلال السنوات الماضية بعد ان تم طرح هذا المشروع لأكثر من مرة، من قبل رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء وفعاليات اخرى. ويبدو هذا الملف غامضا ومعقداً، إذ يطالب معظم المسؤولين بتحقيق هذه المصالحة لانها ضرورة وطنية ملحة ، وكشف رئيس الجمهورية فؤاد معصوم عن اجتماع مرتقب تعتزم الرئاسات الثلاث عقده بعد انتهاء عاشوراء لمناقشة الورقة المقدمة بشأن المصالحة الوطنية، فيما أكد أنها لن تعقد في “غرف مغلقة” وجميع العراقيين مدعوون للمشاركة فيها. وقال معصوم خلال لقائه عددا من وسائل الإعلام العراقية إن “رئاسات النواب والجمهورية والوزراء ستجتمع بعد انتهاء مراسم زيارة عاشوراء لمناقشة الورقة المقدمة للخطوات الواجب القيام بها من أجل تحقيق المصالحة الوطنية”، مبينا أن “رؤساء الكتل السياسية سيعقدون عقب ذلك اجتماعا موسعا للعمل على تفعيل المصالحة الوطنية”. وأضاف معصوم، أن “هذه الاجتماعات ستكون متاحة للجميع ولن تعقد داخل الغرف المغلقة”، داعيا العراقيين جميعا الى “المشاركة فيها”. والجميع يعرف ان مشاكل العراق بسبب عدم وجود مصالحة حقيقية بين الطيف السياسي والمجتمع العراقي، وحتى الان لم يعقد مؤتمر للمصالحة والمصارحة في الحقوق والواجبات وهذا ما خلق خللاً كبيراً والجميع كان يتحين الفرص لأخذ حقوقه.ويبدو ان البعض يخشى او ليست لديه قناعة في الطرف الأخر ولاتوجد ثقة متبادلة وطوال السنوات الماضية لم تتوفر الآلية المناسبة لطرح واضح وصريح، وأن الأواصر التي تربط أبناء الشعب العراقي هي أقوى من مثيلاتها في اي بلد في العالم والنقاط الطيبة المضيئة في حياة العراقيين لم تفعّل ولم يسلط عليها الضوء.ان “المؤتمر الذي يدعو له رئيس الجمهورية مهم جدا ويجب ان لايكون مثل بقية المؤتمرات، مصالحة في العلن ومساجلة في السر، وان البرلمان وحده ليس قادراً على رأب الصدع الحقيقي او المفترض في العلاقة التي يجب ان تكون مبنية على المواطنة والحق والواجب، اذا كان هناك صدق في التعامل وجدية مع هذه القضية فستأخذ جانباً آخر وسنضيء المناطق المظلمة في العلاقة بين أبناء الشعب.