بقاء الكاظمي أحد سيناريوهات إنفراج الأزمة السياسية
آخر تحديث:
بغداد/ شبكة أخبار العراق- في وقت لاتزال فيه ابواب مقتدى الصدر- مغلقة، “يراجع” الإطار التنسيقي عدة خيارات من بينها بقاء “الكاظمي” لفترة اطول.يدعم تلك المراجعة مسؤول ايراني جديد عن الملف العراقي، حيث تم اختيار شخصية ذات خلفية دبلوماسية لأول مرة لهذه المهمة منذ مقتل قاسم سليماني، رئيس فيلق القدس السابق.واتضحت عودة طهران الى الملعب العراقي، بعد غياب قصير، باستبدال السفير بشخصية مولودة في العراق، وتحرك واشنطن على السياق ذاته بتهيئة سفير في بغداد معارض لطموح إيران.ووفق ما يدور في الكواليس، فان زعيم التيار الصدري “لايزال يغلق كل ابواب التواصل” مع الإطار التنسيقي، مقابل تفاؤل من حلفاء الاول في التحالف الثلاثي.وكان “الصدر” قد دخل في “صمت سياسي” مطلع نيسان الحالي لمدة 40 يوماً (بدأت من اول رمضان الى ما بعد نهاية عطلة العيد)، مما شل عملية تشكيل الحكومة.وعلى إثر ذلك هاجم “الاطاريون” زعيم التيار في اكثر من مرة، وعادوا للترويج لرواية “تفكيك الشيعة بدعم خارجي”.كما وجهوا انتقادات مبطنة ضد “الصدر” في قضية حل الحشد الشعبي، ورفضوا تشكيل حكومة “صدرية”.بالمقابل، أصدر أحد زعماء الاحزاب الشيعية مبادرة جديدة لإنهاء الازمة السياسية، مقابل تلويح من حلفاء “الصدر” بإمكانية “حل البرلمان”.وفي غضون ذلك بشر محما خليل، وهو نائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني أحد شركاء “الصدر” في تحالف (انقاذ وطن) الثلاثي، بتشكيل الحكومة الجديدة بعد اقل من شهرين.وقال خليل في بيان ان “ولادة التحالف الثلاثي (انقاذ وطن)، هو استحقاق انتخابي، إذ ان هذا التحالف لن يكون ضد أحد إنما لإنقاذ العراق من الوضع الذي وصل اليه”.وأضاف النائب، أن “هذا التحالف أكثر تماسكا من أي وقت مضى، فهو يتواصل مع الكتل لإخراج العراق من حالة الانسداد السياسي، وهو ماضٍ نحو تشكيل حكومة مهنية خدمية مبنية على النزاهة والكفاءة، نهاية الشهر الخامس”.وكان “انقاذ وطن” الذي يضم الصدريين والحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة، قد أعلن في آذار الماضي بانه الكتلة الاكبر.ورشح التحالف، ابن عم مقتدى الصدر، وسفير العراق في لندن، جعفر الصدر لرئاسة الحكومة المقبلة، وريبر احمد لرئاسة الجمهورية.لكن “الثلاثي” كان قد فشل مرتين في تحقيق اغلبية الثلثين (220 مقعداً على الاقل) لتمرير رئيس الجمهورية.وعلى إثر “اعتزال الصدر” مؤقتا المناقشات لتشكيل الحكومة، بذل “الإطار التنسيقي” جهود مضاعفة لإخراج زعيم التيار من عزلته، لكن دون فائدة حتى الان.مصادر سياسية كشفت عن نقاشات تدور داخل الإطار التنسيقي قامت طهران بـ “تنشيطها” داخل المجموعة الشيعية المقاطعة لجلسات البرلمان.وبحسب المصادر، فان إيران اوفدت هذه المرة “دانائي فر” وهو السفير الايراني السابق في بغداد، للقيام بالمهمة الجديدة لـ “توحيد الشيعة” في البرلمان.وهذه المرة الاولى التي توفد فيها إيران شخصية دبلوماسية لقيادة الملف العراقي، بعد مقتل قاسم سليماني قائد فليق القدس بغارة امريكية في 2020 قرب مطار بغداد.
وكان اسماعيل قاآني، وهو بديل سليماني، قد تدخل في الازمة بعد الانتخابات 3 مرات على الاقل والتقى مرة “الصدر” بشكل علني، دون أن يحقق أي نتيجة.وكانت معلومات وردت الى (المدى)، بان واشنطن لم تتدخل بشكل مباشر خلال الفترة الماضية، كما ضعف دور إيران بشكل مؤقت.لكن تغييرات متقاربة، بحسب مصادر مقربة من بعض التيارات، جرت مؤخرا للبلدين على مستوى السفراء، تشي بجولة جديدة سيلعب فيها الطرفان على الملعب العراقي.واستبدلت إيران، الاسبوع الماضي، سفيرها السابق في بغداد ايرج مسجدي، بآخر يبدو أكثر قربا من الحرس الثوري.وحسين آل صادق، وهو السفير البديل، مولود في النجف ويجيد اللهجة العراقية، وتسرب بانه كان مستشارا لرئيس فليق القدس السابق قاسم سليماني.بالمقابل تستعد واشنطن في التوقيت نفسه الى تعيين سفيرة في بغداد معروفة بمعارضتها للسياسة الايرانية، والفصائل في العراق.وذكرت الدبلوماسية الأمريكية ألينا رومانوسكي المرشحة لتولي منصب السفيرة الجديدة، أن من أولويات عملها في حال توليها المنصب تعزيز الاستقلال والمواطنة في العراق.ويراهن الموفد الايراني الجديد، بحسب المصادر، على عدة احتمالات قد تدفع “الصدر” مرة اخرى الى احضان “التنسيقي”، منها تفكك التحالف الثلاثي ومن خلال تحييد “القوى السنية”، اضافة الى استخدام ضغط الشارع.وكانت تظاهرات قد خرجت في الجمعة الاخيرة، وطالبت البرلمان بتشكيل الحكومة، وهددت بتصعيد الحراك في حال طال أمد الازمة.أسوأ الاحتمالات وفي الشق الثاني من تحركات “دانائي فر”، هو طرح اسوأ الاحتمالات في حال استمر “عناد الصدر” على تشكيل حكومة اغلبية.ومن اسوأ تلك الاحتمالات، من وجهة نظر طهران، التي تناقشها مع أطراف في الإطار التنسيقي، هو القبول ببقاء مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء الحالي بمنصبه لوقت اطول.وعمليا، فان الكاظمي مستمر في حكومة تصريف الاعمال ما دامت القوى السياسية غير قادرة على تشكيل حكومة جديدة.ويطمح “التنسيقي” في “صياغة عقد جديد” مع زعيم التيار الصدري في حال استمرار الكاظمي، منها تغيير توزيعة “حصص الوزارات”.وحاليا هناك 4 وزارات شاغرة وهي: الصحة، الكهرباء بعد استقالة الوزيرين العام الماضي بسبب اتهامات بالتقصير، اضافة الى الهجرة والعمل، بعد صعود الوزيرين الاخيرين الى البرلمان.وتبقى في هذا الخيار، مشكلة “رفض” بعض أطراف الإطار التنسيقي وجود رئيس الوزراء، مثل الفصائل.لكن المصادر تؤكد ان الجزء المعترض من الإطار التنسيقي “يمكن التفاهم معه”.وكان فصيل مثل كتائب حزب الله قد هاجم الكاظمي أكثر من مرة، بحسب ما جاء في تغريدات للمتحدث باسم الكتائب ابو علي العسكري.