من المؤسف حقا ان نطلق تسمية “عراقي” على بعض حاملي الجنسية العراقية بل من المثير للحزن ان نجد هؤلاء يفضلون الكرسي الدولاري على دماء اخوانهم في المواطنة.
اسمحوا لي ان اتكهن ان الدماء العراقية التي نزفت خلال الاسبوع الماضي كانت من صنع اناس يريدون ببساطة ان يحرقوا الاخضر واليابس من اجل الفوز بكرسي في الحكومة “تعبانة”. فالذي يريق الدماء لا يستطيع ان يقدم لشعبه رموز الرقي والازدهر بل يقدم له بدلا من ذلك جهله وغاؤه و”عياطه” في الفضائيات.
ان برنامجهم يتضمن: اراقة الدماء في مراكز انتخابية ليس لهم ثقل فيها ك احدث قبل ايام حين اراد رجالالامن التصويت، اشاعة الفوضى في المراكز الانتخابية الاخرى، التمركز امام مراكز الاقتراع من اجل التوسل للناخبين ليصوتوا لصالحهم بعد ان وجدوا ان شعاراتهم غير مجدية وانها كما قال الكثيرون ،وبالاخص في محافظتي الناصرية والبصرة، هواء في شبك.
هناك فقرات اخرى لم تكتشف بعد في هذا البرنامج المىساوي ولكن الذي غاب عن اذهان هؤلاء ان هذا الشعب ملّ من الانتظار وسيثور يوما ما، حينها لن يجد هؤلاء ما يجلسون عليه سوى الخازوق.
قد تفرز نتائج التصويت عن فوز بعض الكتل الحاكمة الان وقد تختفي كتل اخرى ولكن هذا الشعب الذي يريد ان يحرق المراحل باسرع ما يمكن لم تعد شعارات الديمقراطية تغريه وهو يريد ان ال99% من المصوتين ان يستلموا مقاليد الحكم كما تفعل العديد من الشعوب الان.
لقد ادارت بعض الشعوب ظهرها للديمقراطية وبدأت تتجه الى نسبة ال 99% من الناخبين ليكونوا هم الذين يحكمون انفسهم بانفسهم.
لماذا؟
لأنهم فقدوا الثقة بمعظم الاحزاب بكل (خريطها) الذي لم تغيره على مدى نصف قرن كامل واقتربوا من الاغلبية التي تريد ان تتحكم بامور حياتها بعيدا عن التنديد والاستنكار والشجب والصراخ العالي و”عزم وبناء”.
صحيح قد تسال الكثير من الدماء ولكن ليس كما قال “الجهبوذ” الجعفري من ان الشهادة هي قدر العراقيين.
بعض من هؤلاء يروجون الى ان الغرب وخصوصا بلاد الكفار قدموا الكثير من الشهداء خلال ال 150 سنة الماضية وخاضوا حروبا قاسية حتى وصلوا ماوصلوا اليه , وهذا المنطق يعني بالنسبة لهم ان نقدم ملايين الشهداء حتى نصل الى ماوصلوا اليه. انه منطق عجيب لايصلح الا لجماعة “دراكولا” فقد غاب عن ذهنهم ان تجارب الشعوب الحية مطروحة امام الجميع ويمكن الاستفادة من سلبياتها وايجابياتها , قد تكون الخطوات الاولى في غاية الصعوبة ولكن الخطوات التالية ستكون كما الطفل الذي ينهض تاركا الحبو الى الركض في ارجاء البيت ثم الاشتراك في الماراثونات فيما بعد.
فاصل انتخابي: املنا كبير هذا اليوم بانتخاب الشرفاء ممن يريدون للعراق ان يبدأ مسيرته في الخير والسلام والحرية.